أقلام حرة

وعاد المالكي ديكتاتورا من جديد ! / مصطفى الأدهم

من العزل بعد أن "أجتث" من الإجتثاث - اعتبر أن "بقاء المالكي على رأس الحكومة سيؤدي إلى تقسيم البلاد. وان سحب الثقة من حكومة السيد المالكي أصبح مطلبا شعبيا من أجل أنهاء حقبة من الديكتاتورية". مضيفا أن "بقاء المالكي رئيسا للحكومة سيعرض الوحدة الوطنية للخطر ويؤدي إلى تقسيم البلاد واستمرار حالات الفساد الإداري والمالي والمزيد من انتهاكات حقوق الأنسان". ودعا جميع القوة السياسية إلى "ضرورة تحمل المسؤولية الإخلاقية والدستورية والوقوف صفا وحدا من أجل سحب الثقة من المالكي وانهاء الديكتاتورية المتنامية في العراق". (1).

 

تصريح المطلك جاء بصيغة "الشامل الجامع" لأنه لم يبقي تهمة ضد المالكي إلا وتضمنها، فأصبح بمثابة ال"مرافعة" الجامعة ضد الأخير.. في استدارة جديدة ومتوقعة من المطلك ضد الأخ "أبو اسراء" الوطني الذي سيقبله حالما يلتقيه! 

لقد تعمدت نقل تصريح المطلك كاملا - على طوله والتكرار الذي تخلله. والسبب؛ كي نضع حدا لمحاولة الإستخفاف بالعقل التي عملت عليها بعض الشخصيات السياسية والكوادر "الإعلامية" - الدعائية في مسرحية "توبة" المطلك الثانية، بعد مسرحية "توبته" الأولى من البعث.

 

أنه لم المعيب حقا أن تقوم أصوات من ائتلاف "دولة القانون" بالدعاية السمجة لتصالح "الزعيمين" المالكي والمطلك - وشرح الأبعاد "الإستراتيجية" لهذا التقارب خصوصا مع "وجود" تناغم في الأداء "الوطني" بينهما ستشهده الإيام القادمة بعد "انشقاق" المطلك من "العراقية" لابتعادها عن "النهج الوطني".. هذه بأختصار كانت الصورة التي دأب البعض من "دولة القانون" بالإضافة إلى منصات "اعلامية" على رسمها لنا - كي نصفق ل"الدهاء السياسي" لرئيس الوزراء في كيفية اعادته المطلك إلى بيت الطاعة "المالكي" ساحبا اياه من البيت "العلاوي" !

 

أنه لمن  المحزن فعلا أن ينحدر البعض إلى هذا الحد المسف من الدعاية المهينة، والمستهينة بالعقل العراقي.. فتجعل من مجتث سابق له ما له مع "البعثية" بمصاف قادة "الوطنية" الذين يجب التعاون معهم ! في الوقت نفسه فأن هذه الأصوات والمنابر ما فتئت تهاجم وتشتم صفا من القيادات الوطنية التي لها تاريخا ضد الصدامية والبعثية، إلى جانب ثقلها السياسي الحقيقي ووزنها الشعبي. فهي الأولى  بالحوار، والتصالح.. للتاريخ المشترك ضد الصدامية بالإضافة إلى "المصلحة" الواقعية لثقلها السياسي والشعبي. لكننا رأينا العكس.. الإمعان في التصعيد المضاد وقطع "شعرة معاوية" معها، في الوقت نفسه التواصل من تحت الطاولة مع المطلك وجبهته "للحوار" رغم ما يمثلانه من ظلال البعث.

 

المطلك تلقف بأنتهازية البعثي الاشارة، فأخذ يلعب "حية ودرج" مع المالكي.. اليوم يتهم.. فيشتم. غدا يملح ب"الأعتذار" فيصبح وطنيا. فيعود فيتهم أشد من الأولى. والجماعة تسير وراءه بلا بصيرة على صيغة "رد الفعل" ـ وهو يأكل من رصيدها الشعبي، ونحن نشاهد تقلبها معه ذات اليمين وذات الشمال في تناقض مضحك. وهذا عيب بحق العقل العراقي، وعيب بحق الأداء السياسي.

 

 الخطأ الأول؛ كان في "أجتثاث" المطلك من الإجتثاث لأغراض سياسية مصلحية بحتة، أبعد ما تكون عن الدستور والقانون والمصلحة الوطنية. فكان الخطأ الثاني؛ بالتحالف معه، وادخاله الحكومة نائبا للرئيس. وثالثا؛ العودة والتحالف معه من جديد.. وها هو اليوم "يفشلهم" ويكذبهم "مثبنتا" ما قلناه مرارا وتكرارا من أن البعثي لا يؤتمن. 

 

يفترض بالمؤمن أن لا يلدغ من جحره مرتين !

 

والله من وراء القصد

 

مصطفى الأدهم

03.06.2012

 

................................

(1): http://www.elaph.com/Web/news/2012/6/739687.html?entry=Iraq

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2142 الثلاثاء  05 / 06 / 2012)

في المثقف اليوم