ترجمات أدبية
دميتري دارين: الممرضة
قصيدتان للشاعر الروسي المعاصر دميتري دارين
ترجمة الدكتور إسماعيل مكارم
***
1- الممرضة
Дмитрий Дарин
Медсестра
نحنُ نخوض الآن معركة تحرير سيفاستوبول
طائرات (ميسّر) الألمانية لا تغادرُ السَّماء فوقنا
هناك، في الأرض الحرام، تقوم ممرضة صبية
بمحاولة جرّ مقاتل جريح إلى الخندق.
**
أراها تغرز ركبتيها النحيفتين في التربة
بكل ما تبقى لها من عزم وقوة
وتزحف في زحمة الدخان المخيِّم والسّخام
لتنتشلَ جنديّا من الحفر، كأنها تشدّه من القبر.
**
إنها تلميذة الأمس بشعرها الذي جمعته جديلةً
بالأمس كانتْ تلعبُ مع العرائس
أراها على الأرض المحايدة تحاول إنقاذ حياة
أحد الجنود من لهب الحرب، نكاية بهذي الحرب.
**
كان يحق لها بهاتين العينين الجميلتين
أن تنعَمَ بالخدمة في أحد مكاتب القيادة
غير أنّها اختارت الخدمة – حيث القذائف
وبهذا الحذاء العسكري الثقيل.
**
الموتُ على الجبهة ليسَ بالأمر الجميل
ويذكرونه هنا بكلمة قاسية
ولكن أي قوة سماوية هذي
التي تجعلُ هذا الوَجهَ الروسيّ يتألق.
**
لذا يمكننا القول:
إنها لهذا الجنديِّ – إلهة من الآلهة –
إذا لم تنقله إلى الجَنة، ستنقله إلى كتيبةِ الإسعاف
وستنقذه من هذي الصحارى الجهنمية.
**
بين البنات الجميلات، المعاصرات، الذكيات –
لم يقع نظري، رغم أنَّ بصري جيّد –
إلا على نساء تافهاتٍ، فارغاتْ
وقليلا ما أرى صبايا مُمرّضاتْ.
2009 م
**
2 - المُلازم
Лейтенант
استشهِدَ في أولِ قتالْ
كان في أول الصفوف
في الجبهة الأمامية
بقذيفةٍ ألمانية
دفعته الى الخلف
وسَقطَ من يديه الرشاش
فأرسلوا الى لينينغراد تبليغ استشهادِهْ.
**
من يَخدمْ في سلاح المشاة عمره قصير
يَعيش الواحد منهم زمَنَ ثلاثِ هجماتْ
أكثر منها ... لمن عمرُهُ طويلٌ
ولكن ذلك يَحْصل.
الرصّاصة عَديمة الصّبر
لا تنتظر ُ عريسها طويلا
ومن قد اختارته ُ
يتم عقد وفاته عليها.
**
هاهو الجندي الشاب ُ يَثبُ الى الأمام
يثبُ هذا الملازمُ الشاب
وأحيانا يتفوهُ بكلماتٍ قاسية
لا ينص عليها النظام −
أولاد ال... لا خطوة َ الى الخلفْ
ركضا الى الأمام .. بخفةٍ وحَذر
نحو أوسمة ِ الشرفِ، التي تنال ُ بعد الاستشهاد
نحو "البطولة" و"المجد".(*)
**
بوجهٍ عَفرَهُ التراب ُ
بفصيلة ٍ مزقتها المعركة
ها هو الرشاش يَجعلهم يَلتصقون بالأرض
إذا أنت لستَ ميتا من الجراح –
فالخيارُ واضح ٌ وبسيط
إذا لم تزرعْ في هذه الأرض
قمْ بقامتك الكاملة الآن
سِرْ مع هذا الملازم الشاب.
**
أولُ من أستُشهدَ فيِ القتال
أولُ من دَخلَ الجَنة َ
ومن أجل خلاص ِ روحِه ِ
حاسَبَ في المكان المَطلوبْ.
لا تسلْ من المذ نب ُ −
لن يُشاركَ مُلازمُنا الشابْ
في العرض العَسكريّ
لن يسيرَ فوق أحجار مَدينة – لينينغراد.
2007
***
.............................
* بمناسبة ذكرى يوم غزو جيوش ألمانيا النازية لأراضي الاتحاد السوفييتي في 22 /6 / 1941
مراجع وهوامش:
1) Дмитрий Дарин. Безымянный батальон. Москва. 2018.
* "البطولة" و"المجدُ": اسمان لوسامي شرف في الجيش السوفييتي.
* قمنا بترجمة هذه القصائد من النص الروسي
بعد موافقة الشاعرالمعاصر دميتري دارين.