أقلام حرة

تحالفات وأحزاب ومصالح مشتركة

منذ استلام البعث السلطة في العراق ولحين انهيار نظامه عام 2003  لم يكن لأي حزب نشاط سياسي علني داخل على ارض العراق .

 

كان للدور القمعي الذي مارسه النظام السابق في ملاحقة الاحزاب واضطهادها وزج عناصرها في السجون مما اضطر اغلب عناصر هذه الاحزاب الموجودة على الساحة العراقية الاثر الاكبر في هروب كافة قياداته الى خارج الوطن واكمال الدور النضالي المعارض .

 

ولقد لاحظنا ان اغلب الأحزاب التي تشكلت في المنفى ابان حكم النظام السابق قد عادت الى ارض الوطن بعد انهيار النظام البعثي بعد سقوطه بعد تدخل القوات الأمريكية والدول المتحالفة معها .

 

عادت هذه الاحزاب ولكن بثوب جديد ترتديه  وشعار قومي زائف وهو الارتباط الخارجي لها بالدول التي استضافتها وكأنه دين في  رقبتها فكل حزب او كيان لازالت خيوطه مرتبطة بأسياده خارج البلد .

 

لقد شهد بلدنا تحرر واسع في كافة المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية وشهد نهضة واسعة في الصحافة والإعلام بعد ان كانت محدودة في تلك الحقبة الزمنية على مجموعة من الصحف والمجلات المرتبطة بالحزب الحاكم وقائده الضرورة، فقد اصبح لكل حزب اعلامه الخاص به من قناة فضائية مرئية ومسموعة او صحافة وكذلك شهد العراق ولادة احزاب جديدة ومنظمات مجتمع مدني باعداد كبيرة   .

 

على الرغم من مرور اكثر من 6سنوات على ذلك لكن للأسف لم يقر اي قانون للأحزاب وعملها داخل ارض الوطن،اذا علمنا ان العراق شهد تجربة ديمقراطية واسعة في انتخاب البرلمان وأعطى التضحيات في سبيل إنجاح هذه العملية الديمقراطية وبعد 4 سنوات لم يفلح هذا البرلمان في صياغة قانون الاحزاب وعملها .

 

قد يكون الحزب الشيوعي وحزب الدعوة من أقدم الأحزاب في العراق ولكنها لم تظهر على الساحة العراقية إبان النظام السابق بسبب عنجهية ودكتاتورية النظام السابق وقد تكون هذه الأحزاب غير معروفة للجيل الحالي وماهي الأهداف التي ناضلت لأجلها وماهو برنامجها السياسي .

 

عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي اتهم حزب الدعوة بانه عميل للإيرانيين وربما بسبب كون القيادات لهذا الحزب هم المذهب الشيعي وكذلك اتخاذهم من ايران ملاذ امن بعد مطاردتهم من قبل النظام الدكتاتوري السابق .

 

وكان يعامل اي شخص له ارتباط من قريب او بعيد له صلة بهذا الحزب على انه خائن وعميل،وكذلك اي شخص يراد النيل منه إلصاق تهمة الانتماء لهذا الحزب وزجه غياهب السجون الى يشاء الله  .

 

ولكن للأسف وعلى الرغم من مرور اكثر من 6 سنوات على سقوط الطاغية الا انه لازال الكثير يجهل مبادئ واهداف وبرنامج الحزب على الرغم من استلامه السلطة .

 

نفس الشئ ينطبق على الحزب الشيوعي الذي هو الأخر  وعلى الرغم من انه من الاحزاب العريقة  لاتزال أهدافه وبرنامجه السياسية  مجهولة عند اغلب المواطنين ولم يستطيع هذا الحزب العريق من اثبات وجوده بعد السقوط ولازال يراوح في محله .

 

ولكن ماذا عن الاحزاب التي تأسست بعد سقوط النظام السابق،ما هي الأهداف والبرامج السياسية لها وما هي غاياتها ومن يقف ورائها ماديا ومعنويا .

اخذ البعض من هذه الأحزاب الطابع الديني كغطاء لاهمية هذا الطابع  وتاثيره في الشارع العراقي  ومن المذهبين ويعتبر الورقة الرابحة لكسب ود الشارع العراقي وعلى الرغم من ذلك لم تحقق النجاح الذي أرادت هذه الاحزاب الدينية .

 

والبعض الاخر اتخذ من الطابع القومي الوطني مظلة له للوصل الى قلوب البعض من ابناء شعبنا برفع كافة الشعارات القومية والوطنية وخاصة من يؤمن بافكار ومبادئ قومية تحررية وان كانت تلك زائفة ومع كل هذا لم تلاقي الاقبال المرجو في الشارع العراقي  .

 

ونحن على  أبواب حقبة جديدة في تاريخ العراق الحديث وهي الانتخابات البرلمانية العراقية  التي من المؤمل ان تجري في منتصف الشهر الاول  من العام المقبل، تم خلال هذه الفترة تشكيل كيانات وائتلافات كبيرة وواسعة ومن مختلف الطوائف والقوميات والأقليات  الغاية منها الفوز باكبر عدد من المقاعد في البرلمان وفرض سيطرته عليه والحصول حصة الاسد في الحكومة الجديدة .

 

قد يكون للامتيازات والرواتب المغرية جدا  الممنوحة الى  الرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان والوزراء وحتى المدراء العاميين الدور الاكبر في الكفاح للوصول الى اعلى هرم في السلطة .

 

ربما يصل راتب عضو البرلمان اكثر من 30 مليون دينار وهذا شئ خيالي لم يكن يحلم به اكثر النواب .

 

ان برلماننا الحالي يشغل نفسه في منح اعضائه امتيازات اكثر مما يستحق دون ان ياخذ بنظر الاعتبار ابناء شعبه وماله من حقوق عليه وكيفية توفير وسائل الحياة اللائقة به .

 

ويعتبر منح  جوازات السفر الدبلوماسية لهم ولأفراد عوائلهم ثمان سنوات بعد انتهاء عضويته في البرلمان الا احد تلك الامتيازات التي منحها لنفسه دون وجه حق على الرغم نقضها من قبل رئاسة الجمهورية ثلاث مرات .

 

ولكن هل شغل بال البرلمانيين وكتلهم ابناء الشعب وماهو الدور الذي يجب ان ينهضوا به من اجله وهم من اجلسوهم على كراسي البرلمان بعد ان نزفوا من الدماء انهار.

 

اين المصلحة الوطنية واين ما انتخبتم من اجله هل وضعتم مصلحتكم فوق مصلحة الشعب  وتمنحون انفسكم من امتيازات والشعب يتضور جوعا واعداد الفقراء والمتسولين في تزايد ولايوجد من يوقف زحف الفقر امام ابناء الشعب .

 

ومهما اختلفوا الان وتشتت كياناتهم  الا انهم سوف تجمعهم التحالفات بعد الانتخابات لضمان  الفوز باكبر مقاعد في البرلمان والهرم السلطوي الذي يحكمون به العراق .

 

ويبقى العراقيون ينتظرون الامال والعهود التي قطعها المرشحون على انفسهم ولكن دون جدوى ويختلقون الاعذار لعدم تمكنهم من تنفيذ تلك العهود .

 

علي الزاغيني

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم