ترجمات أدبية
فياتشيسلاف كوبريانوف: حلمت بروسيا
للشاعر فياتشيسلاف كوبريانوف*
ترجمة: نزار سرطاوي
***
في حلمٍ فُجائي رأيت روسيا
عِثّةً هائلةً
عثةً صقريةً فيليةً أسطورية**
تمتد وتنبسط في أرجاء المعمورة
*
تنفض الغبار عن جناحيها
فتولد نجومٌ حديثة وتصعد
لتبلغ عنان السماء
*
وإن هي طوتْ جناحيها بغتةً
فلسوف تظهر هاويةً
لا وجهَ لها
ويبتلع المحيطُ الجليديّ
أوروبا وآسيا
وحتى أميركا لن تهرع لتنقذ أحدًا
*
وإن هي أقلعتْ بغتةً
فلسوف ينطوي كوكبنا الأرضي الصغير على نفسه
ولن تقوىَ هندسة كروية في الدنيا بأسرها
على إنقاذنا
*
لذا فمن مصلحتكم أن تستيقظوا
ما بقي فيكم عِرقٌ ينبض
***
...........................
* هذه القصيدة هي الأولى من بين مجموعة من القصائد أرسلها إليّ الشاعر كوبريانوف. وقد خطّها على ما يبدو في خضمّ الحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت تقضّ مضاجع الدنيا. وتشي معظم القصائد بمشاعره الوطنية الجارفة وباعتزازه بروسيا وقوتها وبأسها الذي لا يقف أمامه شيء.
** هذا النوع من العث الذي يصفه الشاعر بالأسطوري لاجتماع صفاتٍ لمخلوقات عدةٍ فيه، هو موجود في الطبيعة، فهو يشبه الصقر والفيل معًا على نحو ما.
.........................
A Dream about Russia
Viacheslav Kupriyanov
*
I suddenly dreamed of Russia
as an enormous moth
a chimerical elephant hawkmoth
sprawled across the globe
*
She shakes the dust off her wings
and new stars soar
up to the sky
*
If she suddenly folds her wings
a faceless abyss
would be exposed
and the Icy Ocean
would swallow Europe and Asia
and not even America would come to the rescue
*
If she suddenly takes off
our little globe would fold in on itself
and no spherical geometry
would ever save us
*
Better wake up
while you still can
..........................
فياتشيسلاف جليبوفيتش كوبريانوف: شاعر ومترجم وناقد روسي بارز. تخرج عام 1967 من معهد موسكو للغات الأجنبية. وهو عضو اتحاد الكتاب الروس والصرب. صدرت له عدة مجموعات شعرية ونثرية، وترجمت قصائده إلى العديد من اللغات، خصوصًا لعات دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وقد صف أحد النقاد قصائده بأنها ساحرة، ولاحظ أنها تتميز بالتكثيف وتنطوي على شيء من الغموض. أما فرانسيس جونز، مترجم ديوانه الموسوم "بلغة أي أحد"، فقد تحدث عن الاهتمام الكبير الذي يوليه كوبريانوف للشعر الحر، ما يمثل اتجاهًا مخالفًا للشعر الروسي بعامة، والذي ما زال يحافظ إلى حد كبير على النمط الشعري بأشكاله التقليديه. كما أشار إلى أن الكثير من قصائد تتميز بالرقّة، وأن فيها سحرًا "سماويًّا"، "خصوصًا تلك التي تستحضر السكينة الهائلة" للطبيعة الروسية.
نال فياتشيسلاف عدة جوائز روسية وعالمية، منها: جائزة الشعر الدولية في غونيزا، إيطاليا (1986)، جائزة الأدب الأوروبي (1988)، جائزة برانكو راديسيفيتش، صربيا (2006)، جائزة بونين، روسيا (2010)، جائزة ماياكوفسكي، موسكو (2011)، لقب شاعر العام، روسيا (2012)، جائزة أطلس الشعر الأوروبي (2017)، جائزة ناجي نعمانن، لبنان (2018)، المفتاح سميديريفو الذهبي، صربيا (2021).
يعيش كوبريانوف في العاصمة الروسية موسكو.