أقلام حرة

مسلسلات الخراب من قبل البعض من أبناء الجالية ومواقفهم الصادمة / قاسم ماضي

متواجدة في ذوات الكثير من أبناء الشعب العراقي الذي فر هاربا  من ويلات الحروب وتحت سياط الانظمة التي عبثت بمقدراته و التي نقلها جيل كامل قدم الى الولايات المتحدة الامريكية تحت يافطة اللجوء الإنساني  . وهو جيل كما يدعي بنى تصوراته القبلية والطائفية المستمدة من أتون الحروب التي أوصلته الى حافة النسيان والتشرذم واللعب على الآخر بطريقة أو أخرى ليتسنى له اللعب بالمكشوف عبر أرضية غير صالحة في فضاء الغربة التي تستمد موضوعتها من مدنية كبيرة وعادات مختلفة كل الإختلاف عما يجري في واقعنا المؤلم والقاسي الذي تتسيده الوحوش والضواري التي تنهك أبناء جلدتها التي لاحول ولاقوة لهم من جراء تعسف السلاطين ووعاظ الكلمة الذين لا يكلون ولايملون بخطاباتهم المجحفة بحق دينهم الحنيف الذي اوصل الامة في ماضيها الى حدود الصين . هؤلاء الذين ضغطوا على ارواحنا وهم  ويحاولون بكل ما اوتوا من قوة فرض خزبعلاتهم التي لا تغني ولا تسمن على الاخر لكي يسسددوا خناجرهم الحزبية المسمومة نحو صدورنا حتى يفرحوا ويرقصوا طربا ً لثقافتهم التي أكل الدهر عليها وشرب . كل هذا تجده في رواية " رائحة الزعفران " للقاص والروائي العراقي الذي فر مذعورا ً من الولايات المتحدة الامريكية الى العراق بعد سقوط الطاغوت  وبالتحديد  الى  محافظة السماوة التي ولد فيها وتربى على قيمها التي تعلم منها الكثير ورفض منها الكثير، وهذه الرواية التي كتبها وصورها عبر احاسيسه المضرجة بالهم والغم الذي لاينتهي من مجتمع ٍ يعيش الخيانة والزيف والحقد ، وهذه الرواية الصادرة من منشورات الجمل عام 2010 وهي من القطع المتوسط وتقع في 126 صفحة .  وقبل الخوض في تفاصيل الرواية وماذا يريد الكاتب في روايته التي سجل خلالها سيرته الذاتية منذ ُ هروبه من العراق الى معسكر رفحاء في السعودية بسبب النظام العراقي السابق الذي كان يجثو على قلوب العراقيين وهو بذلك يكون شاهدا ً على عصره المؤلم الذي سبب له العديد من المشاكل النفسية والجسدية، وكما يقال ان كاتب القصص لا يكتفي بخلق وعي للحاضر الانساني، وانما يضيف الى ذلك الحاضر تنوًُعا ً وتلوينا ً كبيرين، مما يجعل في وعي ذلك الحاضر شيئاً كبيراً من الطرافة والتنوع  ص1 ( الجهل الفاحش الذي فرضته كل دوائر الطول والعرض على الشعب، حتٌم فشل كل الجهود المسروقة من حقيبة المعلم الجديد ! ) اذن اجترار تجربته  المكوكية التي حولته الى فاحص وخبير، و بالرغم من الهنات الكثيرة على مستوى  كتابته القصصية  أو الروائية  إلا أنها تمكنت من إيصال فكرته ، باعتبار البناء اللغوي المتين هو من يوصل القارىء الى التشخيص ويكون كشريك متفاعل مع القارئ، وها هو ضجرا ًمستذكرا ً لما يدور حوله " حاولت أن ألّف َ جسدي بالبطانية لكنه رفض، فتضايقت روحي من ثقل الكون، وثقل القرار الأخير متذكرا ً أصحابي الذين أكلتهم الحروب، ورزحت على أحلامهم الأهوار، وعشعشت في عقولهم قرارات المعممين " .  ماذا بقي علينا أن نقول أزاء مشاريعهم المتعفنة في الداخل العراقي وخارجه وهي منطلقة كالمدفع الرشاش من بيوت الله التي لها حرمة على وقع النفس البريئة، وها هي  رواية " عاتي البركات  "   انتقاد واعي لما يدور هنا في المهجر الامريكي من تعسف وتسلط لمجاميع غوغائية منطلقة من شللية واحزاب نفعية تعيق حركة المبدع الذي يراهن على واقع خالي من الازدواجية ويسهم في خلق توازن كي يحقق لو بالقدر الضئيل معنى ً  آخر للحياة، وها هو " البركات "  يتساءل من هو المنقذ ! ومن المخُلص ! وحسب توصيفه في هذه الراوية بعد أن وصل العجز النفسي والذهني الى درجة 180 من عدم الوصول أو  إطلاق العنان لأحلامك واحلامي، مستشهدا ً بثورة الامام الحسين، حيث يقول العاتي " يا أخي ثورة الإمام الحسين ما غيرت الواقع العراقي، أ أنت والجرذان القابعة في الأهوار تغيرونه ببنادقكم الصدئة ؟

 

قاسم ماضي

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2063 الأحد 18 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم