أقلام حرة

الشيخ خليل بزي 75 عاما ً في خدمة الدين والمغتربين / قاسم ماضي

لأنها تنقل لنا ذكريات عن اشخاص قدموا لنا وجبة طازجة تسهم في العملية التربوية أو الابداعية  ومن هذه الكتب التي وقعت بين يدي هو كتاب بعنوان " الشيخ خليل بزي " الصادر عن دار المحجة البيضاء، والكتاب من القطع الكبير، ويقع في 287 صفحة، ومن تأليف المؤلفين     يحيى عبد الأمير شامي، وكامل محمود بزي، ضمن إحتفالية  تأبينية  للشيخ في قاعة  " بنت جبيل "  وبحضور عدد كبير من  أبناء الجالية، وهو يتناول سيرة شيخ جليل غادر وطنهُ الأم لبنان بحثا ً عن حياة ٍأفضل، والذي لفت نظري في هذالكتاب الممتع والشيق هذه الثيمة " وهو حين  أوفوده في ريعانٍ الشبًاب لم يكن يحُسن  القراءة والكتابة بالعربية أو الإنكليزية،أذن هنا التحدي الواضح والصريح في مجتمع مختلف تمام الاختلاف من حيث العادات والتقاليد ناهيك عن اللغة ، وعلينا أن نختط لأنفسنا  طريقا ً مماثلاُ أو لنقل نتعلم من خطى الشيخ الجليل الذي رسمه ُ بنفسه عن طريق شخصيته  العصاميًة وأن يوجد من الضعف قوة ومن الأمية علماً ومعرفة، ويقول المؤلف الاستاذ " كامل محمود بزي " في مقدمته الثانية ص11، فإقتنى من الكتب أمًهاتها في الديًن والأدب ِوالشًعر،وراح يعٌلمُ نفسه بنفسه ، ولم يكتف بذلك، بل اهتم بنشر النور في محيطه ِ الجديد، والذي له إطلاع في كتب السيرة يجد أهميتها لأنها لا تتناول رجلاً عاديا ً، والسيرة أصطلاحا ً تعني قصة الحياة وتاريخها، وكتبها تسمى، كتب السير، يقال قرأت سيرة فلان اي تارخ حياته وظروفه التي عاش فيها، وهذا الكتاب الذي بين يدي يفتح ثغرة في محيطنا الاغترابي، وأن الكلمة ضمير الأمة  ومن تعب  ومن أخرجه لنا بهذه الصورة،  وحياة هذا الشيخ  صورة إنسانية راقية ورحلة فيها من المتعة والعذاب في كل شؤون الحياة الفاضلة، وعلينا هنا أن نتمسك بهذه الحياة التي وضعها لنا هذا الشيخ الجليل في منافينا وأن نحذو حذوه، وأن نتخذ مسيرته دليلا ً عمليا لنا، لا أن نتخذها نظريا ً ونتقول بها، وبعد التمعن في هذه الرحلة الشاقة، نجد الشيخ " بزي " بنى اشكالا ً متنوعة لهياكل المعرفة الحياتية التي تصوغ شخصيته التي اقنع بها الناس المحيطين به ليس فقط بتبنيه التعاليم الدينية، وإنما إبتعاده عن طمع هذه الدنيا ،التي حاصرت غيره بحب المال وجمعه،علما ً أن شيخنا يقطن وسط ثقافة صناعية صاعدة، تؤمن بمعجزات العقل وإستغلاله، إلا أنه عشق الروحيات التي ترتبط بالله وبرسوله، فإ قتنى من الكتب أمهاتها في الدين والأدب والشعر،  ولمعرفة علمية هذا الشيخ حينما تتصفح كتابه، يقول الاستاذ يحيى شامي وهو المؤلف لهذا الكتاب " وتستمر مسيرة هذا الرجل الذي إن شئت َأطلقت َ عليه لقب شيخٍ، وإن شئت أطلقت َ عليه لقب عالم، وإن شئت أطلقت عليه لقب إمام، تستمر على هذا المنوال، ويستمر معه الجهادُ والعطاء عاما ً بعد عام، ظل ًهذا دأبه ُ منذ أن لامست قدماه أرض َ المغترب الأمريكي، إلى حين انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكما قال عنه المخترع اللبناني الكبير " حسن كامل الصباح " حين خاطبه ُ قائلا ً " لله درك ما أحسن ثباتك وأصح عزيمتك وأبعد نظرك " تحية الى اعضاء نادي بنت جبيل الثقافي على طبع هذا الكتاب القّيم، وكأن الشيخ في هذه المناسبة اشبه بحي وهو محاط بكوكبة من الأدباء والعلماء والاصدقاء، يرثونه ويتحدثون عن سيرته المزركشة بالعطاء وفعل الخير، قال أحدهم " الشيخ خليل أروع رجل دين رأيناه في حياتنا،وها نحن نتمنى أن  نرى شيوخنا الان وفي هذا الصقيع الذي يحيطنا، يحذون حذوالشيخ خليل بزي،من قرأ الموضوع يقرأ سورة الفاتحة على روحه الطاهرة.


قاسم ماضي

  

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2258 الأحد 28 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم