أقلام حرة

أيها الساسة..إحذروا العراقي إذا كفر.!

ربما كانوا هكذا سابقا، وربما تكون الروافة ميزة بارزة للسياسي، فلم لا يخبن ساستنا الجدد هذه الطركاعة الانتخابية بسرعة كخبنهم لـ (ذيال) الدشداشة؟

كل رجالات الدول حسموا إنتخاباتهم ونتيجتها بإنسيابية لصالح من ستظله قبة البرلمان لتشيكل الحكومة مع (المناسب) ويريح البلاد والعباد من هماهم عفاريت الطمع السياسي، إلا العراق وما ادراك ما ساسة العراق.

وَيْ كأنّ أبناء العراق شقناقٌ ونقناقٌ لا أبّ ولا مكانة للناخب (المشوي الصفحه) سوى تكليفه الوطني والشرعي والحزبي. حتى راقصات الطاحونة الحمراء وشرفاء روما وعيّارات مصر أم الدنيا وبشيريات الخرطوم وغواني القبرصين، وثيران تورا بورا وبعران ليبيا ورواد الشذوذ الباريسي ونجمات هوليود وكل بني العهر السياسي والاخلاقي أنهوا عملية الانتخاب وباشر الوزاراء ورئيسهم بمهامهم بعد ان استحلفوا اليمين الدستوري من مدقشقر الى تل أبيب، ومن الاسكيمو الى كندا، ومن ساحل العاج الى هندوستان، ومن انقرة الى باريس وصولا الى جيحون وربات الرايات الزرقاء، إلا العراق وكأن كلكامشه تركه لعنة الى يوم الخلاص الاكبر.

ثمة مثل فارسي ترجمته تعني (سنة الخير تـُعرف من ربيعها). فأي ربيع بدا لانتخابات تشريع العراق؟ ومتى ترانا لا نرى التكتيك المخزي مع ملوص القائمة العراقية؟

يريد العراقي أن يقرّ عينا بدون عصا تمسك من طرف أو قبان مائل وبيضة متدندلة وبدون مناورة ابليسية مع حليف (لدود) تائه. وان النجاة في الصدق.

بغداد ترغب ان تلمس أينما تمطر فريعها ليس لهولير وحدها، بل للعراق. وان تعود نفوط كردستان وثروته الى ميزانية المركز مشاركة حقيقية لنفوط الجنوب وثرواته لا شراكة سياسية نسمعها من بوق التلفزيون.

ألف سؤال وسؤال يمكن اهمالها بعدما يلعن العراق مخادع داود اللمبجي. وبعدما يتبرأ (الجدد) من نهيق حسن العربنجي. ولا ندري اين سترسي مراكب السيد المالكي في هذا البحر المتلاطم من الاحتمالات ومن تدخل جوارنا اللامرغوب فيه بشأن العراق الداخلي. فلم يعد العراقي يدري أللجوار سيادته الخاصة به وليس لنا سيادتنا؟ بل هي أيضا لجوارنا؟

ربما، اذا كان الجدد لا يتمكنون من اقرار السيادة للعراق بحنكتهم وحكمتهم التي نسمع بها في الاخبار يوميا، فلابد اذن من استعارة عقل سعودي او سوري او يمني ومصري او حتى كويتي لستر عورة العراق وتعجيل حكومته.

لندن، وبمدة يومين أنجزت إرادة ناخبها واراحته بيسر وسلام كمعتادها الانتخابي. وقبلها ولايات امريكا وروسيا وجمهوريات البلقان وباكستان، واستراليا التي أنجزته بيوم واحد فقط لا غير، وأقرب حدثٍ جرى الاسبوع الفائت في الخرطوم حيث انتهت فيها العملية واستقر الناخب والمنخوب لصالح البشير.

العراقي المسكين أدى (وأقسم بخبز العباس) واجبه كأصيل رغم قسوة ظروفه، وصبغ اصبعه بالبنفسجي وإنتخب، لكنما بعض الساسة صيروه ب(حصافتهم) فرجة للداني والقاصي. حتى البدو وعضاريط الخليج سخروا من نتائج انتخاباتنا وحراك ساستنا فطمعوا بالمزيد من امتهان سيادة العراقيين وتصدير المفخخات.

شهران، ربما نحتاج اشهراً كي يستقر الوضع وكأنّ عراق ما بعد المشنوق صدام الأرعن ميراث مُلك لأفراد بعدد أصابع اليد، منصوص عليهم بالزبر لا نقاش ان حكم العراق لهم ولن يسدد دستوره سواهم. فلم لا نجرب عملية اختبار الوطنية والتكليف الشرعي مع الاخلاقي ونتمتع باستقالة خفيفي الوزن (انتحار سياسي مبارك) في الصراع النيابي لتتحرك عجلة انقاذ الشعب؟

اظنها فكرة جيدة لان مصلحة الناخب أهم من كل السياسيين، وفي جملة الناخبين من يتضرع ليل نهار لأنجاح هذه الفكرة. فبقاء خفيف الوزن سيسعى يتشبث هنا وهناك كي يبقي ظله مستمسكا بالحكم بنحو وغيره وهو ما يؤذي مستقبل العراق ويعود به القهقرى الى سنوات الظيم وايام قرقوش. كما ان عملية إعادة الانتخابات لا ولن تفيد قائمة البعث بعد فضيحة التزوير.

من الحكمة التعجيل بتشكيل الحكومة قبل الفوت، وتدارك الأمر قبل ان يكفر الشارع العراقي بكم سادتنا وينتفض كانتفاضة شعبان وإذّاك لا تبقي لكم باقية ولا تذر.

لنستذكر جميعا الاميريات بواحدة من ثلاثياتها الهادفة: [إحذر ثلاثة: الياباني اذا دفر، والايراني اذا حفر، والعراقي اذا كفر] الجودو، الغدر، الغضب.

الكاظمي/ ملبورن

11-5-2020

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1401 الاربعاء 12/05/2010)

 

في المثقف اليوم