أقلام حرة

آهات عند طاولة ويتلسي بخصوص المدرسة / مصطفى الكاظمي

بساورث مورنج. تلك المدرسة التي أضنت جهود أخوة نبلاء وثلة من الاخوة الصلحاء نهضوا من أوساطنا في مدينة ملبورن يحثهم الضمير ويدفعهم الدين لإحياء الامل في النفوس المتلهفة لرؤية مدرسة اسلامية بعد ان تآكلت ملفّها وطمر في خبر كان وكاد يطويه النسيان. فجزاهم الله خير الجزاء وانه لفي ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 لست في معرض تقييم المواقف والقرار اللامنصف لجالية عريضة تتأمل تحقيق امنيتها بمشروع مدرسة خاصة خطفت السهاد من عيون الناهضين لتأسيسها بعد ان انفقوا أموالاً خاصة قدمها رجال معينون قاموا لله وللجالية بعد سكون الغير وتتعتع آخرون.

 شمروا عن سواعدهم بعد ان اعيانا الكلل، وقبيل ان نصاب بالاحباط التام جراء ملفات سابقة ازدردها الدهر الى حيث لا رجعة. ها قد منّ الله علينا بنخبة الخيرين الذين قدموا المال والجهد لتحقيق الامنية قربة الى الله تعالى.

 كما اني لست في صدد تصويب او رد القرار الذي اتخذه لقاء بلدية ويتلسي مساء امس الثلاثاء 20- 3-2012 لكنها آهات تدفعنا للاستفادة من المناسبة وظروفها ومن الطريقة المتمدنة في حل الخصومات بصورة عصرية بعيدة عن الاثارة الفارغة والوعود الكاذبة والمماطلات السياسية التي يكتنفها النفاق والضحك على ذقون الجماهير كما يحصل في بلدان الشرق الاوسط بطاولات وموائد الساسة والسادة الدائرية والمستطيلة والمربعة وربما المخروطية.

 طاولة ويتلسي ليست كطاولة القادة والبرلمانيين في العراق. طاولة خالية من أكاليل الزهور والورد المستورد من الخارج او المصنع بآلاف الدولارات في الداخل. طاولة تنأى عن الفخفخة الفارغة وقناني العصير الملون وسلال الفاكهة. طاولة ويتلسي لا يوجد عليها سوى اقداح ماء وملفات اجندة مشروع المناقشة.

 كلٌ تكلم حسب دوره.. لا مزايدات أو نعيب ولا ارتفاع صوت ونعيق ولا ابواق تعلو بنهيق ولا شخوص ظلّ ومتملقين.. مغمورة بهدوء واصغاء للمتحدث. قاعة استقبلت أكثر من مائتي شخص يشاهدون ويسمعون المناقشة في ترقب للقرار. لا تسمع لهم حسيساً دون الناطق.

 جاء القرار.....

 وعلى هامشه المشؤوم، لا نملك لنوايا أحبتنا ثلة القائمين على المدرسة، اؤلئك الاجلاء إلا الدعاء بالمزيد من التوفيق والسؤدد. فليس عندنا سوى الشكر والامتنان لمن حباهم الله وسددهم في مدرسة النور خدمة لدينهم ولإبناء جاليتهم المحرومة من المدرسة والتي لاتزال العيون تتطلع لما سيقدمونه قريبا سواء كسبنا القضية اليوم ام لا. فـ "من كان مع الله كان الله معه" كما ورد في الاثر الشريف. و"ما كان لله ينمو".

 صدر القرار، وحزنت قلوب كانت تصغي لخمسة عشر قنصلا متحدثاً يحاكمون ملف المدرسة. وظهر الألم في عيون المعنيين مباشرة بالمدرسة من القائمين عليها. وتكأبت وجوه المتجمهرين من ابناء جاليتنا المتحلقين حول طاولة الاجتماع: ازواج وزيجات يصطحبون الابناء.. ظهروا بما يليق بهم كجالية محترمة في بلد الاغتراب لدرجةٍ إعترف بها علانية كبير هيئة التحكيم القنصلي وسيد الاجتماع مشددا على قيمة حضورنا وأهميته.

 فلهذا التجمع معناه واثره وأهمية في مستقبل قرارات البلدية فيما يخص الجالية.

 أيقنت اننا جميعا نناجي الله تعالى بقلوب عامرة بالتفاؤل. وقرأت في عيون المتطوعين بالمدرسة انهم يعاهدون جاليتهم بالمضي والاستمرار حتى تحقيق الامنية باذن الله تعالى سواء في نفس المكان بعد كسب القضية أم في مكان آخر في ملبورن.

 كما كانت فكرة تبعتها خطوة جادة اثمرت جهودا متضافرة في سبيل الله فتحقق مشروع المدرسة الذي لم ينقصه سوى الموافقة، ولولا اعتراض شخص (جار المدرسة) حشّد اصوات لمنع قيامها، لكان ابناؤنا اليوم في مدرسة النور.

 اذن هو مشروع واعد وناجز باذنه تعالى وبجهود الصفوة الطيبة التي تفضل ان تبقى بعيدة عن تقديم واعلان اسماء اصحاب المشروع الذي تحقق بيسر بسبب صفاء قلوبهم ونقاوة نواياهم من اجل خدمتنا كجالية. ولا شك ان المدرسة متحققة ما دامت همتنا عالية.

ألف شكر والف تحية لكل جهد يصب في هذا الطريق.

 

 الكاظمي- 21-3-2012 ملبورن


 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2066 الاربعاء 21 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم