أقلام حرة

قطر: ثمن القصيدة السجن المؤبد / مصطفى الأدهم

مرورا باليمن السعيد سابقا حتى الهلال الخصيب.. بل وصلت إلى غزة بزيارة أميرها حمد آل ثاني. وما أن يختصم فريقان حتى تدعوهما قطر إلى أحد أفخم فنادق الدوحة حيث الضيافة العربية والكرم الحاتمي.. وبعد التي واللتيا وما بينهما.. يخرج الجميع مبتسما على شاشات "الجزيرة" التي يتطوع طاقمها التحليلي "الإستراتيجي" بشرح الأبعاد "التاريخية" للإتفاق الذي تم برعاية قطرية.

لعب دور الوسيط والمفاوض والراعي للمتناقضات لم يشبع جوع النظام القطري لدور أقليمي وحلم بأخر دولي.. فثنت على الدور السياسي – الديبلوماسي، بدور مالي – استثماري، وثلثت عليهما بدور عسكري – تسليحي، وربعت عليهم بدور حقوقي - انساني في قفزة بهلوانية خطرة أقرب إلى رياضة المخاطرة بالقفز من القمم لمحاولة الطيران بثوب السنجاب الطائر (الرياضة الشهيرة في النرويج) والغاية محاولة رسم صورة عن النظام القطري كداعية وداعم ومدافع عن حقوق الإنسان والحريات ناهيك عن الديمقراطية.. فجاهدت أكثر من ريشة في هذا المشروع للوصول إلى رسم لوحة عن الدوحة كواحة للحقوق والحريات تسر الناظرين..

لكن مع أول اختبار صغير رسبت الإمارة الصغيرة في الإمتحان..

فهاهي محكامها تحكم على الشاعر محمد العجمي بالسجن المؤبد بسبب قصيدة القاها في مدح ثورات "الربيع العربي" أسماها "دولة الياسمين" أشادت بالثورة التونسية التي أنهت حكم زين العابدين بن علي، متمنيا فيها كذلك أن تصل هذه الثورات نحو البلاد العربية، قائلا "عقبال البلاد اللي جهل حاكمها يحسب أن العز في القوات الأميركية"، ما فسر وحلل من قبل محكمة أمن الدولة في الدوحة بتهمة "قلب نظام الحكم وإهانة الذات الأميرية" فحكم عليه مؤخرا بالسجن المؤبد بعد عام من السجن على ذمة التحقيق لم ير وما يزال خلالها زوجته واطفاله وربما لن يتمكن من رؤيتهم لأعوام قادمة مالم يفرج عنه بعفو أميري كما يأمل هو ويتوقع بعض المراقبين بسبب الموقف المحرج الذي وضعت قطر نفسها فيه والذي اظهرها بسحبهم كمنافق يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات في العالم بينما يقمعها في الداخل !

 

أن كان ثمن قصيدة مدح "الربيع العربي" الذي تلعب فيه قطر أكثر من دور هو السجن المؤبد.. فما هو ثمن النقد الصريح لنظام الحكم؟

واين الجزيرة من هذا؟ واين هي حقوق الأنسان وحق ابداء الرأي؟ وأين قصيدة الشاعر محمد العجمي من قضية داعم الارهاب طارق الهاشمي الذي طبلت "الجزيرة" وزمرت دفعا عنه أي عن دعمه للارهاب بحسب المراقبين؟

 

اسئلة، معروفة الإجابة عند البعض.. وستبقى بلا اجابة عند البعض الأخر الذي قد يجيب بالتبرير!

 

مصطفى الأدهم 

01.12.2012

................................

للإطلاع، روابط ذات علاقة: 

(1):  http://www.elaph.com/Web/Culture/2012/12/777173.htm?entry=gulf

(2):  http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/777122.html?entry=gulf

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2292 الأحد 02 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم