أقلام حرة

ماذا تريدون .. ياشياطين الارض

mahdi alsafiلن نعود الى اواخر العهد الامبراطوري العثماني1922، او الى اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم ارض العرب1916، وطريقة انشاء دولة اسرائيل وزرعها في قلب الامة الاسلامية،

بل دعونا نسألكم بصراحة (انتم دول العالم المفترض انه متحضر، امريكا، والاتحاد الاوربي)، ماذا جرى لكم بعد رحيل شرطي الخليج رضا شاه بهلوي، ومجيء الثورة الاسلامية الايرانية 1979-1980، دفعتم بالمعتوه صدام ليحارب الدولة الاسلامية الفتية بشكل همجي، ثم دفعتم دول الخليج الى فتح خزائنهم لادامة ماكنة الحرب العراقية الايرانية، وعندما شعرتم بتقهقر القوات العراقية في عدد من الجبهات، سارعتم الى اعطاء النظام الصدامي الطائفي الاسحلة الكيميائية، والتي استخدمها لضرب الشعب الايراني والعراقي (واذكر جاري الذي اجبره ابوه على الالتحاق بالجبهة، عاد مصابا بالكيماوي فمات بعد عدة ايام قضاها في احد مستشفيات بغداد)،

وانتهت الحرب بمعجزة الهية، فحركتم دول الخليج مرة اخرى لخنق العراق، عبر اغراق الاسواق العالمية بالنفط، فهبطت اسعار النفط الى ادنى مستوياتها، وعلى عادة شقاوات بغداد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عالج الابله المقبور صدام الموقف باحتلال الكويت 1990، ولااعتقد ان هذا الموعد كان صدفة ان يتزامن مع نهاية الحرب الباردة، واعلان بداية القرن الامريكي الجديد

(ولادة النظام العالمي الجديد، الذي يريد ان يقيد حركة العالم التجارية والاقتصادية والادبية والفنية والثقافية والاعلامية والتربوية والدينية، الخ.)،

وقد دمرتم العراق، وسحقتم كل شيء فيه، بما فيهم الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ، بنظام بربري بشع اسميتموه الحصار الاقتصادي (وهو حصار شامل لحياة الانسان العراقي)، وانتظر شعبنا المغلوب على امره بصبر الفرج، وراح يمارس لعبة علبة اعواد الثقاب"..يسقط صدام..ما يسقط..يسقط..مايسقط"، فسقط عام 2003 وانهار نظامه الارهابي بسرعة، بعد ان حركتكم احداث 11سبتمبر الارهابية(والتي تفاجئ العرب والمسلمين بهذا الحادث الرهيب، لانهم يعرفون امكاناتهم جيدا، فهم لايقدرون على فعل كهذا، الا برعاية شيطانية مجهولة)، فسارعت الامبريالية العالمية الى وضع مشروع مابعد صدام وحكومة طالبان"مشروع الشرق الاوسط الجديد"، واستغربنا تحالف نظام بشار الاسد مع انظمة الخليج (وخصوصا الدول العميلة للاجنبي) بفتح حدوده للارهابيين، القادمين بشعار لاشيعة بعد اليوم في العراق، ثم سرعان ماتحول لاشيعة ..ولا علويين.. ولا حزب الله لبنان.. ولا ايرانيين ..بعد اليوم، وايضا زاد استغرابنا وحيرتنا من قوة داعش السحرية، تتقدم على الارض في عدة محاور، تحتل مواقع عسكرية ومدن كاملة، وتسقط طائرات حربية، فضلا عن الهليكوبتر المقاتلة، ثم تنتقل لتحتل مدن كبيرة في العراق، امر غريب ويحمل الكثر من التساؤلات، فالعالم كله ساكت عن مصادر تسليح وتمويل تلك الجماعات المتوحشة، والاكثر غرابة هو اصرار الدول العظمى على اكمال مسيرة الحرب الارهابية في المنطقة (العراق- وسوريا- ولبنان -وايران)، وفوق كل هذا حيكت مؤامرة كبيرة حيال الوضع السياسي الجديد في العراق، ازيح المالكي رئيس الوزراء السابق عن رئاسة الحكومة، بعد ان اعطيت وعود كثيرة لبديله السيد العبادي وبقية الشركاء في العملية السياسية، بفتح ابواب التعاون من اجل تحسين الوضع السياسي الداخلي والخارجي، ودعم الاجهزة الامنية والعسكرية وتطويرها وتدريب افرادها، الا ان المفاجئة التي كانت صادمة لجميع الدول المصدرة للنفط، هي من خلال تأمر بعض دول الخليج لتخفيض اسعار النفط بشكل غير مسبوق، فقد كانت التوقعات تشير الى ان برميل النفط سيصل اعتاب المئة وخمسين دولار، نجده الان يترنح تحت الخمسين دولار، فماذا تريدون منا ...نحن ضحايا الارهاب الدولي الموجه فقط للشعوب المسالمة..

لقد كانت مسيرة باريس المنددة بالارهاب (حادثة صحيفة شارلي ايبدو، الصحيفة السيئة الصيت والسمعة، التي تريد جني الارباح عبر اثارة مشاعر الكراهية بين الاديان) مسيرة عفوية معبرة، لكن تقدمتها بعض الشخصيات المتورطة بالارهاب(كالاردن واسرائيل)، فهل هناك اسرارلانعرفها عن هذه الدوامة الشيطانية الملتفة حول العالم، المندفعة بقوة نحو اجواء التخاصم والتصادم اللاحضاري بين الامم والشعوب والاديان، بغية ادخاله في صراعات دينية وطائفية وعرقية لتغيير نمط الحياة اليومية، ومحاصرة وتقليل المكاسب الانسانية الديمقراطية الرائدة، والسائرة باتجاه تحديد وتقييد الحريات العامة (من اجل احكام القبضة المادية على البشر)، التي كانت اوربا تفتخر بها الى حد قريب، ام لعلها سنن التاريخ والحياة الدائرة...

ماذا تريدون؟

هل تريدون الاكثار من مشاهد قطع الرؤوس، وحوادث اغتصاب النساء، والتفرج على اسواق بيع السبايا، والجرائم الانتحارية، واشاعة الفوضى العالمية، ان كنتم جادين في مشروع اعادة تقسيم المنطقة العربية، وجعلها عبارة عن دويلات صغيرة،

لامانع من ذلك،

ولكن لماذا طرقكم للتغيير دموية الى هذا الحد،

ولماذا بوارجكم العسكرية وحاملات الطائرات الامريكية البريطانية الفرنسية جميعها قادمة للخليج العربي،

هل داعش قوة عظمى لاتقهر،

وانتم اعرف الناس من غيركم بمصادر تمويلهم(تركيا-قطر- السعودية)،

ثم لماذا يا اعضاء الاتحاد الاوربي لانسمع منكم ادانة للوهابية التكفيرية،

لماذا لايحاكم شيوخ داعش (المتواجدين في دول الخليج) بتهم جرائم الحرب والابادة الجماعية، على اعتبار انهم رؤساء تلك الجماعات التكفيرية،

لقد تعبنا من قصص التأمر والمكائد الامبريالية،

ليس ذنبنا اننا نعيش في المنطقة الرخوة التي تجعل تقدمكم اسهل واسرع باتجاه الحدود الروسية الصينية،

متى تصحى الشعوب الاوربية وتنتبه للعبة الشياطين،

ومتى يعرف الشعب الامريكي ان امنه الداخلي لاتهدده مشاكل العالم اليومية،

انما مشاكله مع البنوك الربوية، وشركات الاسهم، والبنك الدولي، وصندوق النقط ومنظمات التجارة العالمية، وحكومته، مع الرأسمالية القبيحة...اخيرا نقول قول الله سبحانه وتعالى

(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) سورة التكوير اية29

هذا قليل من كم هائل من التساؤلات التي لايسألها المواطن الغربي او الامريكي لكم، نحن نطرحها لان الارهاب يقتل شعبنا، ويدمر ارضنا ومزارعنا واوطاننا، اننا لانعرف من اي دين هم.. لكننا نعرف من صنعهم ودفعهم باتجاهنا....

 

مهدي الصافي

في المثقف اليوم