أقلام حرة

حزبُ الله أم حزب اللات سؤالٌ يتعالى بين الوطنية والخيانة على منابر العروبة التي كانت بكر!!!

حزب الله الخائن وحزب اللات الوطنيّ  يتصارعان  أمام عيون بوذا بينما يشوى الناس الآمنون بنيران التشيُّع والتسنن مخلصين الدين لنظام ولاية الفقيه ولمؤسَّسات وأحزاب الفتاوى الوهابية والإخونجية بغضِّ النظر عمَّا نراه في الاتجاهين لكنَّنا نتحدَّث عن زمر العوام وانجرارهم بما يفقدهم أدنى معاني تفكيرهم وحريَّتهم  وها نحن نرى  تمثال الحريَّة ينزف من واشنطن بعد أن قُطِع رأسه وتدحرج مع رؤوس مَنْ أقصاهم ترامب باسم الدين الحنيف عن فضاء الإنسان ووضعهم في قمقمٍ ربَّما لا مفرَّ منه إلا بالتشدُّد والإرهاب فالقصور لا يُنْزعُ قسراً بل علينا العمل على جعله يتلاشى رويداً رويداً وأحد أهمِّ أركان قصورنا الإذعان المطلق لمشاريع أميركا وإسرائيل الصهيونية  وتصويرهما بما يخالف ما ندَّعي أنَّنا نؤمن به على أنَّهما قدرٌ لا يتزحزح عن رسم مصائرنا   !!

حزبُ الله تأسَّس كحركة مقاومة برزت بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982 واكتسبت مشروعيتها الشعبية والوطنيَّة بعد أن هيَّأت البيئة الخصبة لأفكاره العقائدية الثورة الإسلامية الشيعية  في إيران عام 1979 التي كانت الداعم لما يسميه التحالف السني العربي في المنطقة أو ما يسميه محور الاعتدال ونسميه نحن محور الخنوع والاستسلام الذي جرَّ صدَّام الرئيس العراقيَّ البعثي العلماني إلى أشدِّ صراعٍ أنهك العراق التي تفتت بعد الاحتلال الأميركيِّ وتحاول شدَّ أزرها اليوم من جديد بطرد داعش من آخر معاقلها في الموصل وإيران التي ما زالت بعبع دول الخليج الذي لن توقفه أميركا حتى تحلب آخر قطرة نفطٍ وتستثمر آخر نقطة دمٍ عربيٍّ وتسحب آخر رصيدٍ لهم في دول العالم   بالمنظمَّات الإرهابية المتطرِّفة أو المنظمات الشيطانية التي تزعزع استقرار هذه المنطقة بينما هي في واقع الأمر منظمَّات مشروعة تقاوم الاحتلال الغاصب و تطالب بحقوقها وتحاول تكوين كيان مستقل لا يروق لزعماء التطبيع وروَّاد الخج إلى تلِّ أبيب يحدِّد وجوه وهويَّات  بلدانها المستقلَّة الدول الأعضاء في الأمم المتحدَّة لكنَّ الصراع بات واضحاً على المشروع واللا مشروع على الهُويَّة واللا هويَّة على الاستقلال والتبعيَّة والأنكى من ذلك أنَّ من يحاربون حزب الله بعد أن نجحوا في عزل حماس وشدِّها بالعقيدة السنية الأخونجية بحجَّة الانتصار للشعب السوريّ ورأس الحربة فيهم دول الخليج بأنظمتها المارقة التي تتحدَّث عن ديمقراطيات مزعومة تفصِّلها على مقاسها ويتهمونه بذبح الشعب السوريِّ هم أنفسهم يذبحون الشعب اليمنيِّ بحجة دعم الشرعية ومحاربة أنصار الحوثي الذي وصل إلى معاقلهم بالصواريخ الإيرانية  ويدفنون أيَّ بصيص أمل تحاول أن تبزغ منه القضيَّة الفلسطينية ويلتفون على أيِّ محاولة صادقة لحل في سورية ينقذ الشعب السوريّ ويوقف شلال دمائه وهم من يمارسون ضدَّه أعتى أنواع العنصريَّة والتجويع  والتمييز حتَّى ضربوا كلَّ معاني الأنسنة في العصر الحديث إنَّه النفاق المصحوب بالازدواجية المفضوحة والانتقائية الفاضحة !!

باتت لعبة الشعوب هي المطيَّةُ التي يركبها كلُّ بهلوانٍ  سياسيٍّ في المنطقة العربية خصوصاً وفي العالم عموماً وباتت لقمة الشعوب هي اللقمة التي تعيش عليها الدعايات الكاذبة البرَّاقة في كلِّ محفلٍ انتخابيٍّ ولم يعد المواطنُ يسعى إلى  أن يقتنع بما يسمع بل بات يُصِمُّ أذنيه ويضع صوته مع من يُسْكِتُ صراخ أبنائه الجائعين ويطفئ نيران شهواته المكبوتة !!

 لكم كان المتنبي صادقاً حينما قال فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ ... تكسَّرت النصالُ على النصال , لعلَّ ما يجري جعل الشعوب العربية غير مباليةٍ ولم تعد تكترث بكثرة المصائب وانهمارها, فهل من زعيمٍ عربيٍّ اقتلع من قلبها سهام الأعادي المسمومة  وهل هناك مَن بات يصدِّق أنَّ رأسها المُدبَّب حزب الله وإيران وأنَّ  قوسها الرئيس السوريِّ بشار الأسد هذه المقولةٌ التي يردِّدها المستذئبون على الحق العربان المارقون من مشيخاتهم ليمطرنا الدم من قاسيون ونحن نردِّد في كلِّ كذبة في حزب البعث  بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصر فتطوان ...و ننشدُ منادين... يا شباب العرب هيَّا وانطلق يا موكبي ... وارفع الصوت قويَّا عاش بعث العربِ !!!

 

بقلم ياسين الرزوق - سورية

في المثقف اليوم