أقلام حرة

الرئيس مسعود بارزاني وبداية العصر الكوردستاني الجديد / سامان سوراني

لكل منهما ثمنه وثمراته‌: التبسيط والتطرف والإقصاء لصنع الحروب والكوارث وإستعداء العالم وعدم الإعتراف بالآخر، كما يعمل له السيد المالكي، صاحب الأفكار المستهلكة والمحالات العقائدية والحتميات المعيقة مع نفر من رعاع غثرة متكونة من بقايا نظام البعث المنقرض، أو تحمل المسؤولية المتبادلة وإتقان لغة الشراكة والحوار والمداولة في معالجة المشكلات وإدارة العراق، كما يسع? له السيد مسعود بارزاني، من أجل تشكيل مرجعية ديمقراطية مختلفة بعيدة عن التفرد، بفتح آفاق أمام العمل الحضاري والتنمية البشرية في العراق الفدرالي، تكون أقل كلفةً ووطأةً أو أقل تسلطاً وعنفاً، بل أقل عبثاً وجنوناً.

من المؤسف أن نر? بدل بذل جهود ترمي ال? تحقيق الأمن والتنمية والإزدهار، إنغماس حكومة بغداد في لعبة سياسية، مآلها إضعاف العيش المشترك والإستقرار الأمني. علاقة السيد المالكي بمحيطه، هي من أسباب الأزمة السياسية في العراق، فهو يعمل في سبيل إرتباط أزمة حكومته بأزمة المنطقة، لتصبح الساحة الداخلية في العراق ساحة للصراعات الإقليمية وهو لا يهدف ال? تنفيذ برامج إنمائية وإصلاحية وإجتماعية برفع الغطاء السياسي عن العناصر المتقاعسة الفاسدة داخل حكومته وإرساء علاقات متوازنة تراعي مصالح العراق والعراقيين مع إقليم كوردستان الفدرالي ودول الجوار، بل يدلي بخلاف ذلك بتصريحات تعزز إقتناعنا بأن بغداد تعمل اليوم أكثر من أي وقت مض? لتمييع كل ما تم التوافق عليه في أربيل، من خلالها يكرر فشله‌ في تحقيق الوفاق ويحوّل سلطته التنفيذية ال? طاولة للمناكفات السياسية وتبادل الحملات ووسيلة لتعطيل العمل بالدستور وسلب الحريات العامة.  

مواطني كوردستان يعيشون اليوم عصرهم الذهبي بعيداً عن الحكومات الدكتاتورية وحكومة إقليم كوردستان تعمل ال? تقوية اللحمة الكوردستانية وإنتعاش الاقتصاد وإزدهار السياحة وتعزيز الإستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة وعودة الكفاءات ال? الوطن لتساهم في تقدمه وإزدهاره، لذا لا تسمح قيادة الأقليم، التي تعمل بنفس الحماسة في سبيل ترسيخ أواصر المحبة والوئام بين الشعبين الشقيقين، أن يجرها المالكي بسياسته الإستفزازية الفاشلة ال? حرب تهدد بتخريب منجزاته الإعمارية والإنمائية وتعيد مشاريعها التطويرية والتحديثية ال? نقطة الصفر. لتصل ال? هدم السلم الأهلي والإستقرار الأمني.

إن قبول القيادات الكوردستانية بالمادة 140 من الدستور العراقي لم يكن في يوم من الأيام من باب الشك في كوردستانية المناطق المستقطعة من كوردستان، بل كان من أجل معالجة القضايا العالقة مع الحكومة الإتحادية عن طريق الدستور، لكن تهرب السيد المالكي من تطبيق هذا الدستور ورفضه القاطع بكوردستانية تلك المناطق وإستعراضه القوة وتوسله الإستقواء بالسلاح وإتباعه سياسة التهديد المسلح والترهيب لتغيير خارطة تلك المناطق، بعد بسط سلطته عل? أكثرية مفاصل الحكومة في بغداد وتهميشه للشركاء بفرديته الإستئثارية أجبر رئاسة الإقليم حفاظا للطابع الكوردستاني السكاني والارث الثقافي المتنوع لهذه المناطق، من إصدار قرار رسمي باستخدام عبارة (المناطق الكوردستانية خارج الاقليم) من الآن وصاعداً للدلالة على المناطق الكوردستانية المشمولة بالمادة 140 من دستور جمهورية العراق. عل? السيد المالكي أن يعلم، بأن عهد الإدعاء بالوطن?ة عل? حساب حملات الابادة والتهج?ر والتعر?ب التي قام بها الطاغي صدام قد ول?ّ ال? غير رجعة.

?وردستان?ة ?ر?وك تعني إثراء العراق، لا التقس?م أبداً، لأن الذي قسّم العراق هو السياسات الطائفية والعنصرية التي مارستها الانظمة السابقة. شعب كوردستان ومن خلال برلمانه المنتخب أقر بأن ممارسة حقوقه يكمن في عراق ديمقراطي إتحادي فدرالي، لذا وجب عل? المشروع الوطني في العراق اتباع سياسة المساواة وخدمة الكل، لا س?اسة التهم?ش وإثارة الأحداث، التي يعمل من أجلها‌ السيد المالكي ليل نهار، بهدف حجب الأبصار عن الحقائق التاريخية وتغليفها بالأفكار السوداء، التي لا تنتج سو? نشر رائحة العنصرية البغيضة والتعصب والإنغلاق والتطرف والإشتغال بمنطق الرفض والصدام. إنّ الممارسات الصب?ان?ة من قبل بغداد لا تقود العراق نحو الأفضل وإنّ عس?رة المجتمع وتسل?ح الج?ش بالطائرات الأمر???ة لا تبشر بالخ?ر لدولة تر?د أن تطبق النظام المدني لا الشمولي الد??تاتوري. أما الإنشداد ال? الماضي ف?قود العراق ال? التراجع والتهرب من الواقع وعل? الساسة العراقيين، الذين يدعمون اليوم سياسة السيد المالكي، الترجل من صهوة الغرور القومي وأمتطاء صهوة التعدد?ة الف?ر?ة وإحترام مطالب الكوردستانيين، شر?ائهم في الوطن، ول?علموا بأن بعد سقوط الطاغي صدام إنته? عصر ?قدّر ف?ه لفرد أو حزب أو معتقد أن ?قهر شعباً ب?امله ولتعل حكومة بغداد بأن الكوردستانيين لم ولن يتحاوروا حول كوردستانية كركوك، لانها بالنسبة اليهم مسألة محسومة تاريخياً وجغرافياً وواقعياً.

وختاماً: المجاهدة في سب?ل إن?ار ?وردستانية ?ر?وك والإنشداد ال? الوراء، بدلاً من التوجه نحو الحاضر والراهن والمستقبل، بالسعي للخروج من المنطق الإختزالي والسجن العقلي والحتم?ة الأيديولوجية والمكابرة والتهرب من المسؤولية وإنكار الحقائق الصارخة والترويج لجحيم الآلة العسكرية، كل ذلك لا تورث سو? النزاعات الداخل?ة والهزائم والمهالك للعراق. والإعتراف بحق آلآخر وبالفيدرالية والديمقراطية هي لغة العصر والحلول لا تقوم عل? نفي الواقع في ?ر?وك. سؤالنا هو، ال? مت? القفز فوق الاحداث ونفي المتغيّرات؟

 

الدكتور سامان سوراني 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2305 السبت 15 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم