أقلام ثقافية

(باب الحارة) و(مأمون وشركاه) وماردوخ علاقة نسب!!

روبرت مردوخ الصهيوني اليهودي صاحب شبكة (ام بي سي) وشريكه وليد الإبراهيمي مالك المجموعة العربية منها يقومان بتنفيذ أكبر مشروع إعلامي عربي يسوق الكيان الصهيوني عربيا من خلال ما تنتجه أو تشتريه قناة (ام بي سي) من برامج أو مسلسلات، مثل مسلسل باب الحارة الذي يصور للمشاهد الوجه الطيب الزائف لليهودي المتمثل بزوجة معتز دون التلميح للجانب الصهيوني البشع لذات الشخصية على صعيد تفاعلها الواقعي في الوطن العربي وخاصة فلسطين المحتلة كنتيجة طارئة لاحتلال فلسطين عام 48.. كذلك اشتراط القناة على المنتج المصري سينرجي (تامر مرسي) مقابل شراء القناة لمسلسله الفكاهي السطحي "مأمون وشركاه" وعرضه على شاشاتها، نظير قيامه بإبراز نفس الجانب الطيب والاجتماعي البريء المزيف من الشخصية الصهيونية المزيفة والأمريكية من خلال شخصيتي جاد اليهودي الراقي السخي وصاحب الأفكار المدهشة، والسفير ذي الطابع الاجتماعي الطيب، والمنخرط بارتياح في الحياة الشعبية المصرية، بطريقة فيها استخفاف بالعقل العربي وكرامته. كل ذلك إرضاءً لشروط المشتري الرئيس في هذه الصفقة، المتمثل بقناة ماردوخ الصهيونية بنسختها العربية (ام بي سي) . والغريب أن ماردوخ من خلال المسلسلين يفرض على المنتجين تسويق الشخصية العربية القلقة، المهزومة السطحية، البخيلة المراوغة، إلى جانب الشخصية الإسلامية الهمجية الإرهابية، مقابل الصهيوني البريء من قتل الشعب الفلسطيني، الراقي بأفكاره المدهشة، والذي في عرف القائمين على المسلسل كأنه لم يحتل فلسطين بالقوة ولم ينكل بشعبها ويتنكر لحقوقه المشروعة المهدورة ليظهر إعلاميا كالحمل الوديع. فما بالك والشخصية الأمريكية المتمثلة بالسفير رغم جبروتها العالمي على صعيد الواقع ورفضها للآخر ودعمها للكيان الإسرائيلي إلى جانب عربدتها في المنطقة العربية؛ إلا أنها بدت في المسلسل حسب رؤية صاحب القناة وشروطه للمنتج؛ شخصية طيبة إلى درجة السذاجة ومن ثم شيطنة الشخصية العربية في مصر وتحميلها كل الموبقات رغم الرتوش التجميلية لبعض الشخصيات. من هنا ينبغي أن يدرك المشاهد العربي هذا القبح الإعلامي العربي الذي مهما صنع الأكاذيب سيبلى بالفشل الذريع، لأن التاريخ العربي أصدق أنباءً من ماردوخ وشركائه. والعقل العربي مهما ناله من عطب فهو على أقل تقدير يعتبر أذكى من أن تنطلي عليه هذه الحيل الإعلامية الرخيصة. أما القضية الفلسطينية، وعناصرها المتمثلة بالضحية الفلسطينية المنتهكة الحقوق، والأرض الفلسطينية المسلوبة والكيان الإسرائيلي القاتل المحتل المعربد في المنطقة، فهي أكبر وأكثر جلاءً من كل الأكاذيب الباهتة.. المحمولة على متن الفن الهابط، الذي يمتطي صهوته ممثلون وصوليون كنا نحبهم ذات يوم.

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم