أقلام ثقافية

لوحات جول باستيال لاباج ومعرض الدكتور مصدق الحبيب

akeel alabodلاباج الفنان الذي رحل مبكرا عن معرض لأرشيف الدكتور مصدق الحبيب.

فقط وانا أتابع سمات التعبير الفني لملامح الصور بما فيها الوان الطبيعة وانكسارات مسحات تلك الوجوه، شخصيات تم انتقائها بطريقة تلقائية حاذقة تعكس تآلفا فطريا يسمو فيها الحس المنفعل، لتظهر اثار التعب المستكين.

الطفل الذي يحمل عصاه، ليسترسل بعيدا عن الواقع المضني في نومة عميقة مع رفيقه؛ ذلك الكلب الذي بقيت عيناه نصف مغمضة، لكانها تنتظر ان يعود من ينظر اليها الى رحلة يقظته الجديدة.

هنالك بينما، طفل اخر يذهب به النوم هو الاخر بعيدا الى حيث صندوق عنب، لم يبق منه الا عناقيد تشهد تعب اليوم مع حاملها الذي أضناه المسير في طرقات المتعبين، ليستغرقه تعب البحث عن قوت طعامه القادم، وهو نفسه ربما ذلك الذي قد لا يتجاوز رغيف خبر لونه كما لون قافية جدران تسكن في أجوائها العتمة، ألوان داكنة تشبه سيقان الأشجار المكسوة بالورق، مسحات مكتظة بلغة رمادية، ربما لتمسح دموع صبي بقي هكذا بلا نعل، لعله يقدر ان ينفذ ببقايا عناقيد عنب، اوربما شيء اخر وضعت في صندوق بقي الطفل ذاته حاملا إياه، متحديا اخر نوبات اتعابه.

هكذا لتستكمل باقي المشاهد، بطريقة خبير يبحث عن الفن الاصيل،

فنان استطاع ان ينفذ كما هو دائماً، ان يتقصى عن مشاهد لسيناريوهات يبحث من خلالها عن اثار يستعرض عبرها محطات الفقراء والمتعبين، بصمات أضناها التعب لترفض الاستسلام في قرية تزهو بمحبة ابنائها.

 

عقيل العبود

................

عن موقع المثقف: مقاربات فنية وحضارية، لمحات مضيئة من تاريخ الفن (52) للدكتور مصدق الحبيب، الأحد 29/11/2015

في المثقف اليوم