أقلام حرة

ستيفان دي مستورا يُقْرئُ الشعبَ السوريَّ الجوع و التقسيم و يبشِّره بالآخرة و حسن المآب !!

ستيفان دي مستورا تتأرجح نواياه الخبيثة كي تصيب مهما خابت نزعات تقسيم سورية التي وُظِّف لكي يُروِّجَ لها باسم الأمم المتَّحدة التي تُؤسِّسُ لشريعة الغاب و لا تبحث كما تدَّعي عن انتشال الإنسان من مصافي الذبح و الجوع و التدمير الممنهج و الدليل العين الانتقائيَّة التي تنظر من خلالها إلى الأمور فحيث تقتضي اللعبة الأمميَّة المتاجرة بالإنسان و ملفاته يتمُّ تسليط الضوء بشكل دراماتيكي و عدواني واضح على من يريدون بينما يغضُّون البصر عن الأنظمة التي ما هي إلا حمائم السلام إن كانت مصالحهم تقتضي التحليق بأجنحتها إلى أماكن شاهقة من القتل و التخريب و التدمير الممنهج و المقصود لدولٍ بعينها في المنطقة العربيَّة و لكم أن توازنوا بين اليمن و سورية و البحرين لتروا بأمِّ أعينكم صفاقة و نذالة الخطاب الإعلامي الرسمي لأنظمة البترودولار  !!!..........

دي مستورا حصان طروادة الذي يحاولون من خلاله تغيير هوية الوطن السوري من وطنٍ موحَّد إلى وطن تمزِّقه قرارات تحاولُ شقَّ صفِّ الداخل الوطنيّ قبل الخارج العميل التابع لكلِّ أجهزة الاستخبارات العالميَّة و من يركبون حصان طروادة السيِّد دي مستورا و يظنُّون أنَّ رحلتهم الدمويَّة على رؤوس أبنائنا و جنودنا المُقطَّعة ستوصلهم إلى مرادهم في دمشق  ما زالوا واهمين لأنَّ الجمهورية العربية السورية  مهما كانت أخطاء السلطة داخلها قاتلة فلن يكون المسوِّغ بتسليمها لقطعان لا تفقه في السياسة و لا حتَّى في برسيم الحمير كافياً أمام شعوب المنطقة و العالم مهما كانت وسائل شيطنة الدولة السورية بأشخاصها و مؤسساتها سارية و بقوة فمفاهيم العالم الحديث و الدول المُتحضِّرة التي تمنع الحجاب في فرنسا و تمنع دخول المسلمين إلى أميركا بانتقائيتها تريد العودة بدولنا إلى العصور الحجرية و تريد العودة بالنساء إلى عصور الجواري و كأنَّ من يبحثون عن الديمقراطية في بلداننا يريدون جعلها بوابّة جديدة إلى استعمارٍ من نوعٍ آخر تحت بند حريَّة المعتقد الذي إذا ما سرى بتفسيرات المغرضين المتلاعبين  بالقاصرين سيحرق كلَّ معنىً حقيقيّ للديمقراطيَّة التي ستجتثُّ الإنسان من مذهبه و ستقصي المرأة عن أنوثتها و ستبعد الأنظار عن كلِّ من يستعمرون البلدان طالما أنَّ الخليفة المتربِّع على عرشه ديمقراطيَّاً و إلى ما شاءت الآلهة يرى في ذلك مصلحة الإسلام و المسلمين !!....

عندما تتجوَّلُ بين كتائب القطعان المسلَّحة و تجد أسماء السلاطين العثمانيين مطْلقةً عليها  تستبشرُ بكلِّ ما فيك من تشاؤم بأنَّ بشراك تحت سقف الأمم المُتَّحدة لن تجلب لك إلا النوائب و المصائب و أنَّ الوثوق باللعبة الأمميَّة لن يقودك إلا إلى المهالك و ذات مرة حدَّثني مناضلٌ حاقد يؤمن بكلِّ شيء إلا بسورية بل يؤمن بدفنها تحت سلطة الدين فالدين عنده عابرٌ للجغرافية  من الحولة في حمص و قال لي يا من تدَّعون الاستقلال و أنتم تحت بسطار سيادته كيف يطير الصهاينة بطائراتهم فوق قصور رئيسكم المُشيَّدة و لا يرد و كيف ترون أردوغان يصول و يجول في الدولة السوريَّة التي تدَّعون استقلالها و تتركونه فَأَرُونا بطولاتكم عليه فقلت له في لعبة السياسة ندير الحدث بفنِّ الذكاء و المراوغة لا بالحماقة و الحقد و يا من تتحدَّثُ عن الاستقلال كيف ترضى أنْ تكون من قطعان أردوغان التي تدمِّر البلد من الداخل و دون أن تعي ما هي خفايا السياسة و تدّعي أنَّ إيران محتلَّةٌ مجوسيّة بينما تروِّجُ للفتح الأردوغانيِّ المزعوم الذي لو قدر أن يحتلَّ دمشق لما قصَّر أو تردَّد و قلتُ له يكفينا بلاءً أنَّكم سوريون بالهُويَّة  لا سوريون بالانتماء و نحن لا ننتمي إلى بساطير تدوسكم بل إلى مؤسساتٍ لن نتنازل عنها للعثمانيين الجُدد و لو كان رئيس الجمهوريَّة العربيَّة السورية عميلاً لإسرائيل لما أفلتوا قطعانكم الحاقدة كي تصول و تجول و تفتِّت البلد من الداخل باسم السلاطين و الملوك و العربان الذين هم من أعزِّ حلفاء إسرائيل و لو وجدوا فيكم رجال دولة لا بيادق و كراكوزات و وجوهاً مسخاً لأبشع صور التديُّن و التبعية  و الجهاد الغرائزيّ لا تستطيع حتَّى  حكم أنفسها و لو سمحت لهم التوازنات الدولية لما قصَّروا في ضرب الرئيس الأسد حماه الله كي يؤسِّس لمنطقة متوازنة نوعاً ما يعيش فيها الإنسان مواطناً حرَّاً لا غريباً تابعاً !!.....

عندما قال علي شريعتي "لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام " لم يكنْ يجلس و هو يأكل الكافيار بل كان يبحث عن ثورة الشعوب الفقيرة التي غذاؤها النور و شرابها التنوير و هواؤها النقاء و لم يكن غارقاً في شمبانيا الانتصار الوهميِّ على دماء الناس و لقمة عيشهم بل كان ينتقل من مدى إلى آخر كي يلتقي بالباحثين عن شمس الإنسان و لم يسقط علي شريعتي بل  سقطت الثورات الدينية  لأنَّها شموليَّةً تؤمن بأنَّ الله في السماء و تتجاهل أنَّ منظار الله غير المرئيِّ و منظوره  هو الإنسان العاقلُ في الأرض فمن سيرسم عرش السماء و الله ما زال متناثراً نذروه على أوهام الآخرة !!!!

 

بقلم: الكاتب السوريّ: ياسين الرزُّوق

 

في المثقف اليوم