أقلام ثقافية

فيصل عبد الوهاب: الشاعر الانكليزي تيد هيوز في رسالة ماجستير

فيصل عبدالوهابجرت مناقشة رسالة الماجستير المعنونة "صور الحيوانات والطبيعة في قصائد تيد هيوز المختارة" للباحثة لجين اسماعيل مصطفى في كلية التربية للبنات-جامعة تكريت في 5\10\2021، حيث ابتدأت الأستاذة انتصار رشيد بالسؤال عما يريد الشاعر أن يقول في شعره فأجابت الباحثة أنه كان يريد أن يبرهن على انحدار المجتمع المعاصر. وركزت الأستاذة انتصار على ثلاثة أسئلة: هل أن الشاعر حداثي؟ هل هو من شعراء "الحركة The Movement"؟ وهل هو شاعر رومانسي؟ فأجابت الباحثة بأنه شاعر حداثي لأنه استخدم الأساليب الشعرية الحديثة وأنه كان من شعراء الحركة في البداية ثم تركها وأنه لم يكن شاعرا رومانسيا. ثم تساءلت الأستاذة انتصار: لمّا لم يكن شاعرا رومانسيا لماذا خصصت الباحثة فصلا كاملا عن الرومانسية؟ هل هو من أنصار الرومانسية الجديدة؟ وإذا كان كذلك أليس من الأفضل لو أجرت الباحثة مقارنة بين الشاعر الرومانسي وليم وردزورث الذي يجعل من الطبيعة محرابا يتعبد فيه وبين تيد هيوز الذي يرى الطبيعة بمنظار واقعي على الرغم من وجود لمحات اتصال روحي بينهما هنا وهناك؟ كما أن الأستاذة انتصار اقترحت لو أن الباحثة قد اتخذت من مدرسة "النقد البيئي Eco-criticism" منهجا لها في دراسة شعر هذا الشاعر بدلا من دراسة صوره الشعرية المذكورة في العنوان.

ثم انتقدت د. أنسام رياض المنهج الذي اتبعته الباحثة في دراستها بحيث أنها لم تتخذ منهجا معينا تسير عليه. كما أنها انتقدت افتقاد الرسالة للسؤال الذي يفترض أن تجيب عليه الباحثة في رسالتها. فأجابت الباحثة بأن السؤال هو كيف استخدم الشاعر صوره الشعرية عن الحيوانات والطبيعة وكيف ساعدته في تكوين شعره. ولكن الدكتورة أكدت أنه ينبغي تثبيت ذلك في متن الرسالة. ثم أضافت أنها قد أعجبت بتحليل الباحثة لقصائد الشاعر وأنها لو اتخذت من "النقد البيئي" منهجا لها في الدراسة أو دراسة خاصية العنف في قصائد هذا الشاعر لبدت الرسالة بشكل أفضل. كما انتقدت كسابقتها إدراج فصل كامل عن الرومانسية في الرسالة دون مبرر لذلك. وحيث أن الشاعر لم يكن رومانسيا لذلك ينبغي حذف هذا الفصل أو المقدمة التي تتحدث عن تاريخ الرومانسية على الأقل.

وقد اتفق رئيس اللجنة د. حمدي حميد مع معظم ما جاءت به الأستاذتان من أطروحات حول الرسالة ما عدا اقتراح تغيير عنوان الفصل الثالث إلى "النقد البيئي" حيث اقترح أن يكون "تيد هيوز والطبيعة المتوحشة" بدلا من ذلك. كما انتقد الباحثة في استخدامها كلمات أو عبارات غير ملائمة تجنبا للانتحال عند إعادة صياغة ما تقتبسه من النقاد الذين كتبوا عن الشاعر. ثم أردف أن هذه مشكلة عامة يعاني منها معظم طلاب الدراسات العليا والباحثون. وعلّق على مسألة انتماء الشاعر الى "الحركة" وقال أن هذه الحركة لا تحبذ توظيف الفلسفة في الشعر وتركز على انكليزية الموضوعات وقد انضوى الشاعر في ظلها في البداية ثم تخلى عنها. وفي موضوع الخرافة علّق بأن هناك من هو أهم من إيسوب اليوناني ألا وهو لقمان الحكيم حيث أنه يلخص مغزى الخرافة في نهايتها. كذلك ذكر الشاعر أحمد شوقي الذي اهتم بهذا النوع الأدبي في شعره. وانتقد د. حمدي كثرة القصائد الملحدة التي اقتبستها الباحثة في الرسالة وقال ينبغي أن تعلّق عليها وتفندها. كما انتقد ، مثل سابقتيه ، الباحثة في أننا لا نجد رأيا خاصا بها في الرسالة ، ولم تكن الرسالة سوى مجرد اقتباسات من النقاد والباحثين الذين سبقوها.

ثم جاء دور المشرف على الرسالة وهو كاتب هذه السطور للتعليق على ملاحظات الأساتذة في اللجنة فقال أن جوهر فكر الرومانسية يتمحور حول الطبيعة لذلك كان عنوان الفصل الثالث غير منفصل عن موضوع الطبيعة لدى الشاعر ويؤخذ من وجهة نظر أكثر اتساعا وشمولا. كما علّق على مسألة تفنيد أفكار الشاعر الإلحادية بالقول ينبغي أن لا نحاكم ثقافة الآخر بمقاييس ثقافتنا وإنما ندرس الشاعر طبقا لثقافته وبيئته التي عاش فيها. أما مسألة تكوين رأي للباحثة خاص بها فقال بما معناه انه لا يفترض بباحثي هذه المرحلة أن يكون لهم رأي أصيل مثلما لو كانت دراسة الدكتوراه التي تستلزم ذلك.

 

د. فيصل عبد الوهاب

 

 

 

في المثقف اليوم