ترجمات أدبية

سفيتلانا نيكولوفا: ملجأ للطيور

بقلم: سفيتلانا نيكولوفا

ترجمة وتقديم: خيري حمدان

***

Приют за птици

ملجأ للطيور

التقينا هناك في ملجأ للطيور

هو اللقاء التالي بين الطيور المهجورة.

كنت بينها عصفورة زرقاء بقلبٍ صغير وهو الغراب

حبّ عصيّ من الوهلة الأولى يقيمَ فوقَ سلكٍ رفيع.

*

كيف نجتاز بتفوّق امتحانًا أعدّ لقلبين؟

ولجناحين أسودين مضمّدين بالذكريات،

وقطعة من السماء الساذجة تقبع فوق رأسي الملوّن

طائران منبوذان ينبضان بالحياة.

*

هو فقير كما في الحكايات، وهذا ما أصبو إليه منذ الأزل،

وفي القلب متّسع ليتألق بريقُ القمر.

تبادلنا الحبّ على مهل، عصفور وغراب

لم يتبقّ في نهارنا سوى الغرام.

*

عِشنا بسلام، تناولنا الفتات وبقايا الطعام،

متشبثان بعالمنا فوق سلك رفيع،

سمعت ذات يومٍ عصفورًا أحمرَ صغير يصيح:

"جهّزي ذاتك، حضرت عصافير القبيلة لاصطحابك".

*

ضمّني الغراب بجناح نُسجَ من ثنايا جسدي

ثمّ انطوى على نفسه كيلا يشهد لحظة الفراق.

حدث هذا منذ زمنٍ بعيد.. ولكلّ قصّة حبّ نهاية

لكنّ حكايتنا التي تبدو مستحيلة، ما تزال حيّة هاهنا.

**

Сърца валят

تهطل أفئدة

أتجهلُ أنّني بركان؟

لا تستغرب أرجوك فهو يشبهني

والابتسامة مجرّد ستارة

للزوابع حتى لحظة نزعها.

*

مضى وقتٌ طويل منذ تنكّرت لسيزيف –

سيّان إذا ما صَدَمْتُه صخرة؟

هو لا يحتمل حتى هبّة ريح

وتراه يسعل ويتلوى على الأرض.

سيّان إذا كنت ليلا وأنا أعشق النهار!

أخفي خطيئتي برفات بومبييف

ثمّ أكذب على العارية في باطني

بأنّي منحت شرارة لبروميثيوس.

*

أين هو الأمير في يومي المئة؟

ما أن أرى جدائل غورغونة،

تدخل بصخب في اللحظة المواتية

لتقبّلَ قناعَ مادونا.

*

..ولتصدّق أنّ كلّ هذا مجرّد حلم.

وأنّ البركان في الواقع فتاة،

تبكي والسماءُ هطلت في الخارج

هطلت أفئدة غريبة عجيبة.

**

Стълба

سلّم

في هذه السوق الطويلة المبتلة،

لا أجد من أبادله الحديث

أين أترك حملي الثقيل هنا –

الأكشاك مشغولة بالزبائن العابرين.

*

لن يحرّكوا قيد أنملة هناك.

ولن يواجهوا يومًا الجلجثة.

وأنا ما زلت أسير قابضة على مخاوفي –

لن يعثروا على الحياة كما يشتهون.

*

وأسير وأهبُ لوحاتِ الأطفال

تلك التي رسموها تحت المطر

لوحات مبتلة واللون الأزرق تلطّخ

بفعل الدموع المنسابة.

*

أشتري الفواكه الفاسدة من الأكشاك

أدفع ثمنها حتى آخر قمصاني،

بانت بشرة ظهري الموسومة..

وأحدهم بالقرب يلوّح لي.

*

أدير ناظري للخطيئة التالية،

وأرى رجلا يمزّق سرجه

ويضع لافتة "هدية" فوق سطح كشكه

على وشك المضيّ معي تجاه الحياة.

عندها رأيته بوضوح في المطر

في الطريق الأخضر المؤدّي إلى الأعلى.

تحوّلت لسلّمٍ يصعد عليه الآخرون

متمسّكة بلوحاتي وفي عيني دموع الطفولة.

***

...................

نبذة مختصرة عن الأديبة

أنهت سفيتلانا نيكولوفا أنغيلوفا دراسة الآداب والصحافة، ونالت درجة الماجستير في العلاقات الدبلوماسية الدولية. تنتمي لحمولة "لونديفي" العريقة الشهيرة في مدينة هارمانلي. تشغل حاليًا منصب نائبة مدير المدرسة الثانوية المختصة في مسقط رأسها هارمانلي. عرفت بمبادراتها الجريئة لحماية الإرث الثقافي والحضاري في محافظة المدينة وكتبت سيناريو فيلم (في أثر صاحبة الخطى البيضاء) الذي يستعرض حكاية حبّ اندلعت ما بين سلطان عثماني والحسناء البلغارية غيرغانا.

صدر لها ديوان "شوارع ماطرة" وصنّف كأفضل ديوان للعام 2014 في محافظة هارمانلي. فازت كذلك بجائزة "ربيع الجنوب" لأول ديوان مطبوع للعام 2015. حازت الأديبة على العديد من الجوائز الوطنية والعالمية ومن ضمنها جائزة "الريشة المبدعة" في شيكاغو 2021. 

في نصوص اليوم