أقلام حرة

بين تزايد فرص الثقافة والإبداع وتدني مستوى الخدمات والمواطنة

بداية أقول أن هنالك بشائر خير وأنت ترى هذا الكم الهائل من الكنوز وألإبداعات في معارض الكتب الثقافية والمهرجانات، وهذا إن دل على شيء، فأنما يدل على تطور وتنوع المصادر الثقافية والفكرية ، لما فيه خدمة للمنجز الثقافي بمبدعيه ومثقفيه، ما يؤكد تزايد وتطور الأداء الفكري للثقافة العراقية  .

 

 ولكن ومع مقارنة هذه ألمساحة الفسيحة  من العطاء مع مستوى ألإداء  الخدمي في باب الصحة والتربية والتعليم والخدمات والتقاعد والكهرباء والتربية والتعليم، تشعر بالهوة السحيقة، سيما ونحن (نرفل في الدمقس وفي الحرير) دون أن ننام، لهذا ومن باب المقارنة بين الثقافة والخدمات، أقول كم حققنا من الأرقام المنجزة،  الى اين وصلنا بالكهرباء والخدمات الصحية؟  وأين تصريحات الوزراء، الذين أدلو ا بحسب أقوالهم قبل اعوام مضت، بأن الخطة ستكون على خير ما يرام لعام 2007/2008 ؟!

 

ألآن ونحن نمتلك هذه القدرة من (الثقافة) ونحتفي بالمهرجانات المتنوعة للشعر والثقافة ناهيك عن إمكانيات (التحليل البرلماني والدبلوماسي والسياسي)، أقول هل ستتاح لنا الفرصة أن نستعرض (معرض العراق الإفتتاحي لإنتاج الطاقة الكهربائية ولإنتاج ألأجهزة الصحية ولإنتاج المحاصيل الزراعية)؟ 

 

 المتتبع للثقافة العراقية يستشعر أن هنالك آفاقاً ومساحات هائلة للإبداع والعطاء، ترى هل أن هذا العطاء يخص الثقافة فقط،أم أنه سيشمل المجالات والحقول التي عددناها اعلاه؟ لعلنا نستثمر موارد هذا الوطن، بلا حاجة إلى شركات أجنبية  أو شركات (وهمية) هنا و تحت أدعاء اننا غير مؤهلين للعمل، كخبراء داخل وطننا، يروج بعض الساسة الى فكرة الإستثمار الأجنبي .

 

والسؤال الذي يراودني هنا في هذا الباب تحديدا، لماذا وكيف على حين غرة صار العراقيون خبراء في الأحزاب والسياسة وخبراء في المناصب الوزارية، ولم يصلوا الى الخبرة في الإنتاج الصناعي والكهربائي والنفطي والصحي  ..

 

المصيبة اننا تعلمنا الخبرة  في ألحديث والثقافة والتحليلات السياسية والتصريحات الوزارية، ولم نتعلم الخبرة لإنقاذ شعب يموت يومياً ويستنزف يومياً بسبب تدني جميع انواع الخدمات الإنسانية . 

 

ألمصيبة أن العراقي سرعان ما وجد ان فرصة الترشيح لمنصب أومسؤولية ما، تكاد أن تكون أسهل لدية من أن يحصل على خبرة علمية أوعملية تؤهله لخدمة هذا الوطن .   

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1074  الاربعاء  10/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم