أقلام حرة

البرزاني والمقارنة الخطأ / مصطفى الأدهم

"أن المالكي وأنصاره كانوا يستبعدون إمكانية أن يحكموا العراق كله، لكن بعدما استفرد بمراكز القوة في العراق واستقوى على حلفائه الشيعة ومنافسه السني من القائمة العراقية، واستبعد العوائق في طريقه من قيادات سنية يحسب لها ألف حساب كـحارث الضاري وعدنان الدليمي وطارق الهاشمي وغيرهم، رأى أمامه الساحة مفتوحة، فبدأ يطمح ويطمع كي يكون حاكم العراق المطلق بما في ذلك كردستان". (1).

 

 ان تصل درجة الخلاف بين السيد البارزاني والسيد المالكي الى ان يمتدح الاول "اسماء لها دورها في الدعم والترويج للطائفية والإرهاب والبعث" يعد دخولا في حلبة الصراع الطائفي الذي ابتعد عنه الكورد عن حكمة وقناعة. كما لا يمكن غض الطرف عن ان العارات الثلاثة فارون من وجه العدالة وكانت قد صدرت بحقهم أحكام قضائية. وان قلنا ان للسيد رئيس الاقليم هواجسه بخصوص عدالة القضاء العراقي، فهل فاته او فات طاقمه الاستشاري ان العارات الذين ذكرهم قد لعبوا دورا موثقا "اقله" في الاعلام لجهة إشعال حرب أهلية على خلفية طائفية تجاه الأغلبية الشعبية في العراق؟.


هل يمكن نسيان الاجتماع الطائفي في اسطنبول والنعيق الطائفي ضد الشيعة من قبل عدنان الدليمي؟ وحثه الجحوش العربية الوهابية للقدوم الى العراق و"تحريره" من "الصفوية" ؟.

 
هل يمكن نسيان تصريح حارث الضاري عن إخوته مع القاعدة؟ وعدائه الصريح للعملية السياسية؟ والقاعدة قتلت ما قتلت من ابناء الشعب العراقي بمختلف خلفياته، لاسيما الشيعة لاسباب طائفية لايمكن حجبها او تجاهلها.

هل يمكن نسيان تصريحات طارق الهاشمي الطائفية بعيد تفجير ضريح العسكريين؟ وتصريحاته الشوفينية حول تعريب الرئاسة و وزارة الخارجية؟ وتهديدات حليفه المجتث من الاجتثاث صالح المطلك حينما هدد الاقليم بالقوة؟ وهل يمكن نسيان استقتال الهاشمي بعدم تنفيذ الأحكام القضائية ضد أزلام النظام البائد لاسباب طائفية وشوفينية، مستغلا دوره في تنجيس الرئاسة؟

 ناهيك عن معارضة جميع العارات الثلاثة الذين وصفهم للأسف رئيس الاقليم بـ "القيادات التي يحسب لها الف حساب وتم أبعادها" للفدرالية بشكل عام، وفدرالية اقليم كوردستان بشكل خاص. وكان لهم دور في التأليب عليها، ولو قدر لهم الجلوس على كرسي القيادة العسكرية لاجتاحوا الاقليم بلا "أف 16" لانهم كسيدهم الصنم يرون شعبنا "انفصالي يهدد عروبة ووحدة العراق". فكيف وعلى اي اساس اصبحوا اليوم قيادات بنظر السيد البارزاني؟ ولماذا ـ اليوم وليس الامس؟ 

كيف يتم الدفاع عنهم اليوم وبهذا الشكل المجافي للحقيقة والتاريخ والواقع.. والذي يدخل على خط طائفي استفزازي لا مبرر له ضد حلفاء الأمس وأغلبية البلد التي شبعت قتلا وتفجيرا بفضل الضاري والدليمي والهاشمي.
ان اصطفاف قيادة الاقليم مع هكذا عارات بحجة الصراع مع رئيس وزراء المركز سيدفع "التحالف الوطني" وجمهوره لـ "اصطفاف اضطراري" خلف السيد المالكي ظالما او مظلوما لانهم يرون بوادر اصطفاف طائفي جديد ضدهم. 

ما قد لا "يؤخذ" اليوم من المالكي قد يؤخذ منه غداً او من غيره بالدستور والقانون والتفاهم. لكنه لن يؤخذ من العارات الثلاثة لا اليوم ولا غداً.. ببساطة لانهم صدامات صغار.

المكون السني يزخر بالقيادات والشخصيات الوطنية المرموقة البعيدة عن درن البعث ونجاسة الطائفية وعمى الشوفينية، ويمكن الإستشهاد بهم عوضا عن العارات الثلاثة الذين لا يمثلون سوى أنفسهم والبعث بطائفيته وشوفينيته.

 

"أن امتداح العارات الثلاثة ونعتهم بالقيادات التي يحسب لها ألف حساب لا يقل ظلما عن وصف الجحوش بالقيادات التي يحسب لها ألف حساب"!.

 

مصطفى الأدهم

27.11.2012

……………………..

1:

 http://www.aljazeera.net/news/pages/51dff967-b532-4649-ab36-5088b3aa0634

  

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2289 الخميس 29 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم