أقلام ثقافية

بنيامين يوخنا دانيال: السياحة العرقية كأحد أشكال السياحة الثقافية في الفلبين

تعتبر السياحة العرقية واحدة من أهم وأبرز أشكال السياحة الثقافية المستدامة في الفلبين والكثير من الدول في جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وكمبوديا واندونيسيا وفيتنام ولاوس وتايلند وبروناي وميانمار، إلى جانب أشكال وأنواع كثيرة، مرتبطة بالمواقع الاثرية والمنتجات الحرفية اليدوية (الحرف الخشبية في باجيو، القيثارات المصنوعة يدويا في سيبو) والأسواق العتيقة والمعارض والمتاحف والقرى العرقية (قرية باتايو العرقية، قرية بانايو العرقية وغابة الصنوبر) والدروب الاثرية المحلية وغيرها.

وقد وجدت وتطورت هذه السياحة في الفلبين (أي السياحة العرقية) في ظل الاهتمامات الواضحة للسلطات السياحية والثقافية والبيئية بهذا الشكل السياحي الحيوي من خلال الاستثمار الأمثل للموارد الثقافية المرتبطة بالأقليات العرقية في البلاد، وخصوصا المتميزة منها. وهي كثيرة ومتنوعة، باعتبارها مغريات سياحية عالية التأثير وجاذبة للسياح والزوار من مختلف بلدان العالم، ومحققة للتدفقات السياحية إلى مناطق استيطانهم، وإلى أماكن إقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية – العرقية، مثل مهرجان (كامولان) في (مالاي بالاي)، ومهرجان (كاليمودان) في (ايسولان)، ومهرجان (كاليلانكان) في (سانتوس)، وغيرها (موريونيس، أنيبينا بولاوان، الفوانيس العملاقة). ووفقا لأسس الاستدامة المعروفة، الداعية إلى تنمية وتطوير تلك الموارد، واستخدامها بعقلانية، والحيلولة دون استنزافها، والاشتراك الواسع والحقيقي والدائم للأسر والأشخاص الذين ينتمون إلى تلك المجموعات العرقية في النشاطات السياحية المختلفة، على نحو دائمي أو مؤقت، وبما يرفع من مستواهم الاقتصادي والمعيشي، ودون المساس بمنظومة القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية الخاصة بها على قدر الإمكان. وهذا جانب مهم جدا، ويتم التركيز عليه دائما باعتباره أحد أهم أركان السياحة الثقافية المستدامة التي باتت تظهر وتنتشر في كثير من الدول في العالم في ظل تنامي الوعي لدى العموم ولدى السياح على وجه الخصوص.

***

بنيامين يوخنا دانيال

....................

للمزيد من الاطلاع، ينظر (ببليوغرافيا السياحة العرقية) للباحث. مطبعة بيشوا. أربيل – العراق 2014.

في المثقف اليوم