أقلام حرة

العراق والإستثمار بالإرهاب / مصطفى الادهم

المطالبة بعودة كبار ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية المنحلة من العهد الصنمي.

البعض يجتر هذه النغمة بصفاء نية.. والبعض الأخر يعزفها لغاية في نفسه. والصنف الأخير هو "المعني" لأنه يستثمر بالإرهاب لتحقيق أهداف سياسية لا تنطلي إلا على السذج.

هذا الإستثمار غير المشروع بالإرهاب غايته وبكل بساطة استكمال معركة اجتثاث الاجتثات. فلم تنجح صولة"المصالحة" باجتثاث الإجتثاث. كما لم تفلح صولة "الشراكة الوطنية" في وأده. وان كان، وبعد اغتيال الشهيد علي اللامي قد دخل في مرحلة السبات. لكنه على أي حال، ما زال قانونا نافذا، ونصا دستوريا؛ وان بصيغة "الحبر على ورق" وخارج نطاق التنفيذ.

من هنا، ولدت المرحلة الثالثة، "الصولة الثالثة" لإجتثاث الإجتثاث؛ من خلال الإستثمار بالإرهاب عبر المتاجرة بدماء الشهداء والجرحى، للمطالبة بعودة كبار ضباط الأمس تحت يافطة "الإستفادة من الكفاءات والخبرات السابقة"!

السؤال هو.. هل عودة كبار ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية للنظام البائد ستحل مشكلة الإرهاب في ظل عقيدتهم العسكرية المختلفة كليا عما يفترض وجوده من عقيدة عسكرية جديدة لعراق اليوم؟

وهل يمتلكون الخبرة اللازمة لمكافحة الإرهاب؟

للإجابة؛ لامفر من المرور السريع على تاريخ هذه القيادات والأجهزة.. الذي نعرفه بحكم المعايشة. فنحن "المجرب"الذي يسأل عوضا عن الحكيم.

أن الجيش السابق والأجهزة الأمنية المنحلة ليس لها خبرة في مكافحة الإرهاب. لأن البلد لم يشهد حربا على الإرهاب عدا الإرهاب البعثي الذي كان حاكما ومسيطرا وقائدا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، التي أساء استخدامها ضد الشعب والوطن من خلال اقحامها في عملياته للقمع والتطهير العرقي والطائفي. أما في حال ما اعتبرنا أن الإنتفاضات الشعبية ضد الصمنية هي نوع من الإرهاب ! - يمكن حينها القول أن للجيش السابق والأجهزة الأمنية المنحلة دور في مكافحته !

لا نذيع سرا بالقول أن أغلب القيادات العسكرية والأمنية السابقة؛ بعثية. وكان لها دور في تنفيذ الأجندة البعثية. والبعثي لا يؤتمن. كما نعلم أن للبعث وبعض كبار الضباط من الجيش السابق والأجهزة الأمنية المنحلة يد في ارهاب اليوم، نتيجة خبرة الأمس؛ من الإرهاب البعثي.

فهل هكذا قيادات يمكنها اليوم مكافحة الإرهاب ؟

مكافحة الإرهاب؛ استراتجية مبنية على رؤية وتخطيط.. وليست عملية عسكرة وسلاح فقط. ما نفع الضباط في ظل فشل الرؤية وانعدام الإستراتيجية؟!

مكافحة الإرهاب علم.. وخبرة، وابتكار. تحتاج إلى المعرفة.. والتعلم، والتفكر، والتفكير. وهذا يعني الإحتكاك..والتواصل مع الدول والأجهزة التي لها خبرة وعلم في مكافحة الإرهاب.

الضابط الذي يجلس في بيته منذ اعوام لا يمتلك هذه الخبرة.. ولا يمتلك الرؤية.. كما لا يمتلك الاستراتيجة. لأنه ببساطة لا يمتلك العلم والمعرفة بذلك. مع عدم اغفال شواذ القاعدة. لكن هذه تحتاج إلى تمحيص وتدقيق موضوعي وعلمي.

ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية المنحلة كانوا بعيدين ومبعدين عن الإحتكاك والتواصل المعرفي والعلمي مع العسكرية الحديثة. بحكم الصدامية والحصار والظروف الدولية. وما في جعبتهم من خبرة عملية هي حصيلة حروب الصنم الداخلية والخارجية.. فهل تصح مثالا يقتدى به اليوم لمكافحة الإرهاب ؟

سؤال جوابه متروك لكم ..

ملاحظة على الطريق: أن المشير الراحل عبدالحكيم عامر كان قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية، لكنه، ورغم كبر منصبه ورفعة رتبته لم يكن مؤهلا لقيادة القوات المسلحة المصرية، وفي 67 العبرة، مع عدم اغفال دور عبدالناصر. بينما الفريق الراحل سعدالدين الشاذلي، رئيس الأركان المصري الأسبق، كان مؤهلا في 73. وذلك بسبب العلم والخبرة التي اكتسبها من خلال الإبتعاث لدراسة العسكرية بعلمية مهنية.والأخيرة ما نحن بحاجة اليه اليوم في معركتنا ضد الإرهاب ليس كثرة الضباط فقط.

*****

مصطفى الأدهم

25.07.2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2193 الخميس 26/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم