أقلام حرة

جدل سياسي: ظل علي كيمياوي على خط الأزمة بين المركز والإقليم / مصطفى الأدهم

نواب "التأزيم" ـ من الطرفين ـ اتحفونا ب"معلقات" عن "صدامية" و"ديكتاتورية" هذا الطرف وذاك. بالتالي، ان كان كلا الطرفين "صدامي".. لماذا تحالفا في الحكومة الحالية وما قبلها؟

وأن كان أحدهما "صداميا"، لماذا رضي الاخر بالتحالف معه؟ 

أنه لمن المعيب أن ينحدر السجال السياسي إلى هذا المستوى فيتهم طرفا المعارضة ضد الصدامية بعضهما ب"الصدامية" ـ فاسحين المجال لكل شوفيني وطائفي وبعثي أن يدخل على خط الأزمة من أوسع ابوابها. فينفث سمومه بكل أريحية، والحجة: "الوطنية".

أعيد واكرر أن المستفيد الوحيد من هذه الأزمة هو القائمة "العراقية" بما تمثله من ظلال البعث". بالإضافة إلى كل شوفيني وطائفي. 

لقد كشفت هذه الأزمة عن معادن الرجال، وأسقطت ورقة التوت، كاشفة العورة الشوفينية والطائفية التي يعانيها البعض هنا وهناك. فتقرأ لكاتب أو معلق يضع بافتخار أمام أسمه "أ.د."، "د."، "م." ويروج لنظريات "عفلقية" من قبل:

"أن الكورد ليسوا بالشعب، وليس لهم في العراق نصيب حتى من الأرض"، وانهم "غجر رحل، وحان وقت طردهم"، وهم "خونة من كبريهم حتى صغيرهم"، و"بندقية للإيجار وخنجر مسموم"، عليه "اضربوهم كتركيا وكصدام".. الى جانب اجترار كليشة "الكورد نالوا أكثر من حقوقهم في العراق وهم لا يحلمون بربعها في دول الجوار".

هذه الشوفينية الصريحة، وهذه المنة القبيحة، هي عين ما نخشاه جميعا. لأنها ظل من ظلال *علي كيمياوي. 

في المقابل يخرج أحد نواب التأزيم فيصرح بما لا يقبل به عاقل كوردي بأن "أتفاقية آذار حققت للشعب الكوردي حقوقه أكثر من العراق الجديد". و"الحكومة الأتحادية تهرب النفط الى اسرائيل". أليس هذا استفزازا للطرف الأخر؟ بل هو الهستيرية بعينها. وخلق اعداء من رحم الحلفاء ! 

رئيس الجمهورية اليوم هو مام جلال طالباني. والإقليم فيه سلطات أقليمية ثلاثة تمارس عملها بتخويل حر من شعبنا. و"الكتلة الكوردستانية" جزء من المنظومة الإتحادية في بغداد على رأسهم الثلاثي الرصين: شاويس، طيفور، وزيباري. هذه حقوق، يجب ان تعزز لا ان تنتكس.

 

أن كان المالكي ديكتاتورا؟ ـ لتفض الشراكة معه اليوم. والأمر لا يستحق سوى جلسة برلمان لطرح الثقة بأغلبية الثلثين (175 نائب)؛ من "العراقية"، و"الإئتلاف الوطني" و"التحالف الكوردستاني".

أما الإستمرار في هذه الدوامة فأنه سيضاعف من المشاكل الجانبية المترتبة على هذه الأزمة، مما يصعب حلها، وسيخرج الجميع خاسرا، لأنه لن يستطيع بلوغ أهدافه. 

الخلاف سياسي، دستوري، أو"شخصي". ويجب حصره في هذا "المثلث".

الأولوية: منع تطوره الى خلاف قومي أو طائفي. لأنه يعني وبكل بساطة أن حربا أهلية قد تقع. لأن ظل علي كيماوي رديف لكل شوفيني أو طائفي، ينتظر "ساعة الصفر" ليحوم في سماء حربه "المقدسة" - "الحرب الحلم" بين الشيعة والكورد - التي طالما عمل لها، وحلم بها دعاة الشوفينية، ومرضى الطائفية، بالإضافة إلى البعثية، وبعض دول الجوار.

علينا؛ أولا: أن نعمل على افشال حلم هذه القوى الشريرة. كي لا نعطي أية فرصة ل"علي كيمياوي" جديد من هنا أو هناك. فعلي كيمياوي مثال للرعب عند كل العراقيين، ولا يمثل غير الرعب. بعدها؛ "يمكننا" الإختلاف في السياسة والإدارة، التي سيكون حلها وفقا للدستور، وعلى طاولة الحوار.


 خاص بـ "المثقف"


مصطفى الأدهم

صحيفة المثقف

15- 5 – 2012

[email protected]

 

...............................

* "علي كيمياوي": المقصود به هنا كل شوفيني أو طائفي من كل الأطراف يريد أن يشعل حربا قومية أو طائفية "جديدة".

في المثقف اليوم