أقلام حرة

ناهدة التميمي الصوت الجرئ والقلم الحر في بغداد

 لا تفارقها ابدا  تصافح شوارعها وتعانق حدائقها فمضينا نسير معا في نهار عراقي جميل كانت الغيوم ترسم لوحة جميلة في سمائها .

 

 لم اكن اتصور ان الدكتورة ناهدة التميمي امراة في غاية البساطة والتواضع فهي امراة قل نظيرها .. لها شخصية رائعة وذات اسلوب جميل في الحديث يجعلك تنصت اليها بكل هدوء .

 

رغم كل همومها وكل التزاماتها العائلية والمهنية الا انها خصصت الجزء الكبير من وقتها لكي تكتب وتجعل من قلمها ثورة بيضاء دون سلاح يقتدي به الجميع .

 

الدكتورة ناهدة التميمي ذلك القلم الجرئ والصوت الحر الذي لايعرف له هدوء فهو لايترك حادثة دون حديث ويضع النقاط على الحروف دون ملل او خوف فهي لاتخشى في الحق لومة لائم .

 

عرفها  الجميع كاتبة لها شان  في السياسية وتخوض  الكتابة في المحور  السياسي دون خوف او تملق فكتبت  الكثير.. كتبت للوطن وانتصرت للفقراء وهاجمت المفسدين بشراسة وانتقدت بشجاعة مواطن الخلل في الحكومة والبرلمان والقوانين وممارسات السياسيين.. كتبت من اجل اخراج الوطن  من عنق الزجاجة التي حاول البعض وضعه بها  لجعل البلد في دوامة العنف والطائفية  .. فهي دوما تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

 

رغم انشغالها بعالم السياسة الا انها لم تنسى الاهتمام  بشؤون المراة وكتبت من اجل رفع المعاناة عنها وتخليصها من الظلم والتخلف التي فرضتها عليها التقاليد البالية .. دافعت عن معاناة الارملة وام الايتام ومن لاتجد لها مأوى او راتب يعيلها وطالبت ان المشرعين ان ينصفوا هرلاء النسوة وان لا يدعوهن فريسة للسقوط والانحراف وبالتالي انحراف العائلة بأكملها نتيجة نقص التعليم والعوز والفقر والفاقة وضغط الظروف

 

ولكن هل تعتقدون ان الدكتورة ناهدة التميمي  ليس لها تجربة في لغة الشعر والادب؟

فهي رغم كل شئ لها لغة شعرية متميزة للوطن والحبيب والالم والفراق.

وهنا تكتب عن فراق الوطن  وشوارعه ومدنه  فتقول هنا في احد نصوصها

 لاتبك ياناهد شوق الفراق 

 والاهل والجيرا ن والصحبة  

وطيب العراق  

اتذكرين الكرخ والشيخ معروف  

والبوابة وذاك الزقاق 

والجعيفر والارضروملي

والمشاهدة والكاظمية

تزهو بها الاسواق

 

ولكنها يحدوها الامل بان تعود الى الوطن مهما  كانت ايام الغربة طويلة  فالوطن بحاجة لكل ابنائه

سنعود ياناهد.. ولن يفرقنا الشقاق

سيعود شعبك اهلا

يحفظه الرحمن من اهل النفاق

سنعود نملا الدنيا عناق

 

يوهنا  توجه عتابها  للوطن وتساله الرفق با بنائه الفقراء  لانهم لا وطن لهم سواه

ياعراق  

متى يشعر االمظلوم

 فيك بالرخاء

اما اكتفيت من الدماء

ومن عذاب الابرياء

ياعراق .. ارفق باهلك

لم تقتصر نصوصها الشعرية للوطن  فقط  فهي شاعرة الامل والحب والوجدان فجعلت حيز كبير من نصوصها للحب وانتظار الحبيب     فهنا تقول في احد نصوصها

 إنتظرتُ طَلّ فجْرَكْ

لأقِمْ فيه صلاتي 

تُشْجِني شِعراً فأغْرَقْ

في بحور الذكريات

قد فاضَ بي لهو حبيبي

مع سيل العاويات

قد ساءَني جرحَ شعوري

ومَلِلْتُ التضحياتِ

 

وهنا توجه خطابها له بان يتركها لآلامها ولكن من هو ذلك الحبيب ؟

 اتركني لآلامي 

اتركني لاحزاني 

اتركني لوحدتي  

يكفيني حرماني

فقد غادرني السلام

وشعور الاهتمام

ونسيت الابتسام

ولم يعد ذلك الغرام

الا نسيجا من خيالي

 

وفي نهاية النص تخاطبه بان يتركها فما عاد للحديث معنى

وما عاد تدليلك لي في الكلام يسرني

ولا وعودك في الغرام تغرني  

ولاصوتك ولاضحكاتك تهزني

فصدرك الدافي لم يعد كوكبي

 اوجنتي

وغرامك وهم من خيال محبتي

 

وفي احد نصوصها توجه خطابها مباشرة اليه ربما لاتريد منه جوابا كي لايجرحها رده

كلماتي التي فاضت بحبك    

اعتبرها لاتخصك   

حتى لايجرحني ردك

ان كان ذاك يريح قلبك

لا احبك

 

لاتبالغ في الغرور

وبانك انت الجسور

تستطيع كتم وجدك

ما اشدك

 

وهنا اتوقف عند هذا النص الرائع الذي تقول عنه انه استراحتها من عالم السياسة لتكتب للحب والقلب فاي قلب تحمل واحساس مرهف يسكن ذلك القلب الذي يجعلها تكتب اروع كلمات الحب .

هذا إحساسي الذي  

عنهُ كتبتِ

فاين إحساسُك انتِ ..

عجيب ..!!

وتريدني ان استجيبْ

وزعمت في عقلك رقيب

على باب اهوائك حسيب

واراك ياغريب

كل يوم لك حبيب 

كيف لي ان استجيب

وصنعت من غدر رهيب

عبرات للحبيب

وتحاذر ان تجيب

عن هواك والوجيب 

كيفَ لي ان استجيب..!!

وكيفَ لاحساسي ان ينهمر

وعواطفي ان تَرُخَ كالمطر

ولعبتَ في قلبي الصَويِبْ

لعب دلوٍ في قليبْ

وخنقت صوت العندليبْ

بالغدرِ والكذبِ الرهيبْ

أبَعدَ هذا ياغريبْ

وتُريدُني ان استجيبْ

عجيب ..!!

  لا لن اجيب

 

 علي الزاغيني

[email protected]

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم