ترجمات أدبية

بوشكين: حكاية من بلاد الإغريق

Александр Пушкин

حكاية من بلاد الإغريق وصورٌ من إسبانيا*

للشاعر الكبير ألكساندر بوشكين

ترجمة: إسماعيل مكارم

***

1

САПОЖНИК

)Притча(

حكاية الكندرجيّ

تأمّلَ كندرجي لوحَة فنية

فوجَدَ غلطة في رسم الحِذاء

أخذ الرسّام ريشته، مُصلحا ذاك الغلط.

غير أن الكندرجي استمر بدراسة اللوحة:

"يبدو لي أن الوجه َ مائلٌ هنا قليلا...

وهذا الصّدرُ، أليسَ عاريا فوقَ اللزوم؟..."

هنا أوقفه أبيليس بحزم:

" دع حُكمَكَ على مستوى الحذاءِ ولا سواه !"(*)

**

أحبّ الاشارة إلى أمر صَديق ٍ لي:

" لا أدري أبدا بأي من المواد هو خبير،

غير أنه دوما قاس ٍ بأحكامِه،

يدفعُهُ الشيطانُ دوما كي يعطي آراءَهُ عن العالم:

أدعوه أن يُجرّبَ إصدار الأحكام، بشأن الأحذيةِ، لا غير".

1829م

***

2

Я здесь, Инезилья

إني هنا

إني هنا يا إينيزيليا

إني هنا مقابل الشباك

هذي إشبيليا

يغمرُها النوم والظلام.

**

كلي شجاعة وبسالة

جئتُ ملتحفاً ردائي

حاملا الجيتارَ وعلى جنبيَ سيفي

إني هنا مقابل الشباك.

**

هلْ أنت نائمة؟

بصوتِ الجيتار أوقظكِ

وإن تنبه العجوزُ

بالسّيف أجعله ينام.

**

وهذي الحبالُ من الحرير

أحضرتُها لقرب الشباك،

لماذا هذا التلكؤ؟

ترى هلْ من غريم هنا؟

**

إني هنا يا إينيزيليا

إني هنا مقابل الشباك،

هذي إشبيليا

يغمرها النوم والظلام.

1830م

***

3

Перед испанской благородной

أمام السيدة الإسبانية النبيلة

أمام سيدة إسبانية نبيلة

يقف فارسان إثنان من النبلاء.

يقفان بكل جَسارة وحريّة

سماتهما جميلة

وينظران إلى عيني تلك السيدة

وفي صدريهما قلبان ممتلئان بعنفوان الشباب

كلٌ منهما يتكئ بيد قوية

على سيفه.

**

هذه السيدة لكل منهما تعني الكثير..

إنها أغلى من الحياة، لا بل تساوي المجد،

واحد منهما فقط أقربُ إلى قلبها، من هو،

من منهما قد أختارَه فؤادُها؟

" من، قرري، من هو أحبُّ إلى قلبكِ"؟

ذلك خطابُ كل منهما، موجه إلى تلك السيدة

كلماتٌ يغمرها أمل الشباب، قالها الإثنانِ

وهما ينظران إلى عينيها الجميلتين.

1830م

***

.....................

* لم يكن الكساندر بوشكين في بلاد الإغريق، ولم يقم بزيارة إسبانيا، غير أنه سمع حكاية الفنان الإغريقي أبيليس، الذي عرفَ عنه أنه بعد الإنتهاء من رسم لوحة من لوحاته كان يقوم بعرضها امام المرسم ويستمع باصغاء إلى رأي الناس، فوجد الكندرجي خطأ في رسم الحذاء، فصاح:أهكذا ترسم الأحذية؟ فقام الرسّام باصلاح الغلط، غير أن الكندرجي أراد أن يتوسّع في ملاحظاته، فأوقفه أبيليس وطلب منه أن ينتقد على مستوى الحذاء، لا غير.أما صور من إسبانيا فهي من صنع خيال الكساندر بوشكين، الشاعر، الذي كان ممنوعا عليه مغادرة وطنه روسيا.

هوامش ومراجع:

* أبيليس- هو من أشهر الفنانين الإغريق، إذ عاش واجتهد في النصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، من لوحاته الشهيرة (بورتريه الكساندر العظيم).

А.С. ПУШКИН. Сочинения в трех томах. Том

первый. Москва. 1954.

 

 

 

في نصوص اليوم