أقلام ثقافية

محمد سعد: قريتنا لاتنام!!

بعد منتصف الليل،خلال جولة في داير الناحية بالقرية  توقعت ان الوقت مناسب للمشي بسبب ظروفي الصحية، من تعليمات الطبيب بعد إجراء جراحة  بالمشي ساعه، وبسبب قصر النظر، كان في اعتقادي هذا وقت مناسب

رغم ان الساعه تقارب  الثالثة صباحاً الشوارع تدب بالحياه (موتسكلات وتكاتك اطفال في الشوارع مكبرات صوت تخرج من كل مكان)، فوضي وكأنك في وضح النهار   وجوه العزلة في المساء لا يعرفها هذا الجيل نحن جيل عشنا هذا الزمن ونحن صغار الشوارع فارغه من المارة قبل صلاة العشاء،  .

خلال جولة في الصباح،  الساعة الثامنة والنصف، كانت الشوارع فارغة،أين الناس ...؟

تذكرت صديق للآول مرة يسافر الي اوروبا وكان ضيف عندي في شمال  المانيا،،فقال لي،- أين الناس ..؟

لم أجد غير التمثال في الميدان الذي انتظرتك فيه..!!

كان ردي انها العزله الجماعية  هنا الناس تستيقظ في المانيا الساعه الرابعه صباحاً

وتذهب للعمل،

أما في المساء فتكاد الشوارع فارغة ياصديقي،   خرجنا يوماً للنزهة في المساء والشوارع صامتة فسألني نفس  السؤال :

" أين الناس؟" هنا حياة منظمة وفي المنازل حياة مختلفة.،. هنا شارع وميدان للسهر ليلة الأحد فكان شغوفاً

للخروج، في الميدان وأثناء التقاط بعد الصور التذكارية، وقفت سائحة والتقطت عدة صور للتمثال، لكنها لم تلتفت إلي:

يبدو أنني غير مرئي" أرى ولا أُرى"

على قول محمود درويش:

" كم انت حر ومنسي في المقهى "وكذلك في بلاد الافرنج

لا أحد يحملق في حضورك أو غيابك،

فلا أحد يهين

مزاجك الصافي،

ولا أحد يفكر باغتيالك

كم أنت منسي وحر في خيالك في بلاد الجن والملائكة.".

يوميات مثقف في الأرياف

**

محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث

 

في المثقف اليوم