أقلام حرة

كيف سيحاول الأمريكان إعادة البعث إلى السلطة (2-3)

 والأسلوب المتوقع لتحقيق هدفهم التالي في إعادة البعث إلى السلطة في العراق. وبينت أن الأمريكان طالما أرادوا إعادة الفاشست إلى السلطة في البلدان التي حرروها، حسب ادعائهم، من نفس الفاشست، وأنهم إن لم يجدوا ما يكفي من رجال العصابات لحكم البلاد لصالحهم فأنهم يسعون إلى تدريب البعض وإعدادهم في مدرسة خاصة سميت "مدرسة الأمريكتين" (2)

ليصبحوا قادراً على القيام بالإنقلابات العسكرية على السلطة التي لا تعجبهم والتي غالباً ماتكون منتخبة من الشعب بشكل ديمقراطي. فمنذ مكيافللي يعرف جميع الدارسين بأن خير من يخدم المحتل هم بقايا السلطة السابقة الذين فقدوا كل شيء والمستعدين لعمل كل شيء لإستعادة بعض قيمتهم وإثبات ولائهم، ولذا فليس غريباً من أن يسعى الأمريكان لإعادة الصداميين إلى السلطة ولو "بدون صدام" تماماً كما سعوا لإعادة "السوموزية بدون سوموزا"(3)  إلى نيكاراغوا في الماضي.

وبينت أيضاً أن الأسلوب الذي تم اتباعه في هولندا وفي تمرير المعاهدة كان يتكون من خطوتين، الأولى إعطاء انطباع بأن الجهة المقابلة تراجعت عن مشروعها، وأن هذا المشروع مرفوض فعلاً، وفي الخطوة التالية يقدم الجانب الأمريكي "تنازلاً" تافهاً، يعطي إشارة الإنطلاق لكل الجماعات التي مثلت دور التراجع، ليقوم الجميع بهجوم "تسونامي" إعلامي وسياسي مفاده أن المشروع بشكله الجديد مقبول وأنه يلبي شروط المعترضين. إنه أشبه بمن يريد تحطيم الباب المغلق من خلال العودة إلى الخلف ليكسب باندفاعه زخماً يكفي لتحطيم ذلك الباب.

في هذا الجزء من المقالة سوف نتطرق إلى بعض تفاصيل السيناريو المتوقع لإعادة البعث الى السلطة من قبل الأمريكان، ومتابعة مؤشراته واختلافه وتشابهه مع إسلوبهم في فرض المعاهدة على شعب كاره لها.

 

السيناريوهات والسيناريوهات البديلة

لا يستطيع حتى المخططون الأمريكان بكل ما لديهم من إمكانيات هائلة تتعدى حدود تصورنا أن يخططوا منذ البداية بشكل أكيد، فهناك دائماً عوامل غير محسوبة أو ردود فعل غير متوقعة، لذا تجد التردد والتراجع والتناقض موجوداً وأحياناً بصورة فاضحة، لكن هذا أمر طبيعي لمخططي ومنفذي المشاريع الكبيرة كالمعاهدة وإعادة البعث. كمثال على ذلك في المعاهدة، كثرة الأسماء التي أطلقت عليها، فقد انتقلت من "معاهدة صداقة طويلة الأمد" إلى "معاهدة سحب القوات" مارة بعدد من الأسماء البينية. ومن الواضح أن هذا الإنتقال يشرح الإكتشاف المتدرج الذي واجهه الأمريكان، بأن طموحاتهم في إقناع العراقيين بأن هناك "صداقة" كانت في غير محلها، كما أن "طول الأمد" كان عاملاً مخيفاً للعراقيين غير المرحبين بتلك العلاقة، فتم استبدال الأسماء بما يوحي بأنها "شر لا بد منه" وأنه "لن يطول".

وفي مشروع إعادة البعث كلنا يذكر أن المالكي كان قد أعلن نياته في "المصالحة" مع البعث، لكن مكتبه عاد و "أصدر توضيحاً"  (4) لموقفه، من أجل "طمأنة الشعب"، أشار إلى أن الدستور يمنع هذا الحزب من المشاركة،  و أن “هذا الحزب الذي يتحمل كامل المسؤولية عن معاناة الشعب العراقي والاوضاع الانسانية والسياسية والامنية والاقتصادية، لايمكن ان يكون حزبا وطنيا او ملتزما بالدستور، وان كل من يفكر بالحوار معه ناهيكم عن السماح له بالعودة للعمل السياسي يرتكب مخالفة دستورية صريحة".

ولا يستطيع المالكي أن يقنع الناس بأنه يفزع من "المخالفة الدستورية الصريحة" بعد تمديده لقوانين الطوارئ مرتين بشكل غير دستوري ومخالفات دستورية عديدة أخرى. لذا فمن المشكوك به أن يصدق الكثيرين مثل هذا التأويل. ولا كذلك تصريحات رئيس الوزراء نفسه لاحقاً والتي حذر فيها من تغلغل البعث إلى مجلس ا لنواب واصفاً إياه بالجرثومة ومذكراً بجرائمهم، ومشيراً إلى "سقوط سيادة العراق على أيديهم" رغم توقيعه معاهدات متتالية مع الأمريكان والبريطانيين والناتو، اسقطت السيادة لزمن سيطول.

 

ولم يكن إنقلاب الأمريكان واستبدالهم للسيناريو الأول بالسيناريو البديل أقل وضوحاً من إنقلاب المالكي، بل أكثر وقاحةً. فقبل فترة وجيزة اجتمعوا مع البعث في تركيا، (ولم ينكروا ذلك، ولا أنكرته الحكومة التركية، بل اعترف به الأمريكان في البداية قائلين أنهم أبلغوا الحكومة العراقية بتلك الإجتماعات!)، وحينها كان المالكي قد تراجع (صحح) موقفه، فتوسل بهم أن لا يعيدوا البعث واحتجت الحكومة العراقية، فكان الرد الأمريكي حازماً حاسماً في الوقوف مع البعث بالضد من الحكومة كما ورد ذلك على لسان عادل البرواري، النائب عن التحالف الكردستاني، والذي قال  أن الحكومة العراقية تلقت جوابا من قبل السفارة الأميركية حول استفساراتها التي تقدمت بها بشأن ما تم خلال اللقاء الذي تم في تركيا.، وأن الجواب الأميركي أشار إلى أن الولايات المتحدة ما زالت هي المسؤولة عن السياسية الخارجية والداخلية للعراق من خلال سعيها إلى إنجاح العملية الديمقراطية في العراق، وأن ما حصل كان ضمن مشروع المصالحة الوطنية في البلاد، لكن دون تهميش دور الحكومة العراقية». !! (5)

لكن قبل شهر تبين للأمريكان على ما يبدو أن الضغط على المالكي ليس السيناريو المناسب، ربما لأنهم وجدوا أن الرفض أكبر من قدرة المالكي على تجاهله، فإنقلب الموقف الأمريكي إلى السيناريو ب، والذي كان مناقضاً تماماً للسيناريو أ، فأنكر السفير الأمريكي في العراق أي رغبة أمريكية لإعادة البعث، وقال "لماذا يريد أي شخص أن يعود حزب البعث الذي كان مسؤولا عن التدمير في هذا البلد عبر هذه السنوات، (....) من الذي يقول هذا الكلام ويزعم أن الولايات المتحدة تريد عودة الحزب، لأني اعرف واقول لك ليس لدينا اية مصلحة في هذا على الاطلاق، هذه المقولات خاطئة كلياً". وأكمل أنه ليس لأميركا مصلحة بالعمل ضد حكومة العراق. (6) وقد أشرت إلى هذا الإنقلاب في مقالة سابقة لي بعنوان: أميركا تريد إعادة البعث؟ من يقول هذا الكلام؟ (6ب)

 

الأديب  والجلبي: الأمريكان أرادوا إعادة البعث الى السلطة

 كذلك سلط الدكتور علي الأديب، النائب في البرلمان والقيادي في حزب الدعوة، الكثير من الضوء على ما جرى بين البعث والأمريكان والحكومة العراقية قائلاً أن ما أرسلته الحكومة الأمريكية إلى الحكومة العراقية حول اجتماعات تركيا كان يختلف كثيراً عن الحقيقة التي تسربت، "مما دعا إلى احتجاج الحكومة العراقية على الطرفين."

فقد "تبين أن هناك مطالب بإعادة عدد من العسكريين و التخلي عن العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها، و إلى حد التنصل عن الدستور العراقي الذي تم تشريعه من خلال توافق وطني. و هي مطالب من وجهة نظر الحكومة العراقية و أطراف العملية السياسية لا يمكن القبول بها، حيث أن هناك مجموعة من القوانين و الإجراءات التي لا يمكن التخلي عنها. و وصل الأمر بالمجتمعين المطالبة بحل الحكومة العراقية و إقامة حكومة طوارئ لمدة سنتين. و بحسب علمنا أن هناك اجتماعات أخرى عقدت في عواصم أخرى مثل عمان و لندن، بحضور ممثلين عن دول عربية، و مشاركة عناصر تمثل عزة الدوري و حارث الضاري. و نحن نعتقد أن مثل هذه التحركات بدون علم الحكومة العراقية، وتعد تدخلاً في الشأن العراقي الداخلي و تؤثر سلباً على العملية السياسية الجارية."

وأشار الأديب إلى أن هذا هو نهج بايدن، متسائلاً، "هؤلاء يرتكبون جرائم جماعية و هم خارج السلطة، والسؤال هو ما الذي سيرتكبونه في حالة عودتهم للمشاركة في السلطة، حيث يستخدمون أدواتها لتحقيق مخططاتهم، كما هو الأمر بالنسبة لتفجيرات الأربعاء الدامي؟"(7)

ولا يختلف رأي الجلبي بهذه اللقاءات بين البعث وأميركا فقال: "الأميركان اعترفوا بهذا الأمر وهو بعلم الحكومة العراقية أو بعض الأطراف في الحكومة". أما هدفهم فيتمثل في "أن.الأميركيين يعتبرون إعادة حزب البعث للوضع السياسي العراقي أمر يعيد العراق إلى منظومة الأمن العربي التي يدعمونها وإسرائيل جزء منها". (8)

 

الفرق بين سيناريو المعاهدة وإعادة البعث

المقارنة بين السيناريو المتوقع لفرض البعث على العراقيين وفرض المعاهدة عليهم تستوجب بعض الملاحظات حول فروق هامة. أول تلك الفروق هو أن المعاهدة كانت لحظة حدية. ورغم أنه يمكن دعمها تدريجياً، إلا أنها في النهاية يجب أن تقرر بالقبول أو الرفض. أما إعادة البعث للسلطة، وخاصة السلطة الأمنية، وهي هدف أميركا وأياد علاوي الرئيس، فليس لها مثل ذلك الحد، ويمكن أن تدفع تدريجياً وتتقدم دون أن تلاحظ بشكل واضح، وهذه نقطة تسهل الأمر وتؤثر على السيناريو المختار.

وبالمقابل فأن الخوف من البعث متأصل في أذهان العراقيين شعباً وساسة بشكل اكبر كثيراً من المعاهدة مع الأمريكان، مع أن هذه الأخيرة لا تقل خطراً في تقديري، وإنها تستجلب "كل الشرور" من بعث وفساد وإرهاب وسرقة موارد، إلا أن من لم يقرأ تاريخ أميركا الحديث لا يجد الكثير مما يخافه منها. لذا ينتظر أن تكون مقاومة إعادة البعث أشد، وتغطي أطيافاً أوسع. كما أن أبواق أميركا المعتادة التي طبلت للمعاهدة ستجد حرجاً أكبر في التطبيل لهذا المشروع الجديد، خاصة وأنها جميعاً وبلا استثناء كانت تقدم المعاهدة كبديل لابد منه للخلاص من خطر عودة البعث! هذا الخوف المنتشر من البعث (وأقصد دائماً بكلمة "البعث" هو ما وصل إليه البعث العراقي في نهاية عهد صدام من تحول إلى عصابة مافيا غرضها الوحيد هو حماية رئيس العصابة) لم تقدره الولايات المتحدة حق قدره، فاضطرت لتغيير السيناريو وقام سفيرها بتمثيليته الهزلية أعلاه.

لكن هذه الصعوبات لا تعني استحالة النجاح، فأميركا لديها أوراق كثيرة لم تلعبها. ويبدو أنها قررت أن تعمل على خطين: الإستمرار في حقن الأمن بالبعثيين الموالين لها بلا ضجيج، وتصعيد الإرهاب بشكل غير مسبوق, وكاف لإثارة صدمة رعب لدى الشعب العراقي والساسة العراقيين، مما يجعلهم جاهزين لقبول حلول مرة، وهذا يفسر الإنفجارات الهائلة الأخيرة والتي لا يستطيع في تقديري غير المسيطرين الأشد على خيوط الأمن من تنفيذها دون أن يخشوا الإفتضاح – الأمريكان.

 

أما بالنسبة للحقن التدريجي للبعث في الأمن (والحقيقة ليس هناك شرط أن يكون الشخص بعثياً، فالإحتلال سيرحب بأي شلاتي يتطوع لخدمته، لكن كون الشخص بعثياً أيضاً يضيف بعض الفوائد التي سنأتي على ذكرها في الجزء القادم) فأمر معروف تماماً وكثرت التصريحات بشأنه فلم يعد هناك عراقي يجهله.

ورغم أن هذا الحقن كان قد بدأ منذ تولي أياد علاوي للسلطة حين كانت هوايته المفضلة البحث عن "البعثيين الذين لم ير أحد أيديهم تتلطخ بالدماء" (ولهم رغبة شديدة في العودة إلى ممارسة مهنتهم في الأجهزة الأمنية!)، فحقن الأجهزة بألاف الضباط. إلا أن زرع البعثيين في الأمن استمر في حكومة المالكي متزايداً، بضغوط أمريكية مباشرة أو غير مباشرة (غالباً بحجة المصالحة، والتي لا تتم إلا من خلال وضع البعثيين في الأمن، لأنهم لا يتصالحون في مكان آخر)، وكثرت شكاوى الناس والسياسيين وقلقهم من التطور الخطير مثل قول النائب الصدري أحمد المسعودي أن الجانب الامريكي مارس ضغوطا على الحكومة لاعادة عدد من الشخصيات البعثية الى مراكزها وهذا ما تجلى خلال وجود عدد من البعثيين في مكتب رئيس الوزراء اضافة الى عودة عناصر من فدائيي صدام في وزارة الداخلية، محذراً من نتائج ذلك ومطالباً بخروج القوات الامريكية باسرع وقت من العراق. (10) وكذلك اتهم النائب عن الائتلاف العراقي الموحد جلال الدين الصغير حكومة المالكي بأنها أعادت عددا كبيرا من البعثيين الى السلطة وبشكل هائل لم تفعله اي حكومة اخرى.  (11) وكتب د. أكرم مطلك أن التقرير الأمني المقدم للبرلمان العراقي كشف بأنه يوجد حوالي أكثر من الفين واربعمائة ضابط امن من الأجهزة الأمنية الصدامية السابقة تعمل في الوزارة (الداخلية) موزعين مابين فدائي صدام واجهزة الأمن الخاص والأمن العامة واعضاء الفرق"، وأضاف: "وما عملية الأربعاء الدامي الاشاهدا على هذا الخرق الأمني الخطير ,ان وجود مثل هذه الأعداد الكبيرة من ضباط الأمن الصامي السابقين كفيل بجعل كل ايام الأسبوع دامية وانهم يخططون لأبعد من ذلك" (12)

ويرى أحمد الجلبي رئيس «هيئة اجتثاث البعث» بأن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والأوضاع الأمنية أعادت البعثيين إلى مواقع أمنية مهمة في البلاد وأن 40 مقعدا ستكون لهم في الانتخابات المقبلة، وأن هذا الإختراق "حدث بشكل واسع بعد عام 2007 بسبب الوضع الأمني والضغط الأميركي مما جعل الحكومة العراقية تستعين ببعثيين من أعضاء فرق وقيادات وضعتهم في مراكز أمنية مهمة من دون العودة للهيئة، والوزارات عينت الكثيرين من دون استشارتنا، ونحن اكتشفنا الأمر بشكل عرضي". (8).

كذلك حذر المالكي في مهرجان في بغداد من تسلل حزب البعث المنحل للبرلمان المقبل، مطالبا مفوضية الانتخابات بتدقيق سجلات المرشحين.

 

تشابه: نفس المحتوى لكن بمسمى جديد

رغم الفروق أعلاه فأن بعض التكتيكات المستعملة في فرض المعاهدة ستكون مفيدة أيضاً في فرض البعث، وأشهرها التلاعب بالتسميات. والحقيقة أن المرء يستغرب من إصرار البعث على الإحتفاظ باسمه الملوث في ذاكرة العراقيين، بغض النظر عن هدفه النهائي. وفي تقديري أنه إن كانت هناك خطة لتسجيل اختراق كبير للبعث للسلطة فسيكون من خلال التخلي عن الإسم، ومن ثم التهليل لهذا التغيير وكأنه الأمر "الحاسم" والشرط المنتظر، تماماً كخدعة "معاهدة سحب القوات" والتي جعلت حكومة المالكي الناس تتظاهر تحت شعاراتها متصورة أنها تتظاهر من أجل إخراج الأمريكان. ربما أراد الأمريكان ترك هذه النقطة حتى يحين وقتها المناسب الذي يمكنهم من التهليل لها والإستفادة منها لخلق تسونامي موافقات، خاصة إن تم طبخ السياسيين والشعب بحيث يجعلوهم يبحثون عن حل ولو وهمي عن الإرهاب.

من ناحية أخرى فأن "طلائع" البعث تستخدم فعلاً "المسميات" المموهة للإختراق بصمت، حتى يحين موعد الإختراق بضوضاء عالية. فكما يرى النائب عن الائتلاف الموحد سامي العسكري إن تشكيل الحركة الوطنية العراقية يمهد لعودة البعثيين، وأن "الطريقة التي طرحت بها، حتى الكلمات التي ألقيت والأناشيد التي تليت تذكرنا بالحقبة البعثية، وكأن البعثيين عادوا ولكن من خلال أياد علاوي وصالح المطلك بمسمى جديد".

ورغم أن عضو "الحركة الوطنية العراقية" حيدر الملا أبدى استغرابه من الاتهامات الموجهة للحركة بالتمهيد لإعادة البعثيين للحكم، إلا أنه لم ينكر سعي الحركة إلى ضم الشخصيات البعثية، قائلاً: "إن قوانين الإقصاء والاجتثاث استهدفت العمق العراقي ولم تكن الغاية منها سوى تنفيذ أجندات إقليمية على الساحة العراقية".! (13)

 

إذن فعملية إعادة البعث إلى السيطرة على أجهزة الأمن العراقية عملية نشطة مستمرة جرت بشكل خفي غالباً وعلني أحياناً، واستخدمت فيها حتى الآن أساليب مشابهة وأخرى مخالفة للحيل التي استعملت لتمرير الإتفاقية الأمريكية، ووصلت مرحلة في غاية الخطورة. كل هذا جرى بدون اعتراض من المالكي، ولا أحد يعلم إن كان اعتراضه الأخير حقيقياً أم جزء من تمثيلية أمريكية اضطرت إلى سيناريو بديل بعد أن تفاجأت بشدة رفض الناس للمشروع الأمريكي الجديد. فليس لرئيس وزراء ينتهك الدستور أكثر من مرة في تمديد حالة الطواريء وغيرها، وغيرها كثير من الأكاذيب والحيل في توقيع المعاهدات المشبوهة بطرق مشبوهة، ليس لمثل هذا الشخص ثقة إطلاقاً، ومن لايجد صعوبة في تمثيل دور الأب الحنون على السجين أمام الناس في الوقت الذي كان فيه هذا الأخير يتعرض للتعذيب بالكهرباء، لن يجد صعوبة في تمثيل الرفض والإستنكار لما يكون قد وافق عليه.

 

في الجزء التالي سنرى الوسائل المتبعة من قبل الإدارة الأمريكية لتهيئة الجو لإعادة البعث، من بث الرعب في المجتمع العراقي، وتصوير البعث بشكل كاذب كشيء كبير ومخيف، والعمل على دفع السلطة إلى الإنحدار الشديد من أجل تشجيع الناس على قبول البديل الكريه، بل وحتى الضغط على البعثيين بالتعاون مع بعض الجهات البرلمانية لدفعهم إلى الإنظمام الى البرنامج الأمريكي.

 

(1) http://al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/29bth.htm

(2) http://www.albadeal.com/modules.php?name=News&file=article&sid=6016

(3) http://www.doroob.com/?p=20611

(4) http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n20030904.htm

(5) http://www.kurdistan-times.com/content/view/13685/86/

(6)  http://www.iraqoftomorrow.org/index.php?news=70953

(6ب) http://www.yanabeealiraq.com/articles/saeb-khalil250809.htm

(7) http://almalafpress.net/index.php?d=168&id=92481

(8) http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11286&article=541131 

(10) http://www.khabaar.com/news.php?action=view&id=5088

(11) http://www.yanabeealiraq.com/news_folder/n21100917.htm

(12) http://www.iraqoftomorrow.org/iraqiat/73451.html

(13) http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?t=42100

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1218 الاربعاء 04/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم