ترجمات أدبية

راشيل كينج: لمس

تأليف: راشيل كينج

ترجمة: محمد عبدالحليم غنيم

***

إنها ثقيلة بصورة مذهلة، كنت الأوسط بين حاملي النعش، إخوانى الأربعة على الأركان، و كان ويليام ابن خالتي فى الجهة المقابلة لي، أنا وويليام فيما يبدو كنا نحمل معظم وزنها، التوت رقبته من أثر التعب، وأصدر نفخة صغيرة من فمه، ومثلي لم يكن ويليام رجلا كبيرا، أنزلنا التابوت من فوق الهيكل، مرت بقية عائلتي أبي وقد جعد الحزن ملامحه وأختي اليزابيث نظراتها مثبتة على ظهر المقعد الطويل المواجه لها، لم تكن تنظر إلى شيء محدد، حتى عندما اقتربت منها بشكل كاف ومددت يدي نحوها.

قالت:

- اعتني بأختك.

- نعم، ماما

ركزت بصري على البقعة الزيتية فوق الحائط أعلى رأسها وأضفت:

- لا تقلقي.

عندئذ حدقت فى يدي بينما كانت يداها ترقدان وحيدتين ومنكمشتين وصغيرتين أعلى البطانية، قالت من جديد، وفى بتوسل هذه المرة:

- اعتني بأختك

نظرت إليها، بالضبط نظرت إلى عينيها الصغيرتين، قلت:

- سأفعل.

وجدتها فى الركن بقاعة الكنيسة، تشرب الكوكاكولا، كان الحر لا يطاق، شعرت ببذلتي تتكرمش بسبب الرطوبة الناشعة على جسدي. كانت اليزابيث ترتدي فستانا قطنيا رائعا بمبى فاتح، قلت:

- فستان لطيف للجنازة

نظرت نحوي، ثم التفت بعيدا مرة أخرى لم يتغير تعبير وجهها، شعرت بفارق السنوات بيننا، على الرغم من أني الأخ الأصغر لها مباشرة، لقد كانت المفاجأة المتأخرة لوالدي أو هدية عيد ميلاد ماما الأربعين كما تحب أن تقول.

- هاي، يا حلوة  أنا كنت فقط أثيرك.

جلست بجانبها وأمسكت بيدها، كانت ترتدي خاتم خطوبة ماما فى إصبعها الأوسط، كان الخاتم يبدو كبيرا جدا على يد فتاة فى الرابعة عشرة، ومع ذلك قلت:

- يبدو لطيفا

ما أردت أن أقول هو اعتني به، لأنه هو كل ما حصلنا عليه. وضعت كأسها الفارغ وسحبت يدها بعيدا عني فى رفق.

- جاك

- مم؟

- هل يمكن أن آتى وأعيش معك؟

- سنرى ذلك يا حلوتى.

قلت ذلك وأنا ألاحظ وجه أبي فى الجانب الآخر من القاعة ينظر نحونا، أضفت:

- هناك أشياء يجب أن نتحدث عنها أولا.

التففنا جميعا حول سريرها، إخواني الأربعة فى جانب بالترتيب التصاعدي طبقا للسن. فى الجانب الآخر أنا وإليزابيث، أما أبي فكان فى نهاية السرير.

أمسكت اليزابيث يدها، وهى تراقب وجهها وصدرها حيث يهتز بأنفاسها المضطربة. كانت يد أبي على نهاية السرير، تضغط أطراف أصابعه على خشبه المحبب، وهو يراقب زوجته وابنته

- أنا آسف

قال أبى فى همس، بينما النبض قد توقف ووجه أختي يلامس معدة أمي.

المؤلفة: راشيل كنج / Rachael King: روائية وكاتبة قصة قصيرة من نيوزيلندا ولدت فى هاملتون عام 1970، تلقت تعليمها فى جامعة أوكلاند، وحصلت على الماجستير فى الكتابة الإبداعية من جامعة فيكتوريا فى عام 2001 م. عملت معدة فى التلفزيون ومقدمة برامج إذاعية وفى مبيعات الإعلانات للمجلات، كما أمضت عشر سنوات فى العزف على الجيتار لعدد من الفرق الموسيقية. من أعمالها الروائية "صوت الفراشات" للكبار، و"الصخور الحمراء" للأطفال.

***

في نصوص اليوم