أقلام حرة

أحزاب عراقية تبحث عن كاريزما مزورة / مصطفى كامل الكاظمي

 في تأريخ البشرية برز افذاذ تمتعوا بكاريزما حقيقية، وشهد العراق كاريزمات عملاقة على شتى الصعد وليومنا. إلا أنّ يباب الفكر وخواء الحالة السياسية المعاصرة صعّدا من جنون العشق السلطوي والجنوح للاستفراد الاخطل بوشائج الشهرة وجشع الجوار واطماع دولية مفضوحة. وكذا بأموال لا ندري اين تتكاثر بشكلها المذهل يرافقها خنوع التنظيم المثكول بأفراد غلابا برتبة عريف حزبي فما دون مما شجع القائد ان يعد ذلك كاريزما لشخصيته.

 كاريزمات عراقية مزيفة حالها حال الشهادات الجامعية المصنعة في سوق مريدي ودرابين العلاوي وكوجه مروي والكزرخان وبازار الحميدية واسواق الشام وفضائح دكات القوقاز ومرمرة والاسكندرية بمصر.

 قد تتماثل مع كاريزما القذافي ومليك السعودية الحالي حيث يتابع الكثير خطاباتهما للترفيه عن هموم الروح وتخفيف أحزانها حتى ظننا انهما خُلقا واشباههما للترفيه عن جمهور العرب من المحيط الى الخليج بعد لحاظهم يكتبون هيروغليفية عصور ما قبل 3000 عام قبل الميلاد ويتكلمون بلسان تعتع. فلا تُفهم الا رغبتهم بالمزيد من: بالروح بالدم نفديك يا....

 في العراق تتوارث الكاريزما بصورة مفجعة تذكّر بنظام آل أمية وبني العباس. كاريزما تعيش ازدواجية كارثية بشخصيات تتمظهر بالعصمة والعرّابية المغلفة بدموع الكذب في مناسبات الشعب المنخور بأنياب الاحزاب الفاشلة. لدرجة لم ير الجمهور منذ تهاوي هبل العوجة في بغداد غير مشاريع التسقيط ومؤامرات التهاتر والاستثراء بطرق السطو الواضح.

 كلٌ يقذف خصمه السياسي بالحرمنة في وقت انهم يتندرون بصفات أمير العدل والورع الواقعي عليّ بن ابي طالب عليه السلام. يدعون الانتساب لعدله والتأسي بسلوكه في الحكم، بعدما رفعه ساسة العراق شعاراً ونعبوا ونعقوا به عبر فضائيات تضاهي فضائيات الشرق عددا ملأوها مدائح لرئيس الحزب والتنظيم. واثاروا الضجيج بخطب عقيمة تتستر خلف مبادئ عليّ عليه السلام لكنهم يغضون الطرف وتصمت ألسنتهم عن ذكر زهده في الدنيا ومؤاساته للضعفاء؟ ونتمنى لو يذكروا قوله عليه السلام لمرة واحدة فقط: (? ???? ?????? ??? ?????? أ? ?? ??????? ?? ? ??? ?? ?????? ?? ??? ?? ??????).

 وننتظر ان يذكروا عهده عليه السلام للعراقيين:

 "دخلت بلادكم بأشمالي هذه، ورحلتي وراحلتي ها هي، فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين"!

 و"إن خرجت منكم بغير القطيفة التي جئتكم بها من المدينة فأنا خائن". القطيفة: الثوب الذي يرتديه.

 نتأمل مصارحة ساسة اليوم لشعبهم بما كان عندهم قبل 2003 ويكشفوا عن ملكيتهم اليوم ويعلنوا عما سيخرجون به غدا؟

 

 سؤالنا الاخير:

 ما الذي حل بمشروع بيان أملاك وحساب المسؤول العراقي؟

 اين كشوفات أرصدة القادة والبرلمانيين والوزراء الذين عبروا الحدود بقطائف (خلقة) عتيقة كي يقيموا العدل ويدحضوا مظاهر البذخ الصدامية؟

ملبورن-22-2-2012- الكاظمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2040 الجمعة 24 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم