أقلام حرة

قراءة في استطلاعات المثقف: (1): هل المثقف مع حجب الثقة أم ضدها؟ / مصطفى الأدهم

 

المشاركة كانت بـ (59) تعليقا، تقاسمها كتاب وقراء "المثقف".. بين مؤيد ومعارض أو "محايد"؛ بمعنى أن المشاركة كانت خارج نطاق الإجابة المباشرة على السؤال المطروح كمادة للإستطلاع حول موضوع سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء العراقي.

 

النتائج توزعت كالتالي:

24 مشاركة ضد سحب الثقة. بنسبة 40 %.

22 مشاركة "محايدة" - أي خارج نطاق الإجابة عن السؤال. أو ناقشت مواضيع أخرى. بنسبة 37%.

11 مشاركة مع سحب الثقة. بنسبة 18%

2 مشاركة مكررة. بنسبة 3%

______________

المجموع 59 مشاركة.

 

المفارقة أن النسب جاءت متقاربة جدا بين كل من الفريق المعارض لحسب الثقة وان اختلف حول "لماذا"، وبين المجموعة التي كانت مشاركتها خارج نطاق الإجابة المباشرة على السؤال، مفضلة الخوض بمواضيع أخرى تقترب وتبتعد عن موضوع الإستطلاع بنسب متفاوتة. ما يطرح علامة استفهام حول كيفية التفاعل مع قضايا الرأي - لا سيما الإستطلاعات والاستبيانات؛ التي هي بالأساس مشاركة تفاعلية تطوعية، يفترض بالراغب بالإشتراك فيها الرغبة بأبداء الرأي الصادق والصريح على السؤال أو الأسئلة التي تطرح. حتى يتسنى للجهة القارئة للإستطلاع أو الإستبيان البحث فيه ودراسته للخروج بنسب وارقام ونتائج، تكون محل نقاش أختصاصي، سياسي، اجتماعي، اقتصادي أو أعلامي..

 

من جهة أخرى، فأن نسبة فريق "المع" المؤيد لسحب الثقة جاءت مقاربة للنصف (أقل 2%) من نسبة الفريق الرافض (40%). ما يعني بلغة الأرقام أن غالبية قراء "المثقف" لا تؤيد عملية سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء. و 18 % من القراء فقط أيدت عملية سحب الثقة، بشكل "فردي" عن رئيس الوزراء أو جماعي عن "الطبقة السياسية".

 

فكتبت السيدة كاترين ميخائيل "الحكومة ليست ملك للمالكي وغيره. هذا مبدأ ديمقراطي". من جابنه يطالب السيد حميد الحريزي بـ "سحب الثقة من كل الطبقة السياسية المهيمنة في العراق". 

وتتسائل السيدة فرح دوسكي بدورها:

"ماذا نعني بسحب الثقة؟

وهل نحن لنا ثقة بأحد؟".

 

من جهته يرى الدكتور علي زكي أن "حجب الثقة عن أي من الرئاسات يعتبر كارثة ستؤدي إلى مصائب عظيمة ستؤدي بالبلاد إلى التجزئة الأكيدة". ويرفض السيد ناظم رشيد السعدي سحب الثقة بسبب "النية الحقيقية لهذا النداء" التي يرى أنها "غير خالصة ولا وطنية أصلا لأنها تأتي بدعم من أجندة خارجية". 

 

السيد صالح الرزوق يقول "ومادام لا توجد محاولة لسحب الثقة من مؤسسة البرلمان ومن مؤسسة الوزارات المختصة لا خوف من النتائج..".

لكن السيدة دلال محمود تتخوف من عملية سحب الثقة، وكتبت "حجب الثقة قد يؤدي إلى فراغ سياسي يحاول أعداء العراق استغلاله أو جر البلاد إلى نهايات مأساوية". ويضيف على نفس النسق السيد كامل السعيدي رأيه الرافض لعملية سحب الثقة بالقول "لأن هذه الحكومة ستتحول إلى حكومة تصريف أعمال"، ويضيف "والوضع السياسي لا يتحمل حكومة تصريف الأعمال". 

 

بدوره يتسائل السيد ناظم رشيد السعيدي في مداخلته "لماذا يتحمل رئيس الوزراء وحده اخفاق يشترك الجميع فيه بحجم الكتل السياسية الموجودة في الساحة وفي الحكومة؟". 

 

لكن السيد صابر صالح كه رمياني يخالفه الرأي ويرى أن المالكي "رجل خطر واخطر من صدام حسين" مضيفا "لأنه (المالكي) طائفي بأمتياز وعنصري". 

 

أما الدكتور عبدالخالق حسين فقد اختلف بداية مع بعض ما ورد في المقدمة الخاصة بنص الإستطلاع المطروح من "المثقف". وكتب في هذا الخصوص "ان المثقف هو أنسان واعي يتفاعل مع أحداث شعبه، ولذلك فهو غير محايد ازاء ما يجري من محاولات على حساب مصلحة الشعب وبأسم الشعب والديمقراطية"، مضيفا "المثقفون ليس موحدين كما لو كانوا شخصا واحدا. فالمثقفون أكثر من غيرهم اختلافا في الرأي والمواقف السياسية والفكرية.". 

وفي اجابته المباشرة على السؤال المركزي للإستطلاع يشير الدكتور حسين إلى أن "سحب الثقة من أي مسؤول كبير في الدولة حق ضمنه الدستور". لكنه اشترط له "أسباب وجيه". ويرى أن معسكر سحب الثقة "يجمعهم أمر وحيد هو عداءهم للمالكي". أما ما بعد المالكي "فهم في اختلاف شديد". 

 

هذه "الاختلاف" تناوله السيد سلام كاظم فرج بمداخلته حيث أشار إلى أن "الأخوة الذين بدأوا حملة سحب الثقة.. ليست لديهم حكومة ظل بديلة". 

 

لكن السيد حيدر قاسم يرى أن أنها "حكومة الفساد والمحاصصة البغيضة"، لذلك هو مع سحب الثقة. يشاطره الرأي في الأخيرة السيد علي الكافي الذي تسائل "ماذا يريد المالكي؟ يريد فترة ثالثة حتى لا تنكشف المخازي ويسقط في الحفرة؟". 

 

من جهته يقترح الدكتور عبدالجبار العبيدي في مداخلته "واذا كان لا بد من سحب الثقة فعليه (المالكي) حل مجلس النواب واجراء انتخابات جديدة علها تنفع المظاليم". 

 

نختتم هذه القراءة بما نقتطفه من مداخلة السيدة علجية عيش التي كانت من الفريق الذي سميناه بـ "المحايد" الذي لم يدخل في صلب السؤال المطروح، وانما تطرق إلى مواضيع أخرى تقترب أو تبتعد بنسبة من مادة الإستطلاع.. فكتبت السيدة عيش "نحن نعيش أزمة "مثقف" أن كان التعبير صحيحا أو يطلق ليكون عنوانا لهذه الإشكالية، فالمثقف وان كان مغياب في غالب الأحيان، فالسبب يرجع اليه، لأنه غيب نفسه بنفسه، وقبل بأن يجلس في الصفوفص الأخيرة". 

 

للاطلاع

استطلاع: هل المثقف مع حجب الثقة أم ضدها .. ولماذا؟

 

خاص بـ "المثقف".

 

مصطفى الأدهم 

15.07.2012

 

  

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2183 الاثنين 16/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم