أقلام حرة

السعودية: إلى متى اهانة ضيوف الرحمن؟ / مصطفى الأدهم

والآثار الأسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية نجد الحجاز، لا تخص طائفة دون اخرى

من هنا فأن الكعبة الشريفة هي للمسلمين جميعا، وكذلك المسجد النبوي الشريف، والآثار الإسلامية، وحقوقهم فيها متساوية، وان موقعها الجغرافي في سعودية اليوم، لا يعني بأي حال من الأحوال احتكار نظام آل سعود لها ولا يعطيهم والوهابية أية امتيازات على غيرهم من المسلمين.

 

أن أدارة وتنظيم عملية الحج والعمرة من قبل نظام آل سعود، ليس منة منهم على الأمة. هو واجب، أن استثقلوه، عليهم حينها افساح المجال لغيرهم للتشرف بالقيام به. والإدارة لا تعني بأي حال من الأحوال التعدي على ضيوف الرحمن من المذاهب المخالفة لوهابية آل سعود وآل الشيخ.

أن ما يتعرض له الشيعة وغيرهم من أتباع المذاهب الأخرى من أهانات وتجاوزات من قبل السلطات السعودية الرسمية والدينية لا يمكن قبوله أو السكوت عليه. لأنه تجاوز المضايقات إلى التكفير العلني. فما يقوم به الوهابية في الحرم المكي والحرم النبوي وبجوار مقبرة البقيع وبقية الآثار الإسلامية هو تكفير وتحقير، وسباب وشتائم، ومضايقات وملاحقات ضد الشيعة وغيرهم، ناهيك عن الضرب والإعتداء اللفظي، ما ينغص على الحاج أو المعتمر حجه وعمرته. أضافة إلى الأضرار النفسية والمعنوية التي تتركها هكذا اعتداءات في نفس الإنسان. 

 

كيف يمكن السكوت عن تكفير المسلمين وهم في حضرة الرحمن؟ ولماذا؟

ومن هم الوهابية حتى يعطون لأنفسهم هذا الحق؟

 

هدم الوهابية بيوت النبي الأكرم ومنازل أهل بيته وصحابته والتابعين - وهي ليست ملك لهم أو لأباهم. كما هي ليست ملكا لأحفاد هؤلاء العظام، لأنها وقف للامة وأمانة في عنقها، يفترض العناية بها ورعايتها. كل هذا لم يشبع نهم الوهابية بالهدم والتهديم، فغزوا المقابر - مقابر المسلمين الأوائل - من آل البيت والصحابة والتابعين، عاثوا فيها هدما وتجريفا، كأنها مزرعة توارثوها عن آبائهم واجدادهم! متجاوزين كل الأعراف والقوانين معتدين على الدين وحرمة الأموات والشهداء. بل اهانوا آل البيت والصحابة والتابعين غير عابهين.. فما كان من بقية المسلمين إلا الصمت المبين أو التبرير المشين!

 

أن اعتقاد الوهابية بدهم الاثار الإسلامية من المساجد، المنازل، الأسواق، مواقع المعارك، والمقابر يخصهم وحدهم ولا يمكنهم فرضه على مخالفيهم بالتكفير والتفجير. كما لا يحق لغير الوهابية من المسلمين فرض رؤيتهم المعاكسة لرؤية الوهابية وان كانت هي الأصح. كل حر في رأيه.

من هنا لا يحق للوهابية التصرف بأملاك واوقاف المسلمين جميعا وارثهم، ببساطة لأنها ليست ملكهم، هم جزء صغير من دائرة "الورثة" وموقع هذه الاثار في السعودية لا يعني كونها طابو صرف للوهابية يمارسون فيها هوايتهم في الهدم والتهديم. 

يمكن للوهابية أن يهدموا ما شاؤوا من آثار أهلهم ومقابرهم.. لكن، آثار الأمة ملكها. والوهابية ليست بمحل القوامة على الأمة ولم ولن تكون وان استغلت بشكل لصوصي الموقع الجغرافي لممارسة شعائرها في الهدم والتهديم. 

 

المشكلة لا تقف عند هذا الحد.. فأيمنا ولى الشيعة وغيرهم وجههم في مكة والمدينة لطمهم كتيب، أو كراس يكفرهم.. ويخدش مسامعهم نهيق مشايخ الوهابية، يكفرونهم ويشتمونهم ويسبونهم من على المنابر، وهم في ضيافة الرحمن وجوار بيته العتيق أو في الحضرة النبوية.. وما ان يراهم رجال الشرطة الدينية يقرأون دعاء أو يصلون على تربة حتى ينهالون عليهم ضربا بالعصي مع لازمة "هذا شرك" .. "هذا كفر" .. "هذا الحاد" .. "روافض"، ألخ من قوالب التكفير!

فأذا المسلم يهين أخاه المسلم، بل ويكفره جهارا نهارا في موسم الحج وفي ضيافة الرحمن أو في الحضرة النبوية.. لماذا نعاتب العنصري غير المسلم على عنصريته وتمييزه تجاه المسلمين والذي لايصل الى التكفير؟

 

هذه المهزلة يجب أن تقف. أعجب ذلك الوهابية أم لم يعجبهم.

الكعبة المشرفة والمسجد النبوي والآثار الإسلامية ملك للأمة وليست ولم ولن تكون ملكا لآ سعود  وآل الشيخ والوهابية. عليه، لا يحق لهم فرض وجهة نظرهم بخصوصها، كما لا يحق لهم التعدي على ضيوف الرحمن الذين يخالفون وهابيتهم.

نظام آل سعود يتحمل المسؤولية كاملة لأنه يسمع ويرى ويشارك، بل ويدعم التكفير والإهانة والتعدي الوهابي على المسلمين وارثهم التاريخي.

من هنا، لا بد من اللجوء إلى المنظمات الإسلامية لحل عاجل لهذه الجريمة، أو اللجوء إلى المنظمات الدولية. 

  

مصطفى الأدهم

08.11.2012

 

.................

مقالات ذات صلة بقلم الأستاذ محمد عبدالجبار الشبوط: 

http://sotaliraq.com/mobile-item.php?id=120570#axzz2Beb5LgTr

http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=120496#axzz2BebJFEyO

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2270 الجمعة 09 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم