أقلام حرة

حملة اجتثاث البعث العربي في ظل الربيع العربي / مصطفى الأدهم

رغم وضوح النصوص الدستورية، وقوة الدروع التشريعية والقانونية.

فظل البعث ما زال شاخصا، ورائحة البعث القذرة تفوح من هنا وهناك في غرف وسراديب العملية السياسية وما نتج عنها من حكومات وبرلمانات وسفارات. ناهيك عن "عين النجاسة" البعثية التي يمكن مشاهدتها وهي تدافع عن رجسها بكل وقاحة؛ تارة في الإعلام، واخرى في الحمام. 

أقول، رغم ان ارهاب البعث بلا حدود.. اتجهنا (نحن ضحاياه) إلى الدستور والقانون والتشريع كسلاح سلمي للردع، بوجه قدرت البعث على التدمير.. رغم ذلك؛ فأن الجيران من العرب لم يدخروا شتيمة في قاموس البذاء إلا وشتمونا بها، ولم يبقوا موبقة في كنانة الدناءة إلا ورمونا بها، والسبب هو دفاعهم "الأنساني" ببعده "القومي" وروحه "الطائفية" عن البعثية الخطية - "أهل الشرف والوطنية والمقاومة الشريفة" !

 

لم تدخر الحكومات العربية، ووسائل الإعلام العربية والنخب والأقلام وفي بعض الأحيان فئات وازنة من الشعوب جهدا في معركتها ضد الشعب العراقي دفاعا عن البعثية الشرفزية.. فكان الهجاء نصيب قانون اجتثاث البعث وقانون المسائلة والعدالة.. والحال كذلك مع الهيئة الوطنية لإجتثاث البعث المنحلة والهيئة الوطنية للمسائلة والعدالة.

 

اليوم، وفي خضم تفاعلات "الربيع العربي" - وافرازاته يبدو أن الإخوان يريدون استنساخ التجربة العراقية في الاجتثاث لكن بتخبط قانوني.. وعشوائية ومزاجية غير خافية.. وحسب الطلب. وهذه محل انتقاد لأنها لا تخضع لمعيار مبدئي ولا ميزان دستوري أو قبان قانوني كما هو الحال في العراق اليوم. نعم، تصرخ الحناجر "الربيعية" - بأجتثاث "الفلول" - "بعثيتهم بالعراقي الفصيح". لكن، حتى الساعة الموضوع خاضع للإبتزاز والبازار السياسي والمصالح الضيقة الأنية أكثر منها الوطنية ذات الأفق القانوني. 

 

أخر المطاف، من الغباء أن يحفر المرء حفرة لغيره فيقع هو فيها. ومن العيب أن يهاجم المرء غيره وبعد حين يستنسخ تجربته وان بطريقة مشهوهة - فالغباء هنا "أس 2" - بلغة الرياضيات. كنا وما زلنا نقول بخطر فلول النظام البائد من البعثية، والتكذيب كان سمة ردة فعل الجيران.

 

اليوم، ويا سبحان الله نفس وسائل الإعلام ونفس النخب والأقلام والشعوب تقول ما قلناه قبل سنوات عن "خطر الفلول".

 

ها هم يهرولون وراء اجتثاث بعثهم في كل مكان ومن كل مكان. ولم يفكروا كما طالبونا بالحقوق المدنية، أو السياسية ناهيك عن الإنسانية.

 

العبرة:

لنا؛ أن نفعل ما نراه في مصلحتنا دون أن نخجل منه أو نحاول تبريره. من يقتنع كان بها، ومن لا يريد "يطبة مرض". 

لهم؛ أن لا يتاجوزا مجددا على العراق وشعبه. فكل ما عيرونا به زورا وبهتانا. بلاهم الله به جهارا نهارا.

 

اللهم لا شماتة ..

 

مصطفى الأدهم 

25.04.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2105 الأحد  29 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم