أقلام حرة

جدل سياسي: بعد الإحتلال.. آل سعود يسرقون البحرين بشعبها / مصطفى الأدهم

أنه مشروع "اتحاد" بين أنظمة حكم ديكتاتورية وطائفية حد النخاع. لوأد مقاومة الثورة البحرانية لطعنات الموت التي تتلقاها يوميا من آل سعود و آل خليفة.

هذا الطرح؛ يريد الإجهاز على المطالب الشعبية للشعب البحراني في الديمقراطية، والمواساة والعدالة.. مقابل مشروع الديكتاتوطائفية، والقمع، والتمييز الطائفي الممنهج الذي يتبعه آل خليفة، بدعم مطلق من رعاتهم آل سعود. 

 

أنها صيغة مسخ.. ل"إتحاد" غير شرعي. على غرار الولد غير الشرعي، الذي يلازمه عار والديه كظله.. ويكون هو المصداق على خطيئتهما..

 

الإتحاد بين الدول لا يتم بمرسوم ملكي أو جمهوري. حتى وان كان النظام ديمقراطيا. فكيف به ان كان ديكتاتوريا ؟!

بل أنه لا يتم وان أقره برلمان منتخب - بحرية وديمقراطية من قبل الشعب، مع حكومة منتخبة ورئيس منتخب أو ملك دستوري!

 

قرارات الإتحاد الشرعية تتم عبر صناديق الإقتراع الحرة - من خلال الإستفتاء الشعبي المباشر والشفاف.. وهذا ما لم ولن يكون في البحرين أو السعودية ما دامتا في أسر السعودخليفية، لأن هذه القيم هي الضد النوعي لهذه الأنظمة القروسطوية.

 

يعتقد القائمون على الحاق البحرين بالسعودية أنهم يقومون بضربة "معلم" لإغراق الأكثرية الشعبية في البحرين وتعويم اقليتها في بحر الطائفية.

والغرض، هو تقليص امكانية فرص نجاح المعارضة بتغيير نظام الحكم القمعي في المنامة، أو اقله الوصول إلى مرحلة رئيس حكومة منتخبة من قبل برلمان منتخب يمثل الشعب بلا تمييز في الصوت الإنتخابي وفقا للهوية الطائفية. ما يبقي الحال على ما هو عليه اليوم من احتلال.. لكن، بصيغة "مشرعنة" أقرب الى "الحيلة الشرعية". 

 

هذا الإعتقاد بصحة ضربة "المعلم" الطائفية هو خطأ على المدى الطويل.

لعدة أسباب منها؛ معاناة (الإتحاد المزمع) من مرض "متلازمة نقص الشرعية المكتسبة" - والذي يقود حامله إلى قبره مهما طال الزمن. هذا الفيروس سيصعب الدفاع على حامله في المحافل الدولية، وسيحرج بعض الدوائر الغربية. في المقابل، سيعطي زخما اضافيا للمعارضة.. وسينتقل نضالها من مرحلة مقارعة نظام ديكتاتوطائفي، ومقاومة احتلال سعودي إلى حركة تحرر من استعمار أمبريالي سرق الوطن بشعبه في وضح النهار. عندها تصبح موضوعة "رئيس وزراء منتخب" مقبلات على مائدة المفاوضات. 

 

في الوقت الذي "دعبل" فيه آل خليفة كرة "الإتحاد"، وهللت له وسائل اعلامهم التي طالما تندرت على "أحلام الإتحاد العربي"، وتحزمت له البعثية سميرة رجب على "الوحدة ونص" - أعلن بالتوازي وبصيغة غير رسمية عن دفن وصايا "لجنة بسيوني" وما تلاها من المسلسل المدبلج "إصلاحات حمد".

 

هذا الإلحاق مصيره الفشل. لأنه ببساطة بني على سرقة وطن بشعبه من أجل حماية أسرة ونظام. وليس من أجل تطور البلدان أو رفاهية شعوبها، بل من أجل زيادة قمعها.

وسيظل يعاني من عقد النقص تجاه الإتحاد الأوروبي. 

 

حل الأزمة في البحرين بين ديمومة الثورة الشعبية واصرارها على البقاء والقوى الدولية.

ومتى ما تغيرت اتجاهات بوصلة المصالح الغربية في المنطقة انقلبت معها موازين القوى.

واي تفاهم مع ايران سيكون المدخل.

 

أن الإلحاق؛ سواء تم أم لا، هو مصداق لما قلناه مرارا في مقالات سابقة من أن "نظام آل خليفة ما هو الا نظام قائممقامية للوصاية والإحتلال السعودطائفي للبحرين وشعبها".

واليوم يلعب هذا النظام دور "حاميهة" حراميهة..

 

مصطفى الأدهم 

صحيفة "المثقف"

21.05.2012

[email protected]

 

في المثقف اليوم