أقلام حرة

إئتلاف القانون والوطني .. ذلك ما كنا نبغ.!

 والخدمة وقد يتفكك المجتمع ويتهالك الناس بعودة العنف الطائفي لو لم تتم صياغة الائتلافين بكتلة نيابية كبيرة تريح العراق والعباد من هلوسات غير مسؤولة جعلت من العراق فرجة للطوق المقيت الذي ينتظر لحظة احتضار العملية الديمقراطية بفارغ الصبر لاسباب اقل ما فيها الحفاظ على تلك الامبراطوريات والملوكويات التي لازالت قائمة بشفرة السياف. ومازالت تدفع باياد علاوي وقائمته البعثية الى المزيد من التطاحن السياسي وايجاد الشروخ المدمرة في عراق اليوم. وهو ما اكده بتصريحاته وتجواله بين عواصم الدول العربية وليست خاتمتها يوم امس مع الرئيس اليمني.

سلم المهتمون بالملف العراقي ان تقارب وجهات النظر بين الائتلاف الوطني ودولة القانون هو المنفذ من الازمة العاصفة بالعراق. وان الذي اربك نضوج التلاقي كان منصب رئاسة الوزراء، العقبة الكأداء امام هذا الاندماج ولملمة اذرع الائتلافين. ومن هنا ومن خلال الشهرين الماضيين يمكن تفكيك مطبات العرقلة امام عجلة هذا التقارب الائتلافي، فأشد العراقيل هي القائمة العراقية وتهديداتها المبطنة المستمرة وتعكزها على توجيه صفة الاصطفاف الطائفي على الائتلافين حال اندماجهما بكتلة برلمانية كبيرة يمكنهما مع الكوردستاني تشكيل الحكومة.

الى هذا فقد دفع خوف ائتلاف العراقية الى اطلاق التهمة واضحة ضد شخص نوري المالكي الحاكم الفعلي ومن ثم توصيفه بالمناور وهي اشارة غير خافية لاتهام الائتلاف الوطني بها ايضا لترحيبه بداية بالعراقية ومن ثم سعيه لخطب ود دولة القانون نحو الاندماج. كما ان "العراقية" وحسب تصريح عضوها جمال البطيخ لـ "الحياة": ان الغاء اجتثاث بعض المجتثين من "العراقية" انما هو الثمرة الاولى للقاء الوفد الامريكي مع المالكي. وهو دلالة واضحة للطعن بالمالكي وانه تحت الضغط والارادة الامريكية حسب البطيخ.

 كذلك موقف الصدريين المتشنج من شخص نوري المالكي لموقف الاخير منهم في احداث ما اطلق عليه بصولة الفرسان في الجنوب وفي بغداد بمدينة الصدر. اضعف نوعما شوكة المالكي او عرقل سعيه للظفر بكرسي رئاسة الوزراء لدورة ثانية.

اما أداء مفوضية الانتخابات المتعثر والمثير لاكثر من شبهة لحد عملية اعادة فرز الاصوات اليدوية بطريقة غير موضوعية لم تغير شيئا من عملية العد الاول، فيعتبر الاداء طعنة جديدة متمثلا باصرار المفوضية وتزمتهما بعدم اعتماد مطابقة الصوت في صناديق الاقتراع مع السجلات المعتمدة 501و502 لتثبيت النتيجة الكلية مع سجلات الناخبين الاصلية. معلوما ان اجراء الفرز الجديد لابد فيه من مطابقة اوراق الاقتراع داخل الصناديق مع السجلات. وهذا التزمت البيّن دفع دولة القانون للمطالبة بايقاف عملية الفرز الجديدة بكل آليتها مما سيكشف خللا اكيدا في فريق عمل المفوضية ربما يصل الى مستوى اتهامها بالمؤامرة.

هذه الاسباب مجتمعة لا تعدل سببا جوهريا حال دون تقارب الائتلافين فيما مضى وهو أزمة الثقة بين وجهتي الائتلافين، على عكس قواعدهما التي ترى لزومية لعق جراح الخلاف "القديم" وتذليل مستجدات المشاكل لتكون مصلحة البلد فوق كل اعتبار شخصي او حزبي. وبالتالي تعاد الكرامة للناخب الذي بات يحتقر السياسة ويلعن اصبعه البنفسجي.

خلاصة متابعة ردود الشارع العراقي على قضية اندماج الائتلافين المتوقعة، كانت تؤشر لما يطمح العراقي الوصول اليه. وبطبيعة الحال فان الائتلافين لا يمكن لاندماجهما تشكيل الحكومة بدون الكوردستاني وبعض المقاعد البر لمانية. وهو أمر غاية في السهولة بعد أن خرج علاوي من صفقة رئيس الوزراء التي كان يحلم بها وصفق لها لفيف من حكام الطوق العراقي بخفي حنين. ولم يبق له سوى العودة لتصريحه الاول حينما أعلنت المفوضية تقدم المالكي وقائمته بفارق كبير جداً على علاوي في فرز الـ 30% مما دفع بعلاوي اطلاقه: سنشكل معارضة في البرلمان.

 

مصطفى كامل الكاظمي

خريف ملبورن2010

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1395 الخميس 06/05/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم