ترجمات أدبية

راينا دامياني: ساعة توقيت رملية

ساعة توقيت رملية

راينا دامياني

ترجمة: خيري حمدان

***

преображение

تحوّل

الإهداء

إلى أبويّ الاثنين

أبحث عن ذاتي وعن أبَوَيّ

في عين القطّ،

روحي جريحة من كثرة الاغتراب والترحال.

استَكَنْتُ أمامَ قبضةِ الدنيا،

والحبُّ المشتّت يتجهّزُ

لمواجهة الحقدِ الكامن،

أشعرُ برعشةٍ وظمأ للثأر.

أغفلتُ مخاوفي بالأمس،

والفجر يسير على أطراف أصابعه حافي القدمين.

ينبعث الحبّ من أحلام طفولتي،

هناك في شاطئ صغير

يطلّ على أنوار المدينة

في قارب نجاة.

هاهو ذا – ينفذُ من ساحة الرماية الصيفية.

يرمي والدي ودومًا يفوز

ينال عصا زجاجية وشعر بنات محلّى

يقدّمه لأميرته ذات الشعر الذهبي.

نحثّ الخطى تجاه الصيّادين ونطعم الطيور.

غاب والدي منذ سنين.

أين كانت أمّي في الأثناء؟

بهتت ساحة الرمي في الصورة.

تغيّرت هيئةُ الطيورِ والوجوهُ المألوفة.

أتأمّل الأفق،

أنتظرك هناك عند المرفأ،

لتوقظني،

وتأتي بما تبقّى من كِسَرِ الحبّ.

سندفّئها فوق النار، فوق الرمال المبتلة،

وسنطعم القطط الضالّة.

ثمّ نستلقي للنوم تحت سقف السماء

متعبَين صامتَين،

كطفلين صغيرين، تعرّفا للتوّ على روحَيْهِما،

بعد سنوات من الحقد والكراهية.

فهل تأتي؟

06 أغسطس 2021. الساعة 13.30

**

Пясъчен часовник на времето

ساعة توقيت رملية

أصعد تجاه قمّة الصيف العليا

أستنشق جرعة هواء

ما بين المسافات الباردة.

أقفز الحاجز الفاصل بحذر

إثر زوبعة من الصمت

وليالٍ أمضيتها ما بين الشكّ واليقين.

أسير في صحارى الاغتراب،

بعد أيامٍ من المطر والفناء.

أسبح مستنقع الحرمان،

بحثًا عن أعشابٍ تُبْرِئني.

أتابع السباحة

قليلا لتراني.

انتظرني هناك عند الزاوية،

في الطريق القديمة إلى البيت،

عند نهايات الملاحات،

في بدايات الخريف.

16 أوغسطس 2021

**

СЪБРАЧКАТА НА МИДИ

جامعة المحار

"حياة واحدة لا تكفي لرسم موجة"

ياني خريسوبولوص

تنهار محارة،

تتدحرج ناعسة،

تنخز حلمي،

يستيقظ الشاطئ.

تلوّح الريح فُرَشها بجسارة في السماء،

انعكاسات مائية تسيل تلوّن المداخن.

أحادث الطيور عن البحر والحبّ وأمور أخرى.

خطوط السماء الخماسية، نوارس في ضوء النهار

لا تفتأ تغازلني،

تجادل، وتخدش سطح بيتي

في عتمة الليل.

تغار من تعلقي بالمحار، تسرق تيني،

تنتحل هيئات أخرى،

أعشق نعيقها وسط هذا العالم المحموم.

البحر في أعماقي من دون مواسم

لا مكان فيه لمنقذي الشواطئ.

تعرّفتُ لرياحِ الموتِ بحضوري هنا،

لا ولن أرحل ثانية.

حياة واحدة لا تكفي لقصّة حبّ.

ينهال المحار،

أسود وأبيض،

يتدحرج في قشور الذكريات،

كأفكار غير معلنة،

تشقّ تقويم أيامي،

دليل حبّ في رحم الأبدية،

معي أنا – جامعة المحار.

***

....................

 راينا دامياني: صحفية وناقدة فنية أمضت 30 عامًا بإعداد البرامج الثقافية للعديد من قنوات الراديو والتلفزة والصحف البلغارية. تحمل شهادة الدكتوراه في علوم الثقافة. نظمت 8 معارض فنية شخصية مستقلة واستُخدمتْ لوحاتُها أغلفة لمختلف أصناف الكتب. نُشرت قصائدُها ومقالاتُها المختصة في العديد من المواقع والصحف. نالت جوائز وطنية رفيعة من ضمنها جائزة "الريشة الذهبية" لاتحاد الصحفيين البلغاريين وجائزة صوفيا الكبرى للصحافة الثقافية. صدر لها مرجع علمي مختص بعنوان (نظام الإرث الثقافي والوسط المعلوماتي الجديد). تؤمن بالإلهام الروحاني على المستوى العالمي في مجال الفنون والشعر والثقافة.    

في نصوص اليوم