أقلام حرة

النفاق الوهابي .. محمد العريفي نموذجا / مصطفى الأدهم

عن سبب انقطاعي في الآونة الأخيرة عن النشر، وذلك بسبب تدافع العمل والمسؤوليات، فآثرت الإكتفاء بدور القاريء والمراقب لسير الأحداث وتداخلها، واليوم وبعد كسب المعركة مع الوقت لا أقول أعود بل استمر بحمل قلمي ومواصلة ما اعتبره واجبي الصحفي. فشكرا لكم سيداتي وسادتي الأفاضل وعيدكم مبارك.  

 

عودة إلى المقال:

الوهابية أقصر طريق للإرهاب. مقولة احتفظ بجميع حقوق طباعتها ونشرها. واضيف بما يمكن أن يشاركني به القاريء الكريم، بأن الوهابية المدخل إلى التكفير والمخرج إلى التفجير. وما بينهما دهاليز الطائفية المقيتة التي يقتات على جيفتها الوهابية.

 

لكن، اليوم ومن أفضال هذا العيد المبارك، أن من الله علينا بدليل اضافي على نفاق الوهابية وكذبهم على الله والدين والإنسان.. لا سيما من يدعي الوهابية زورا أنهم يمثلون وينتمون !

 

فها هو شيخ شباب الوهابية، بطل السباب، محمد العريفي (سعودي)، قد نشر قبل أيام تغريدة على حسابه في موقع تويتر، هاجم فيها أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، قائلا أنه غير جامع لشروط الولاية، مساندا ربعه وهابية الكويت الذين يتصدرهم الدكتور وليد الطباطبائي.

 

حيث كتب العريفي في تويتره "أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح غير جامع لشروط الولاية، وان الحراك الكويتي الحر الذي اجتمع علماء الكويت على تأييده، واجتمع الرافضة على انكاره، هو حراك سلمي جائز، واسلوب شرعي للمطالبة بالحق". (1).

 

هنا، يرسم العريفي صورة لنفسه كداعية ديمقراطية ومدافع مخضرم عن حقوق الإنسان ومناضل من اجل حرية الشعوب !

لكنها صورة مسخ، لا تمت إلى واقع الرجل بصلة. وهو المعروف بتكفيره، وطائفيته وسبابه على مخالفي وهابيته.. اضافة إلى كونه عبدا مطيعا من عبيد آل سعود، يدعو لهم بكرة واصيلا، مكفرا من يثور ويتظاهر ويحتج على طغيانهم وطائفيتهم وديكتاتوريتهم.

التناقض عند العريفي لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه، كما هو دأب الوهابية في تعدي الحدود واللياقات، فيمتدح في السياق ذاته أمير قطر حمد آل ثاني "مباركا زيارته الشجاعة لغزة، داعيا له بالبركة في عمره وعمله وطنه وشعبه" - على الرغم من التشابه في أسلوب الحكم الوراثي بين الكويت وقطر. والإختلاف الظاهر بينهما حيث لا انتخابات في قطر بعكس الكويت التي فيها سقف الحريات السياسية والصحفية أعلى، رغم أنه لا يغير من جوهر الحكم في شيء.

 

"ديمقراطية" العريفي المستجدة قابلها حامل لواء التكفير في الكويت وليد الطباطبائي بحذر ملحوظ، فكتب في تويتره "الشيخ الفاضل العريفي نحن نجلك ونشكر موقفك الإيجابي مع حراكنا السلمي، وهو بسبب بعض قرارات الأمير، وليس ضد شخصه ومكانته، فنرجو منك التصحيح". (2).

ويبدو أن العريفي تلقف صفعه رفيقه، فلم يجد بدا من النفاق بأسم "التصحيح" - فكتب تغريدة جديدة في تويتره هنأ فيها الكويت و"ولاة أمرها" - الذين كانوا بالإسم غير جامعين لشروط الولاية، مضيفا "عفا الله عما سلف". (3).

 

هذه الحادثة دليل اضافي على نفاق الوهابية، واسترخاصهم أصدار الفتاوى، حسب الأهواء والطلب، لهدر الدماء والتعدي على الكرامات.. فمن كان بالأمس واجب الخروج عليه، أصبح بين ليلة وضحاها "والي الأمر" - الواجب السمع والطاعة !

أنه النفاق الوهابي بأوضح صوره.

  

مصطفى الأدهم

26.10.2012 

................................

(1)، (2)، (3):

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/770231.html?entry=SaudiArabia

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2258 الأحد 28 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم