أقلام فكرية

حاتم حميد محسن: حول أهداف التعليم والفلسفة التعليمية؟

تُعد فلسفة التعليم فرعا من الفلسفة تهتم في طبيعة وأهداف التعليم من المنظورين النظري والعملي. هي احدى الفروع التطبيقية للفلسفة، موجّهة لإستكشاف الأهداف التعليمية والطرق والمبادئ والأشكال والمعاني. مجالات الإختبار المشتركة في فلسفة التعليم تضم التالي:

1- المواقف والقيم وعقائد الافراد والمؤسسات، وكيف تؤثر هذه المنظومة على فلسفة تعليم الافراد او التعلّم في البيئات التعليمية – سواء من حيث المنهج الأساسي او بشكل غير مباشر.

2- تحليل مختلف الاتجاهات التربوية ضمن التعليم.

3- طبيعة المعرفة

4- العلاقات بين التلاميذ والمعلمين والمربّين الآخرين.

5- حالة التعليم في مختلف السياقات والمواقف.

6- قضايا ذات ممارسات وسياسات تعليمية تطبيقية. مثلاً، النقاشات قد تركز على مواضيع مثل التقييمات والاختبارات الموحدة، تمويل المدارس، التأثيرات السوسيواقتصادية على المخرجات التعليمية.

7- تداخل فلسفة التعليم مع مواضيع اخرى مثل التاريخ، علم النفس، علم الاجتماع، بالاضافة الى مجالات اخرى للفلسفة مثل ابيستيمولوجي والميتافيزيقا والاخلاق والفلسفة السياسية وفلسفة العلوم وفلسفة الذهن.

الفلسفات الرئيسية للتعليم؟

هناك عدة مساحات ضمن فلسفة التعليم، رغم ان كلها تقع عادة ضمن واحد من ثلاثة  معسكرات او تقاليد فلسفية:

1- فلسفات مرتكزة على الطالب

2- فلسفات تركز على المعلم

3- فلسفات تركز على المجتمع

انواع الفلسفات التعليمية:

الضرورية Essentialism

يركز التعليم الضروري على ما يعتقده مؤيدوها من المهارات الضرورية والموضوعات التي يجب ان يتعلمها كل الاطفال الشباب كمستوى مطلوب في سنوات تكوينهم، رغم ان هناك ايضا أمثلة على التعليم الضروري في المدارس المتوسطة وفي التعليم العالي. تعاريف "الضروري" تتغير اعتمادا على الثقافة، ولكن في العادة تتضمن ترسيخ القراءة والكتابة ومهارات الرياضيات. تعتمد الفلسفة الضرورية على نقل المعرفة من المعلم الى التلميذ، وتُعتبر كأتجاه تقليدي للتعليم والتعلّم.

الدائمية perennalism

التعليم الدائمي يقوم على فكرة ان التلاميذ يطورون المعرفة والمهارات التي ستكون مهمة و ملائمة بشكل دائم ضمن المجتمع، مع التركيز على مبادئ بدلا من الحقائق، وعلى التطور الشخصي بدلا من المهارات الأساسية.

التقدمية progressivism

التقدمية التعليمية وتُعرف ايضا بـ  protractivism ،هي نقيض للضرورية وتركز على الاستكشاف،  والتعلم التجريبي، حيث ان المتعلمين يتم دعمهم في تطوير حل المشكلة ومهارات التفكير النقدي بالاضافة الى المهارات الاجتماعية. التعلّم هو عادة ما يكون تعاونيا ويركز على المسؤولية الاجتماعية وخدمة الجالية والتعليم مدى الحياة.

إعادة البناء الاجتماعية social reconstructionism

وهي تركز على المشاكل الاجتماعية  - مثل تغيرات المناخ والعنصرية والفقر والعنف – وتعليم الاطفال لكي يصبحوا مؤهلين لمعالجة وحل تلك المشاكل. المجالات المفضلة لتطوير المتعلمين تتضمن مهارات حل المشكلة والوعي بالعدالة الاجتماعية والتعليم.

الوجودية Existentialism

وتؤكد على تعليم موجّه للطالب، مع تركيز المتعلمين وبشكل اكبر على المجالات الدراسية التي تعمّق شعورهم بالذات – شخصيتهم وعقائدهم – بالاضافة الى غاياتهم، الهدف وفهم الحياة ذاتها.

الوضعية

وهي فلسفة تركز على المعلم وتدّعي ان المعرفة هي الحقيقة المطلقة، والطلاب يتعلمون هذه المعرفة من خلال أساليب تدريس يقودها المعلم.

البنائية

وهذه ترفض فكرة ان المتعلمين يستوعبون المعرفة بشكل سلبي. بدلا من ذلك، هي تزعم ان الطلاب يبنون معرفة ومهارات مرتكزة على تجاربهم وعلى المعلومات التي يتلقونها ويعالجونها.

السلوكية

ايضا تُعرف بنظرية التعلم السلوكي، وهي تفحص كيف يتعلم الناس، وتزعم ان كل السلوك يتم تعلّمه من خلال التفاعلات البيئية. وفق هذا الاعتبار، تعتمد التربية السلوكية على التعزيز لتسهيل التعلم – المتعلمون يتلقّون تغذية مستمرة حول آدائهم من خلال تقييم واجبات منزلية، درجات للاختبار وغيرها.

المحافظة

وهي تهتم بالمنهج التقليدي وطرق التعليم. المتعلمون يتم تشجيعهم للاستيعاب ضمن ثقافة قائمة، ولا يُشجعون على التعبير عن الفردية. التعليم الديني ايضا من المحتمل ان يدخل في المنهج.

الانسانية

التعليم الانساني وبالتشابه مع إعادة البناء الاجتماعية والوجودية، هو فلسفة للتعليم مرتكزة على الطالب، تشجع المتعلمين للتحكم بتعليمهم. الطلاب يُطلب منهم  دراسة المواضيع التي تهمهم كثيرا وتُعطي أفضلية للنشاطات التي تشرك كل شيء بدءا من أذهانهم الى المهارات التطبيقية وصولا الى شعورهم ومهاراتهم الاجتماعية وقدراتهم الفنية.

البرجماتية

وتزعم ان التعليم يجب ان يعلّم المتعلمين المعرفة والمهارات التطبيقية للحياة. البرجماتيون ايضا يعتقدون ان التعليم يجب ان يشجع الطلاب على النمو ليصبحوا أفضل.

أبرز الأصوات في الفلسفة التعليمية

فلاسفة التعليم يمكن تعقّبهم الى اليونان القديمة، الفلاسفة الاوائل مثل افلاطون وسقراط قدّموا افكارا حول التعليم ومدى تأثيره الهام على المجتمع. ومنذ قرون، تطورت الافكار التعليمية والفلسفات بمدخلات من مختلف الفلاسفة والتربويين. بعض هؤلاء:

1- جان جاك روسو: بدلا من التركيز على الاساليب التطبيقية لتقاسم المعرفة، اعتقد روسو ان التعليم يجب ان يطور شخصيات المتعلمين ويرقى بتعليمهم الاخلاقي، كما انه مهد الطريق لمجيء الفلسفة الكانطية.

2- الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانط: اعتقد ان التعليم ضروري للغاية، قائلا، ان "الكائن البشري يصبح انسانا فقط من خلال التعليم. فهو لاشيء سوى ما يصنعه التعليم منه".

3- جون ديوي: الفيلسوف الامريكي جون ديوي طور فكرة ان التفاعلات الاجتماعية تقود التعليم الفعال، وان المدارس يجب ان تكون مؤسسات اجتماعية.

4- هارفي سيجل Siegel: في الاونة الاخيرة دعا الفيلسوف الامريكي هارفي سيجل لأجل اشاعة التفكير النقدي وتطوير المهارات كعنصر اساسي في التعليم.

أهداف الفلسفات التعليمية؟

هناك مختلف أشكال السياسات التعليمية، لكن في العادة تهدف الى المساعدة في تطوير منهج وتعليم تقنيات تساعد المتعلمين في الحصول على المعرفة والمهارات المطلوبة للنجاح في العالم الواقعي. هؤلاء الفلاسفة ايضا اعتادوا على مساعدة أطراف مساهمة فاعلة في التعليم، مثل صنّاع السياسة التعليمية والمطالبون بتعليم ذو مستوى عالي. فلسفة التعليم في المملكة المتحدة تتم من خلال جمعية فلسفة التربية في بريطانيا العظمى PESGB، التي تدير مجلة فلسفة التعليم.

الفرق بين فلسفة التعليم والفلسفة التعليمية؟

فلسفة التعليم هي فرع من الفلسفة تهتم بالتعليم. اما الفلسفات التعليمية فهي عادة طُورت ضمن مؤسسات تعليمية او منظمات لتوضيح المعتقدات التربوية الأساسية للمنظمة او المؤسسة.

***

حاتم حميد محسن

..........................

By Ruth Brooks, North wales management school, Feb20, 2023

في المثقف اليوم