أقلام حرة

من شاطئ الراحة هيئة تحرير الشَّام ما زالت تلقي قصيدة الملك وسورة الطغيان !!

هيئة تحرير الشام هي ذراع طولى للإرهاب تأسَّست إثر انعقاد مؤتمر أستانا  تتحدَّث باسم الشعب السوريّ وتنسب لنفسها إكمال مشوار الثورة السوريّة حتَّى الانتصار على الأعداء الذين في طليعتهم النظام النصيريّ الكافر كما نرى قادتها يعلنون ويتبجَّحون والمؤامرات التي تمرُّ بها هذه الثورة المجيدة التي تتبِّعُ قاعدة "اذبحْ تسدْ" وتمضي بالوطن السوريِّ إلى مكانٍ لا تحمد عقباه من الإرهاب الفكريِّ والرهاب العقائديّ والاجتماعيِّ والإنسانيِّ  !!! ............

هنا نتساءل هل الخلل في البنية الاجتماعيّة هو ما يجرُّ خرِّيجي جامعةٍ من المهندسين والأطباء وغيرهم ومنهم من كانوا معنا في دائرة الزمالة للالتحاق بصفوف تنظيماتٍ لا يمكننا سحق حاضنتها الاجتماعيَّة بقدر ما يمكننا تعميق التساؤلات عن شروخٍ لم تستطعْ الدولة بكلِّ أجهزتها السياسيَّة والأمنية وبكلِّ مؤسَّساتها الثقافيَّة والحزبية وبكلِّ جمعياتها العامة والخاصة أنْ تَجْبُرها وتتلافاها ولحدِّ الآن لا جوابَ يلوحُ في الأفق فالمعارضةُ للإرهاب لا تعني الانجرار القطيعيّ في مكانٍ آخر خلف مفاهيم مختلطة تجعل الإخلاص يتجاوز معايير بقاء المؤسَّسة بل ويسبقها إلى حيث يجعلها على حافَّة الانهيار نتحدَّثُ طبعاً عن الإخلاص الذي لا يُمأسِّسُ أفكار الشخص والقائد بقدر ما يسقطُ القائدَ في زلّات قراراته دون مأسسةٍ تقيه السقوط المبكِّر بتراكماتٍ لم نُزِلْ ركامها عن عقولنا وووجداننا !!

تنهمرُ النظريات على الوطن السوريّ ويتصدَّى كلُّ مفكِّرٍ أو أديبٍ أو عالمٍ مدافعاً عن نظرياته الوجوديّة واللاوجوديَّة فتترجَّلُ أبو ظبي من شاطئ الراحة ببرنامجها الشهير كما يُعلنُ مؤيِّدوها  "أمير الشعراء " لتبقي اللغة العربيَّة صامدةً فلا تندثر وكيف تندثرُ وهي  لغة القرآن الذي ربَّما بات مهجورا ؟!! , بينما ينبطحُ القائمون بالأعمال  الخليجيون في أماكن كثيرة ليس لإسقاط اللغة العربيَّة فحسب بل لإسقاط الأمَّة التي من المفترض أنَّها عربيَّة فمنْ مبادراتٍ ميتة إلى تطبيعٍ هزيل إلى قوانين مُذلَّة كجاستا تفقدُ القائمين بالأعمال العرب حتَّى وجودهم القانونيِّ على عرش الأمَّة التي يتاجرون بشعوبها وبممتلكاتها ويزايدون بقضاياها علناً على شعوبٍ وقادةٍ آخرين بلغةٍ باتت ليست عربيَّة وليست فارسيَّة بل باتت عبريةً ممجوجة ولعلَّ إسقاط كلمة العرب عنهم بات مشروعاً في ظلِّ ما يفعلون من انتهاكاتٍ وسرقاتٍ للقضايا العربية وللثروات العربية كي تختمر مخطَّطاتهم في تنفيذ مآرب أعداء الأمَّة وليس في تلقُّف أفكار الشعوب وقراءتها كي يتمَّ تصويبها باتجاه الأنسنة لا الوحشية المفرطة وباتجاه استيعاب الآخر واحتضانه لا نبذه والنفور منه مما يخلقُ حالاتٍ غير محمودة من الأحقاد المستعرة والآفات الضغائنيَّة التكفيريَّة الطائفيَّة في منطقةٍ على قادتها والقائمين عليها إخراجها من العيش المشترك الإجباريِّ إلى التعايش الطبيعيِّ الذي يرى كلُّ فردٍ من خلاله بوادر انهيار الأمَّة بإهانة أخيه الإنسان ضمن رقعته الوطنية  لا أخيه من دينه أو طائفته أو مذهبه أو قبيلته عابراً ومتجاوزاً قوميَّته ووطنه وليته عبرها بشكلٍ إنسانيِّ بل باصطفافٍ غرائزيٍّ غير مقوننٍ أصلاً إلا في لعبة الصراعات والنفوذ التي تشرعنُ ما تشرعن في سبيل جذب أطراف أكثر إلى دوائر الصراع حيث لا صوت للعقل ولا للضمير الإنسانيّ وليتهم استشهدوا بتلك الآية التي تؤكِّدُ أنَّ "كلَّ نفسٍ بما كسبت رهينة" وتجعلُ القانون فوق الجميع فلا صيحة إلا للحقيقة والعمل في الحساب والجزاء لا للحسب والنسب والدين والطائفة والقبيلة   "فإذا جاءت الصَّاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"

منظومةُ المقاومة ربَّما تلعبُ لعبةً فيها من الغرائزيَّة الدينيَّة ما يسعفُ الحشودَ التي تتحرَّكُ معها في سبيل النصر فمن ما زال ينادي يا عليُّ ويا زينبُ لن نلومه ونحن نرى سقطات "الله أكبر " مع كلِّ رأسٍ يقطع وتقطعُ معه أواصرُ الإنسانيَّة التي تكادُ تتداعى في محافل الساسة البراغماتيين ومن يصدحُ في شاطى الراحة شعراً عليه أنْ يصرخ في الأمم المتحدة كما صرخ الشاعر السوريّ "ياسين الرزوق زيوس "

أنا صنمٌ وأديان الورى جرحي ... فلا تــدعوا الديانــةَ حيَّةً توحي!!

 

بقلم الكاتب المهندس: ياسين الرزوق زيوس

سورية - حماة

 

 

 

في المثقف اليوم