أقلام حرة

الملك سلمان وأردوغان على أبواب الرئيس الأسد ينتظران ساعة ترامب وبوتين فهل من جواب؟!!

و ما ترامب إلا رئيسٌ قد خلت من قبله الرؤساء فلا تسلِّموه مفاتيح الكعبة ولا تعطوه أموال قارون ولا آباره النفطية المنتشرة على خذلانكم في دوائر البترودولار الضيِّقة ولا تعوِّضوا كره شعوبكم لكم  بجبروته فلكم كان نمرود طاغية وسقط بأصغر المخلوقات صريعاً حينما بدأ طنين ودوار الحقيقة المرعب في رأسه ولم يهدأ حتى أسقطه صريعاً فانتظروا يا مشايخة الخليج دوار الحقيقة .......

لم يكن الرئيس الروسي فلادي مير بوتين بآذان أنقرة يستمع إلى صرختها بل كان يصغي لدعاية أردوغان من تل أبيب التي غزت غزَّة ولم يصحو عليها بيت المقدس من دافوس  ومن كان يظنُّ أنَّ عناق الرئيسين جعل الرئيس الروسيّ يأمن جانب أردوغان فهو مبتدئٌ في السياسة وكما نعرف بيت الشعر الشهير القائل إذا ما رأيتَ نيوب الليث بارزة فلا تظُنَّنَ أنَّ الليث يبتسمُ والذي يدلُّ على  أنَّ الرئيس الروسيِّ يمارس السياسة بالسياسة وحين اعتذر أردوغان الرئيس التركيُّ العثمانيّ لم يعتذرْ لأنَّه يحبُّ بوتين بل لأنَّ حلفاءه في الأطلسيِّ خذلوه مرحلياً وهو لا يدري أنَّ الساسة الكبار يريدون تفريغه من شحناته العنترية كي يفهم أنَّ البيادق هي من تنفِّذ دون أن تعترض وكما نعلم من وجهة نظر علم الإنسان أنَّ السياسة هي فنُّ إدارة الحدث والحدثُ هنا على مراحل لعلَّ إحداها مؤتمرات جنيف  في البداية وأهمّها مؤتمرات الأستانة التي بدأت لترسم النهاية والمراحلُ التي اقتضت وفقها ساعة عقد جنيف وأستانة ستوضع على طاولتي ترامب وبوتين فترامب تحدَّث عن المناطق الآمنة ولافروف فهم وتلقَّف الرسالة أنْ في الخفاء ارسموا لنا خارطة المناطق الآمنة كي نحلبَ التيس الخليجيَّ العربيَّ ونفرِّغه من عنترياته ونفطه وكي نجعل أردوغان درساً جديداً كما فعلنا مع الرئيس المصريِّ المنتخب ظاهرياً محمد مرسي !!

يظنُّ من ينظر من بعيد أنَّ ورقة سورية سقطت وأنَّ نار التقسيم ستحرق كلَّ شيء وستنتشر في الزمان والمكان وفي العقول والأرواح والأجساد ولكنَّ الذين يدركون أنَّ السياسة هي البداية الصفرية للمراحل التراكمية يعرفون أنَّ وراء كلِّ نهايةٍ نظنُّها بداية صفريةٌ جديدة تضع كلَّ شيء في فضاء المجهول فلا نقدر على توقُّع شيءٍ أو تصوُّر ما كان وراء عبثيَّة المراحل الماضية كما نظنُّ ونعتقد من منظار مآسينا المتكدسة على الصدور والعقول ....

درع الفرات يبحث عن ممولين فليموِّلوه لكنْ من يدرك أنَّ في درع الفرات أيادٍ ستفتح الباب مدينة الأبواب الحلبية  المدينة التي لم يخترقها الدرع الأردوغانيّ حتَّى الآن وفي طريقهم إليها الجيش السوريّ وحلفاؤه الذين أعلن باسمهم الرئيس السوريُّ الذي كثَّف مقابلاته مع الوفدين البلجيكيّ والروسيّ بعد شائعة مرضه التي حاولوا بها ضرب المعنويات المرتفعة مؤكِّداً أنَّ سورية مع حلفائها ستحرِّرُ كلَّ شبرٍ محتلٍّ وستعيد خارطة سورية كما كانت زاهية مكتملة الملامح فريدة الجمال بل وستعود بها بلاد الشام كبرى لا صغرى بعد اليوم وأنَّه لن يدع الرقة للعثمانيين وهشام بن عبد الملك مازال يتنفَّسُ هواء الرصافة كلَّما ادلهمت حقب العصور والتاريخ .....

ما زال صراع الأقطاب الظاهر يوحِّدُ رؤى القادة على دفن القطب الواحد وفتح النواة للتعدُّدية  لأنَّ ولادة النظام العالميِّ الجديد قد بدأت تدقُّ الأرحام والأبواب فمن لم يلدْ سيلدْ ومن لم تسعفه الولادة الطبيعية سيضطر مرغماً إلى ولادةٍ قيصرية وبوتين لم يعد يخفي عن جبينه علامات الساعة الكبرى وهو ينتظرُ الدابَّة التي لن تقول له كما قال الملك سلمان أنت كافر  بل ستقول له كما قال  يوم أتى النبيَّ محمد عليه الصلاة والسلام العالميّ "إنَّما بُعِثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق " ولكن في مراحلنا ستقول له "يا بوتين أكمل تلقيح العالم بالعدل كي لا يولد مشوَّهاً " فهل يصحُّ حديث الدابّة ويصدق حدسُ بوتين ننتظر ونرى على  أبواب الرئيس الأسد  ؟!!

 

بقلم: ياسين الرزوق - سورية / حماة

في المثقف اليوم