أقلام ثقافية

ثقافة الاعتذار

الاعتذار ثقافة وسلوك حضاري وحس انساني رفيع ينم عن خلق كريم ووعي اخلاقي راق، والاعتذار ثقافة لايجيدها الكثيرون اما جهلا او شعورا بعدم الخطا او انه لم يعتد على الاعتذارمن احد تحت اي بند او ربما من باب التجاهل بان المقابل لايستحق الاعتذار..

هذا المفهوم الخاطئ للاعتذار لايدل على وعي ورقي انما يدل على غطرسة وعنجهية وشعور بالعظمة فمن اسات اليه بقصد او دون قصد عليك ان تتعتذر منه لكي تسمو وتعلو في نظره وليس العكس ان تتكبر وتتجبر وتصر على الخطا فيزداد الجفاء وتتسع هوته وتتطور الى خصومة ثم قطيعة، وهذه ليست من اخلاق المسلم ولا من اخلاق الانسان الذي خلقه الله باحسن تقويم، بل انها من اخلاق الشيطان الذي تكبر على ادم وتمرد على الله سبحانه وتعالى..

الموضوع اكثر بساطة واعمق وقعا في النفس فاعتذارنا سيكون بمثابة بلسما يلطف الاجواء واذا نظرنا اليه من باب العفو عند المقدرة وان كانت الاساءة لاتغتفر فعلينا قبول الاعتذار وان كان مشروطا بعدم التكرار، كي لايعيد المسئ الكرّة ثانية..

وهناك من يسئ ويصر على الخطا غرورا وكبرا معتبرا ذلك قوة شخصية لكن الحقيقة انه اكبر ضعف واشد نقص يعاني منه الانسان الذي يفتقر الى الخلق السليم.. والامثلة على ذلك كثيرة وتحدث في شتى مجالات الحياة، في الاماكن العامة، اماكن العمل، بين المعارف والاصدقاء

فمثلا في العلاقة الزوجية غالبا ما تنشا مشاكل لسبب اولاخر لكنها تكبر وتتاجج بقيام احد الشريكين بالاساءة وعدم الاعتذار من باب العنت ويصر على عناده ويعتقد انه على حق وغالبا مايكون الزوج الذي يصب جام غضبه على زوجته التي اصبحت كالاسفنجة مادة لامتصاص غضبه اما بسبب مشاكله في العمل او لسوء مزاجيته او لاي سبب كان، فالزوج الحكيم اذا غضب عليه ان يعتذر وهذا لن يقلل من شانه بل بالعكس سيسمو بعين زوجته التي ستبادله نفس الفعل لاسيما اذا قدم لها هدية وان كانت بسيطة كوردة او كلمة طيبة فسيكون وقعها في النفس كبير، وهكذا تزدهر العلاقات الانسانية وتثمر وتستمرنحو حياة افضل..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم