أقلام حرة

المرأة العربية من الخنساء إلى مارلين مونرو هل أُعْتِقت أم زاد كبتها كبتا؟!!

قام سيباويه من تفاصيل اللغة الأم فبحث عن أمٍّ جديدةٍ للُّغات كي يتوِّج المنطقة بما ظهر من اكتمال المعنى واللامعنى في منطقةٍ اختلطت فيها الأنساب بسبب الهجرة والزواج والغزوات وحينما انحدر من بلاد فارس كتب على صدور النسوة لغته الجديدة وتكوينه الجينيّ ما زال يعبث في أفئدة وعقول من دخلوا دوائر القوميَّة الضيِّقة فلم يحفظوا سورة الكهف وما زال تاريخهم باسط ذراعيه بالوصيد وهم يدخلون  سورة النساء لكنَّهم ما زالوا عالقين في مكانهم لأنَّهم لم يجدوا مَحْرماً يرافق عقولهم التي تظنُّ أن جسد المرأة إن اختفى وزادت سدوله السوداء سينقذهم من كلِّ أعورٍ دجَّال وسيغدو الشرف أو ستصبح  العذرية طريقهم الذي سينجيهم من جنَّته التي هي نار وناره التي هي جنَّة كما يزعمون وهنا نبحث عن مارلين مونرو كي لا يبقى الفيلم السينمائيّ العربيّ فظَّاً مبتذلاً في رومانسيته وليغدو هجيناً رقيقاً هادفاً  يفتح للتطوُّر أبوابه وللحداثة نوافذها المشرقة وكي لا ينتحر وراء بطلتنا التي لم تُكدِّس فوق جسدها ركام الخوف من المجتمع وخزعبلات الانقياد القطيعيّ وراء اللاهوت وكتب السياسيين وقراراتهم  وفتاوى  رجال الدين والكنيسة فرسمت به لوحات جمالٍ لم ينطفئ وهي تزيد جرعة الرسائل السياسية فما كان من الساسة إلا أن أغرقوها بمهدِّئات مصيرها المحتوم وهي تكتب رسائل انتحارها وتسير دون أن تدري إلى حتفها بعد أن غنَّت ل جون كينيدي أغنية اغتياله القادم !!.......

لا بدَّ للأنثى العربيَّة أن تخلق ميلادها الذي يبحث عن روحها ولن يبقى مخفيَّاً بسدول جسدها الخائف من عتقه ولتكتب رسائل شرقيَّتنا بصدقٍ كي لا يُصدِّق الرجل المسلم الشرقيَّ أنَّ الإسلام كما فهمه قد حفظ حقوق المرأة وصان شرفها وإذا كان الشرفُ يفتقد بافتضاض غشاء بكارة المرأة دون عقد زواج فلماذا الرجل الشرقيّ إذاً يتاجر بشرف النساء الأخريات ويفرمل ويدَّعي الشرف ويذبح ويصعد الدم إلى رأسه عندما يكون لأمِّه أو أخته أو زوجته صديقاً ولم يعرف أنَّ الرجل الذي يبحث في المرأة عن عذريتها ما زال فكره عالقاً في بقعة الدم التي تغزو لياليه الحمراء

في سورة "يس" تتحدَّث الآيات وتقول "إنَّ أصحاب الجنَّة اليوم في شغلٍ فاكهون , هم وأزواجهم في ظلالٍ على الأرائك متَّكئون " فإذا كان التفسير هو أنَّ الرجال الصالحين سوف يُشْغلون بافتضاض الأبكار فبِمَ ستُشغلُ النساء الصالحات وهل ستكون الأسرَّةُ لجمهرةٍ من الرجال والنساء الصالحات يفتضُّون بكارة أرواحهم قبل بكارة أجسادهم؟!!

على المرأة أن تخرج النصَّ الدينيَّ من ذكورته كي تخرج الرجل من عنتريَّته الفارغة وعلى الرجل أن يكتب نصَّ المرأة الحرّ كي يدرك أنوثتها وعتقها فلا يبقيان على مسافة النفاق كلٌّ يكذبُ على الآخر وليعلم كلُّ رجلٍ أنَّ المرأة هي التي تخلق الرجال قبل أنْ يتملَّكوها فهل تخلقهم عبيداً أم أحراراً؟!! نرجو إعادة صياغة فهم العلاقة بين الرجل والمرأة ولتكن النشوة واللذَّة والشهوة مصطلحاتٍ تزيد جرعة وعينا ولا تأسرنا في مؤسَّسات نسبٍ بل تعتقنا في فضاء حبٍّ وعتق لا تكدِّر عيشه النزوات العابرة والشهوات المارَّة والعلاقات الدونية أوليس عيسى عليه السلام الذي قال عندما رأى امرأةً تُرجم قولته الشهيرة "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر " فلا تفسِّروا الفاحشة على هواكم ودعوا المرأة تدلكم على اعتناقها كي تنجيكم من كلِّ عورة سرقتكم ولتسمعوا ما قاله الشاعر السوريُّ "ياسين الرزوق __ زيوس " منادياً المرأة كي تتعرى من سدول الخوف:

تَعَرَّيْ تحت ليلكِ وانتشي عتْقــا...... فَعُريك في بلادي يعتق الصدقا

دعي حُجب الديانات التي تُشقي ...... فعريك فيض أنوارٍ من الفسق

 

بقلم: الكاتب السوريِّ "ياسين الرزوق __ زيوس "

في المثقف اليوم