أقلام حرة

العراق يمر بوضع حساس .. الرئيس جلال الطالباني / مهدي الصافي

.. هذا فضلا عن التسريبات الإعلامية التي تقول إن رئيس الجمهورية غادر بغداد، منزعجا من تصرفات رئيس الوزراء، متوجها إلى إقليم كردستان!

كمواطن عراقي عمل مع المعارضة العراقية إبان فترة الحكم البعثي البائد ومابعدها، ويعرف بعض أسرار الحركات والأحزاب والشخصيات السياسية المعارضة، أود ان اطرح على فخامة السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق، عدة أسئلة واطمح إلى أن اسمع ويسمع معي الشعب أجوبتها بصراحة واضحة بعيدا عن لغة المجاملة التي عرف بها السيد الطالباني...

اولا: ماهي الظروف السياسية الصعبة التي يمر بها العراق، وماذا تعني عبارة إن العراق يمر بوضع حساس، هل هناك بوادر حرب داخلية – إقليمية - عربية، أم إنكم تتوقعون انتفاضة شعبية عارمة ضد الوضع الخدمي السيئ، أو هناك توجهات كردية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد..

ثانيا: هل هناك أحداث ومتغيرات جذرية سرية حصلت في العملية السياسية ولانعرف بها (أم إن السيد رئيس الوزراء غير من نمط وأسلوب علاقاته المتبادلة مع الشخصيات والكتل السياسية الأخرى، بحيث استدعت مثل هكذا تصريحات متشنجة ومثيرة للمخاوف صدرت من عدة شخصيات سياسية متواجدة في العملية والساحة السياسية)

ثالثا: هل اعتراض السيد المالكي على بعض الانتهاكات الدستورية، التي حصلت في إقليم كردستان حول عقود النفط وتهريبه، وخروقات قوات البيشمركة في المناطق الخارجة عن حدود الإقليم، والتدقيق في العلاقات الخارجية والداخلية بين الإقليم وبعض دول الجوار، أو اتخاذ مواقف سياسية خارجية من قبل الإقليم تخالف توجهات الحكومة وإرادة الشعب، هي من جعل برأيكم الوضع يسوء

رابعا: هل تعامل إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية المركزية، وقلة الاحترام (وسوء الأدب أحيانا الموجه لشخص رئيس الحكومة، وهي لغة بعيدة عن روح النظام الديمقراطي ومبادئه، الذي يسمح باختلاف وجهات النظر الجادة والبعيدة عن لغة التسقيط والتشهير والكذب أحيانا

خامسا: نسأل ياسيادة رئيس الجمهورية (ومن حقنا ان نسأل لأنك ياسيادة الرئيس مقل في مؤتمراتك الصحفية، مع إنها تعد صفة حسنة في النظام الديمقراطي، ولكن ليس دائما)، هل تأزم الوضع السياسي ناتج عن تجاوزات إقليم كردستان، لان المتسيدين على المشهد السياسي هناك منذ أكثر من عقدين من الزمن، لم يشبعوا بعد من بركات الديمقراطية، التي جعلتهم شركاء أساسيين في العملية السياسية (بعد ابتعاد المكون العربي السني عنها بدوافع طائفية، تنفيذا لأجندات خارجية)، وانتم لاتمثلون وفقا للإحصاءات السكانية المعروفة اقل من10% من سكان العراق العرب (بحيث يعد المسلمون في فرنسا أكثر من تعداد الإخوة الأكراد في العراق، فهل يحق لهم مستقبلا تشكيل إقليم مسلم في فرنسا مثلا)، هل يقبل سيادتكم بلغة التهديد المقدمة من قبل السيد مسعود البرزاني ضد القوات الحكومية الاتحادية، وتكرار اطروحة حق تقرير المصير..ونحن نعيش في وضع إقليمي ملتهب، ويشتعل كل يوم بشرارات مختلفة

سادسا: هل قطع السيد المالكي رواتب الأخوة الأكراد (أو رواتب الأخوة في القائمة العراقية أو غيرها)، وهل تلاعب بالمنافع الشخصية والتعيينات الخاصة بالمسؤولين، أم سرق المليارات من خزينة الدولة، كما يفعل وزراء بعض القوائم

سابعا:هل تأزم الوضع وأصبح حساس وخطير، لان وزراء الكتل الأخرى اقترحت إلغاء البطاقة التموينية وتعويض الناس بمنح مالية قليلة، فقلبت الطاولة على الرجل الذي ليس له علاقة بالموضوع لأنه ليس وزيرا للمالية أو الزراعة أو التجارة

ثامنا: هل للمالكي شركات خاصة يتعامل معها، وله علاقات مع أجهزة مخابرات دولية تريد تدمير العراق والشعب لايدري، هل ينفذ أجندات قطرية أو سعودية أو أمريكية لتدمير الدول العربية (كما يحصل ألان في سوريا والأردن ولبنان وكذلك العراق) وإحراق العراق بنار الفتنة الطائفية، والشخص لايملك جوازا أجنبيا حتى يمكن له إن يفكر بالهرب من العراق ساعة الكارثة

لدي أسئلة كثيرة وكثيرة ياسيادة الرئيس (منها لماذا العراقي يعالج في بلاده والمسؤول في المستشفيات الأجنبية وعلى حساب خزينة الدولة-تعيينات أبناء المسئولين وأقربائهم في الوظائف العليا والسفارات والملحقيات والقنصليات التابعة لها (وأحيانا بلا شهادة أو بشهادة مزورة، وكلما يحاصرهم القضاء وهيئات النزاهة ذهبت بعض الكتل مسرعة إلى البرلمان لسن قانون عفو جديد)،

ولكن أنا رغم أني ادعي إنني افهم شيئا من السياسة، وقليل من الثقافة الأكاديمية والأدبية والدينية والاجتماعية، لا أرى إن هناك أي وضع حساس يمر به العراق، غير تمادي بعض الكتل في عملية تخريب العملية السياسية وممارسة الضغوط لإضعاف وإفشال عمل الحكومة، ولم نجد رغم ملفات الفساد الكثيرة والكبيرة (والتي كان أخرها فضيحة البنك المركزي وصفقة الأسلحة الروسية، حيث أوقفها رئيس الوزراء)، وكذلك تصاعد وتيرة الأزمة السورية المؤثرة في الوضع الإقليمي والمحلي، الرجل رئيس الوزراء رغم الاعتراضات الكثيرة التي نتحدث عنها، إلا انه يعمل وكأن الأمور تسير على مايرام،

بينما يتحدث وزراء بعض الكتل الفاشلة عن وجود أزمات وإخفاقات وتداعيات سياسية خطيرة، نحن كشعب نبحث عن الخدمات العامة، عن الكهرباء-الماء الصالح للشرب-الصحة المناسبة للمواطن-التعليم الجيد للأطفال-الضمان الاجتماعي المجزي للعوائل الفقيرة_برامج توظيف الخريجين والعاطلين عن العمل-الاستفادة من عائدات النفط-تطوير القطاع الزراعي،

(علما إن التحالف الكردستاني وبطريقة بعيدة عن المهنية والدبلوماسية السياسية ألح على وجود خلافات بين الإقليم والمركز، مع انه شريك قوي في العملية السياسية، بل مباشرة وبعد التصويت على الدستور، وتحريك سفينة العملية السياسية الراكدة بفعل الخبث الأمريكي الذي أدارها في بداياتها، افتعلت أزمة كركوك والمادة 140، والمناطق المختلف عليها، والشعب يبحث عن بقايا عظام أبناءه في المقابر الجماعية، ولم يلملم بعد جراح الإرهاب الوهابي السلفي الإجرامي الكريه والمدعوم خليجيا وإقليميا، والذي أحاط بنا من كل جانب، الخ.)

لسنا معنيين بخلافات السياسيين لا من قريب ولا بعيد، اللهم إلا بعض ما يصلنا من ن تبعات شظايا خلافاتهم، التي تؤثر على الوضع الأمني، وتصاعد وتيرة العنف المؤثرة أيضا في سير العمل والأداء الحكومي، الذي يضر بدوره ويربك حياة الناس العادية

هل يعقل ان يواجه إقليم كردستان قرارات القائد العام للقوات المسلحة، عندما يقوم بعقد حوارات دولية من اجل تسليح الجيش العراقي، ويعترض على استحداث وحدات عسكرية وطنية، تعمل من اجل حماية ارض وسماء وبحر وكل الأجواء العراقية......الخ

إن الوضع العراقي كان يمكن له ان يكون أفضل، لولا وقوف الأحزاب الكردية بوجه مشروع تطوير الدولة العراقية الحديثة وتنميتها وتقويتها أيضا، بما فيها قيادات الحزب الديمقراطي وقيادته المتمثلة بالسيد البرزاني،

الذي اعترض على تسليم الهاشمي إلى القضاء العراقي، واتجه إلى تقوية تحالفاته الإقليمية(مع تركيا، وبعض دول الخليج، والمعارضة السورية المسلحة، والسعي خارجيا حول إمكانية شراء أسلحة ثقيلة للإقليم، الخ.)، ضاربا عرض الحائط التوجه الرسمي للحكومة العراقية،

اما العمل بطريقة جر الحبل (الاتحاد الوطني يرخي..والحزب الديمقراطي يشد) لم تعد تنفع وقد ملها حتى المتحالفين معكم من الأحزاب العربية (السنية والشيعية)

إن دولة كردستان وللمرة الألف نقول لايمكنها ان تمر عبر العراق، لان الاعتراضات الإقليمية والعربية وحتى الدولية، ستلعب على تلك الورقة ثم ترميها جانبا، كما فعلت من قبل أيام الحكم البهلوي في إيران أواسط القرن الماضي، وحقوق المكون الكردي قد ضمنه الدستور، كما ضمن حقوق جميع مواطني العراق، نحن نتطلع إلى ان نرى إن خط الفقر وماتحته قد رفع في إقليم كردستان وكل مناطق ومحافظات العراق، ونتمنى إن يتحسن الوضع الأمني والصحي والتربوي في عموم مناطق الإقليم وكذلك بقية مناطق عراقنا الحبيب من شماله إلى جنوبه،

لقد ولت أيام الحشد القومي أو الطائفي والعرقي، بغية تنفيذ وتمرير مصالح شخصية، لاتعود بالنفع على المواطن البسيط،

الدول في القرية الكونية تتنافس في تطوير مجالات الحياة، وفي تقديم الخدمات العامة المقدمة لمواطنيها، تبحث في مجال تحسين البيئة ونظافة الطاقة المستهلكة، وإيجاد البدائل للصناعات والطاقات الملوثة للفضاء الكوني، تعمل ليل نهار من اجل تطوير قطاع الصناعة والزراعة ومجالات تكنولوجيا المعلومات، إلى متى نبقى مقيدين واسرى هذه الأفكار والثقافات المتحجرة الراكدة

إننا نبحث عن الأجوبة ياسيادة الرئيس، ونتمنى ان يبقى دورك دائما متواجد في منطقة الوسط، لايميل إلى جهة أو كتلة أو عرق على حساب المصلحة الوطنية العليا..وأسئلتنا هي بنفس الوقت موجهة للجميع

ومن لديه ملفات ووثائق وأدلة ثبوتية تدين من نزهه الشعب في الانتخابات السابقة، عليه ان يظهره على الناس كافة


مهدي الصافي


 

خاص بالمثقف


تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2275 الخميس 15 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم