أقلام حرة

أردوغان وطول اللسان / مصطفى الأدهم

 

يتكلم بلسان الطائفية، والخلفية شوفينية.. ومن ثم يطالب غيره بالديمقراطية التي يرفضها في حال  لم توالم مزاجه المتقلب !

 

نقل تركيا من مرحلة "تصفير المشاكل" إلى حقبة "تكثير المشاكل". لم يعد مرحبا به، مثلما كان، إلا في المعاقل الطائفية. فخارجها، شبعت الناس من حروبه الكلامية، وبطولاته الإعلامية التي لم تسمن من جوع، ولم تغير الواقع. 

 

قلنا سابقا، مراد علمدار بطل وهمي في نطاق الشاشة الصغيرة فقط. أما في القرية الصغيرة، فالبطولة لها شروطها وشرائطها:

 

أولا: أن تحلق الأفعال بأذيال الأقوال. 

ثانيا: لا تجتر التهديد دون تنفيذ الوعيد. فتخسر الهيبة، ويفقد الكلام زبدته التي تستحيل إلى زبد البحر. 

 

اليوم، تعاني أنقرة من أزمات متعددة وشبه مستعصية على الحل. منها عدم حل القضية الكوردية وهي القضية التي لها بعدها القومية والأنساني، فشعبنا الكوردي له حقوقه الانسانية والقومية والتاريخية والثقافية والسياسية، وهي ليست منة أو نعمة بل حقوق يجب أن يحصل عليها. ناهيك عن الإتهامات الموجهة إلى أنقرة بممارسة التمييز القومي والطائفي ضد الأقليات، وهذه كلها تثير علامات استفهام حول الديمقراطية ؟ وتحتم على اردوغان العمل على حلها بدل تصديرها إلى الخارج عبر الإعلام. 

 

تركيا، لا تستطيع شن حرب خارج حدودها، لأن اقتصادها سينهار بسرعة صوت أول أطلاقة نار وان كانت صديقة !

بعدها ستكر سبحة "الأصفار" على العملة بعد أن غادرتها، وعينها ما برحت على موطنها. 

 

الدور الأقليمي لأنقرة معطل اليوم، بقرار دولي. لذلك لم يجد الطيب اردوغان أمامه سوى "طول" اللسان واجترار بطولاته الإعلامية بديكورها الطائفي ضد العراق. 

 

بداية الحل، قرصة أذن اقتصادية. خفض التبادل التجاري، يعني مليارات من الدولارات خسارة لأردوغان وحكومته. تستفيد منها المعارضة. 

ثانيا، توجيه الدعوة بين فترة واخرى للمعارضة البرلمانية وغير البرلمانية، بالإضافة إلى الشخصيات العسكرية المتقاعدة والمبعدة إلى جانب الشخصيات الثقافية والفكرية والإعلامية. 

 

وللحديث بقية في حال ما استمر الطيب بعدم طيبته واشك أن سيفعل (اذا ما طبق ما سبق)..

 

مصطفى الأدهم 

22.04.2012

  

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2099 الأثنين  23 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم