ترجمات أدبية

عبق التوت على شفتيكِ

ديمتشو ديبيليانوف

Димчо Дебелянов

ترجمة وتقديم: خيري حمدان

***

Малинен дъх разпръскват твойте устни

عبق التوت تبعثر شفتيك،

آه، ريح زهور أيار العذبة!

مباركٌ أوّلُ من يقطف

توت العشق عن الشفتين.

زهر اللبن يغطّي وجنتيك،

تقطر منها حبّات الندى..

آه، من صاحب الحظّ الذي

ستغطّيه جدائلك الليلة؟

***

Тъй, както и моята младост

كما غُرّة شبابي

أعشقك بكلّ طاقتي ولا أرى سواكِ،

أنتِ من دون النساء تدركين مكامن ضعفي.

أحبّك، أنتِ صنو شبابي.

تتدثرين بحزن رشيق خافت

وأسى مقيمٍ وفرح

مفعمة بالرضا والخفر

لذا، أنتِ كما غُرّة شبابي.

كما عذارى الفِسْتال

كما الإلياذة العريقة

مُبجّلة في شيخوختك

فخورة بروحك الأثيرة

كما غُرّة شبابي.

وأهمس لكِ اليوم، يحذوني أمل

بأنّي حبيبُكِ يا فرحي الوحيد

وأنتِ تعبرين نهاري مُطْرِقَة

هكذا، كما تنطوي غُرّة شبابي.

***

Аз щи го запазя – първото писмо

سأحتفظ بالرسالة الأولى

تلك التي كتبتُها لكِ، باقةً من النور،

قبل أن يُثلجَ الخريفُ قلبي!

سأحمي الرسالة كلّ ساعة، كلّ يوم،

سأقرأها المرّة تلو الأخرى بحرقةِ الدمع.

سأكتبها بالأحرف الأبجدية الأولى،

سأكتبُ كلماتِكِ الحرّى بقلمٍ من نار

عبر قلبي الموجوع – الحرم الخاوي الصامت.

وفي جلبة الحياة الرمادية وعتمة الليل الدامس

سأقبر بيدي الليل الحالك –

كلماتي وحدها تشتاق لتزهو هناك.

سأواري أوّل الرجاء التراب،

لأجلك أنتِ التي وُلدت في ليلةٍ بكماء.

سأدفنُ أملي في حلّة من وحدة سائغة،

سأزرع زهورَ الخريفِ الشذيّة،

في ركنٍ مجهولٍ من القبر.

***

......................

ولد الأديب ديمتشو ديبيليانوف عام 1887 في مدينة كوبريفشيتسكا العريقة وهو الابن السادس في العائلة، انتقلت العائلة إلى مدينة بلوفديف التاريخية بعد وفاة الوالد حيث أنهى ديبيليانوف دراسته الثانوية وبرزت في تلك المرحلة موهبته الشعرية. 

انتقلت العائلة مع بداية القرن العشرين إلى العاصمة صوفيا، حيث طبعت أولى أعماله في كبرى المجلات الأدبية وكان قد بلغ التاسعة عشرة من العمر. انضمّ لإدارة تحرير العديد من الدوريات الأدبية المختصة مثل "الطريق الجديدة"، "المنتدى البلغاري"، "المعاصر" وغيرها. التحق بجامعة صوفيا في كلية الحقوق لكنّه سرعان ما انتقل لكلية الفلسفة والتاريخ، درس لمدّة سنتين وانقطع بعد ذلك عن الدراسة. أتقن الإنجليزية والروسية والفرنسية وترجم أعمالا لشكسبير وبودلير وغيرهم من كبار الأدباء العالميين.

شارك في حرب البلقان عام 1912 ونال رتبة ملازم، والتحق للقتال متطوّعًا في الحرب العالمية الأولى على الجبهة المقدونية عام 1916، حيث لقي مصرعه عن عمر يناهز 29 سنة، نال على إثرها وسام الشجاعة من الدرجة الرابعة.

يعدّ من أشهر شعراء مرحلة النهضة في بلغاريا وتمنح جائزة سنوية باسمه. تتّسم أعماله بصبغة رومانسية وخطاب وديع يشوبه الغزل والرغبة بالوصال. هذه أولى قصائده المترجمة إلى اللغة العربية.    

 

في نصوص اليوم