ترجمات أدبية

مايكل سيمز: المصالحة مع الظروف

مايكل سيمز

ترجمة صالح الرزوق

***

أتذكر أنني أقف وراء النافذة

أراقب  السقوط البطيء لبلورات الثلج

طيلة المساء.

في يوم مثلج اعتدنا على أمثاله في بيتسبورا

خلال نيسان

وذلك قبل أن تسقط أمريكا في جهنم.

ذلك بعد عودتي من نثر رماد

والديّ في نهر لانو

الذي يجري وراء بيتهما، وربما كان هذا فعلا

روحانيا يهدم

مصدر المياه المحلية،

لكن من يدري؟.

وبينما أراقب رقائق الثلج،

تذوب بسرعة حالما ترتطم بالرصيف،

غمرتني المشاعر بقليل من التشبيح، وهذه كلمة

يمكنني اشتقاقها

من أجل تلك المناسبة للدلالة

على إحساس بالنوستالجيا

لعالم آخر، العالم

الذي أتينا منه وإليه سنعود،

وأيضا الإحساس بالتعاطف

مع الأموات، على الأقل

أمي، وهي امرأة

حكيمة المعشر ورقيقة

حفظتني بحزم

من غضب والدي، الرجل المتعب والمتهور،

وأعترف بكل شرف وصراحة أنه أهملني.

لكن لم أبغضه ولم أنفر منه

بل كنت غير ميال إليه، مع شعور

شديد بخيبة الأمل

من ضيق صدره، فأن يدق قلبك

بالحب، مناسبة محدودة في هذه الحياة.

وكلما سقطت حبة ثلج

على الرصيف تختفي مباشرة

كما لو أن قدرها أن تحيا

في الفضاء، وتتنفس هواءه،

وهكذا شعرت بالأفلاك، وغمرني الحزن

على النجوم التي

توفيت قبل مليارات السنين،

ولكن ها نحن نرى ضوءها الآن،

وهذا حنين للكون

الغائب والمندثر.

لا وجود لسعادة لا متناهية

في هذا العالم، نحن على موعد مع ذرات

دقيقة فقط من السرور،

وهي أشياء تطفو، ولا يمكن أن تتوقعها،

وهي أشياء عابرة كالشذا

وكورقة شجرة تسقط أو لمحة

من عابر سبيل في الشارع،

شخص غامض، غير مرئي

يعبر أمامنا في أحلامنا

مثل هرة تمر بين الظلال

وتبدلنا بطرق

لم نكن نرغب أن نتعرف عليها.

***

................

* القصيدة من مجموعته العندليب Nightjar. صادرة عن دار نشر راغد سكاي Ragged Sky- سماء ممزقة. 2021

* مايكل سيمز  Michael Simms: شاعر وناشر أمريكي معاصر. يعيش في بيتسبورا.

* الترجمة بالتنسيق مع الشاعر

 

في نصوص اليوم