أقلام ثقافية

مينا راضي: البَحثُ عني

بَحَثتُ حتى مَلَّني البَحث، بَحَثتُ كَثيرًا بينَ أوراقي وفي كل أدراجي، بحَثتُ في زَوايا غُرفَتي وعلى رُفوفِ مَكتَبَتي. كنتُ أريدُ إيجادَ خَيطٍ واصِلٍ بين تلك الخَواطرِ المُتَناثِرةِ في رأسي. بَحَثتُ عن أمٍّ أو حتى ذَرّةِ أمومةٍ لتَحتَضِنَ حُروفيَ المُشَتَّتةَ اليَتيمة. أريدُ حَلًّا لمُعادَلةِ وُجودي، أريدُ أن تَكتَمِلَ حَلَقةُ كَينونَتي... لم أجِد شَيئًا.

مَلَفٌّ لا يُغلَقُ و قَضيةٌ لا تُحَل، مُحاميةٌ ومُتَّهَمةٌ و مَظلومةٌ و شاهِدةٌ و قاضية، كلهم أنا. جَلسةٌ أبَديةٌ لا تُرفَع ومِطرَقةٌ تأبى التَوَقُّفَ عن طَرقِ رأسي بالأسئِلةِ العَقيمة. في كل لَيلةٍ أهزَمُ أمامَ ساعةِ الحائِط، حيثُ يَبلُغُ الليلُ مُنتَصَفهُ في كل مَرّةٍ بينما لَم أصِل أنا إلى كُلّي.

 

مينا راضي

في المثقف اليوم