أقلام حرة

كلام في قمة بغداد العربية (2): المنصف المرزوقي .. شكرا / مصطفى الأدهم

"اعتذارا إلى الشعب العراقي على ما قام به الإنتحاريون والمسلحون (الإرهابيون) التونسيون خلال السنوات الماضية، مطالبا الشعب العراقي بالعفو والصفح عنهم هدية للشعب التونسي..". كما تطرق المرزوقي إلى تعاطفه مع الشعب العراقي وتحيته خلال كلمته في الجلسة المفتوحة للقمة العربية. 

وهو ما لم يفعله غيره من الرؤساء العرب على الإطلاق، منذ سقوط الصنم وحتى اليوم. بل أن معظمهم كان قد تطاول على الشعب العراقي، وأستخف بجراحاته، ورقص عليها في أكثر من مناسبة، منذ عام 2003 وحتى اليوم. 

 

المرزوقي بتصرفه النبيل هذا قد سن سنة حسنة في الوسط "الرئاسي" العربي، الذي لم يعتد من قبل على توجيه الإعتذار بشكل عام، والى الشعوب بشكل خاص. 

"سنة المرزوقي" - يجب أن تكون مثالا يحتذى به من قبل الرؤساء والقادة في الشرق الأوسط، خصوصا والمنطقة تشهد "الربيع العربي" وما حمله من مطالب بالتغيير والإصلاح. فالشعوب هي السيدة، والقادة هم وكلاء بالإنتخاب، يقومون بواجباتهم الخدماتية تجاه شعوبهم وأوطانهم بحسب الدستور والقانون – تحت سقف مثلث المباديء الأساسية للآدمية الكريمة:

حقوق الأنسان. العدالة . المساواة.

 

مع العلم أن اعتذار المرزوقي لن يغير من الواقع "الفيزيائي" للحالة العراقية، ولن يعيد الشهداء إلى عوائلهم، ولن يشفي الجرحى. لكنه، يساعد في الحالة "النفسية" - "الأنسانية".

 

المرزوقي، يستحق الشكر على اعتذاره للشعب العراقي، مع الأخذ بعين الإعتبار أن اعتذاره استحاق وليس منة. لكنه تميز عن زملائه ويستحق الإشادة بتميزه هذا تجاه شعبنا الكريم.

مع الأخذ بعين الإعتبار أن الإرهابي التونسي فردا أو مجموعة يخضع للإطار القانوني العراقي، ولا يمكن لأي سلطة بأستثناء القضاء اللعب أو التلاعب أو حتى الدخول في هذا المضمار من باب العفو أو شباك المصالحة. 

 

مصطفى الأدهم 

30.03.2012

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2076 السبت 31 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم