أقلام حرة

الدعوة على أشكالها..تقع

 المزاج بين فينة وأخرى، يسود الرأي العام شعور بالثقة أو التثاقل من جراء السياسات التي تتبعها تلك الأحزاب الحاكمة في مرحلة قد تمتد سنين، تكون بمثابة تجربة غنية سواء بالأفكار أو الانجازات التي يتجاوب معها أو ضدها المواطن .

 

 أما في وطننا وحيث أن التجربة الديمقراطية فيه عبارة عن وليدة مشوهة، تحمل معها جملة من التناقضات في الخلقة والأخلاق، بما أنها محصلة حتمية جاءت أثر تلقيح اصطناعي خارج الرحم، إلا أن الحضن الذي تتربى  بدفئه والذي تقبلها بازدواجية الجاهل المفتقر لأدنى درجات الوعي بمعالمها وكينونتها، له من التأثير مما لا يدع أي مجال للشك في اختلال صحتها والإخلال بالعناية والاهتمام بنشؤها وتنشئتها بالصورة الصحيحة على أكمل وجه ولهذا تراه يتقبلها حينا، ويتنكر لها حينا آخر.

 

تنقلت بالتكسي من مدينة إلى أخرى في عراقنا الجديد الديمقراطي بعد الانتخابات المحلية  وأنا فرح بسماع آراء الناس وهم يدلون بها علنا في الشارع أو في التاكسي ولكن تفاؤلي بدا ينضب وأنا أرى أن الشارع العراقي لازال ينظر بعيون عوراء، فهم يقدسون الشخصيات دون أن يعلموا ماذا سيعمل لهم فلان وأي برنامج واعي وواعد سيقدمه ليخدم به ممن أوصلوه ليكون ممثلا عنهم، ويكتفوا بسيرته التي لم يروها أيضا وإنما سمعوا عنها نزرا قليلا أو كادوا يلتقون به في فرصة يتيمة هي الأولى والوحيدة وبالصدفة حينما أحتاج لأصواتهم قبل الانتخابات، فذهب إليهم وجل ما لديه في طرحه معهم وعودا بالعمل ولكن بعشوائية وقل بفوضوية أعتاد عليها الشارع العراقي

 أبدى بعض أقربائي أخيرا برأيهم عن شخصية أحد المرشحين لشغل محافظ البصرة وقال هاهو رقم هاتف السيد شلتاغ عبود المياحي قد أعطاني إياه ويحسب ذلك منة كبيرة من شخص مرشح لمنصب كمنصب المحافظ، ولكن بفطرته سرعان ما تدارك بقوله (ولكن هل سيرد علينا حينما سيصبح محافظ)؟!

أردت مشاطرة سائق التاكسي رأيه عن تلك الشخصية التي يرغب هو بتوليها مهام المحافظ، ولكنني بنفس الوقت سألته وهل يكفي أن يكون المرشح نزيها ليكون محافظا ؟! فرد عليَ : أن من كان قبله لم يعرف بالنزاهة .... وهاهو عمله لم نلمس منه غير الكلام والفساد ... فقلت له أن المهنية حينما تجتمع مع النزاهة ستقدم شيء ولا يمكن لشخص نزيه دون أن تكون له الدراية والصفات القيادية والمهنية من تحقيق شيء له قيمة وستثبت لك الأيام

 صحة كلامي من عدمه . وفعلا فقد جاءت الأوامر من بغداد بتعيين شلتاغ محافظ للبصرة ..وهو الذي لم يكن ليقدر على أن يدير صفا حينما كان معلما، فتراه يلجأ إلى مديره شاكيا ولطالما تململ منه المدير ومن عدم تمكنه من إدارة الصف وضبطه . نقل لي أحد الحاضرين في أحدى جلسات مجلس محافظة ألبصره أن شلتاغ المنتمي لحزب الدعوة هو ليس بأفضل من أولئك الذين جاءوا من أحزاب إسلامية أخرى ..قلت له كيف ذلك ؟ فقال بالحرف الواحد ماهو رأيك بمن همه أن يحتفظ بمنصب المحافظ دون أن يحرك ساكنا ليغير شيئا من واقع المحافظة ويقدم خدمة بسيطة لأبناء محافظته ؟ تصور ..لقد رد على أحد السائلين له أن واقع أنتاج محطات الكهرباء بالبصرة كبير ويكفيها فلماذا لا يتمتع أهل البصرة بقدر كافي من التيار الكهربائي في هذا القيض الشديد ؟ أن بغداد ومن في بغداد هو رئيس حزبه الذي أغدق عليه بتعيينه محافظ، يأمره بتحويل جزء كبير من ذلك الإنتاج لبغداد وقطع التيار الكهربائي عن أهل البصرة. وعند اعتراض أحدهم عليه توجه برد هو أشبه مايكون بعذر أقبح من فعل ..! أتدرون ماذا كان رد شلتاغ ؟ قال لهم أن الرجال قادرون على رمي أنفسهم بشواطئ الأنهار وما أكثرها في البصرة والتمتع ببرودة ماءها كما أعتاد أهلنا في سابق الزمان . فرد عليه أحدهم والنساء ؟ فكان من شلتاغ ما كان أتعس من جوابه الأول !! أي النساء بوسعهن فعل ما قامت به جداتهن من قبل في حمل الماء من النهر فينسكب عليهن ويبردن..!!!!!!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1406 الاثنين 17/05/2010)

 

في المثقف اليوم