أقلام حرة

من واوا هيفا وهبي إلى كوول ميريام كلينك ما زالت الأمَّة تَتقدَّمُ بمؤخِّراتها الملتهبة !!

كول ميريام كلينك الشقراء يهزُّ الشباك العربيَّة من أقصاها إلى أقصاها ومساحة المرمى العربيّ تعدَّت خصر ميريام كلينك وأصبحت  ممتدَّةً على كلِّ خصور الراقصات والفنَّانات الاستعراضيَّات في منطقتنا العربيَّة وحتَّى الإسلامية الملتهبة بالحرب المشتعلة بنيران الشهوة والجنس والشبق ولعلَّ أقصى ما يمكننا ممارسته في هذه المنطقة المحصورة المنفلتة  المكبوتة علناً هو العهر السياسي فممارسة العهر السياسيّ هي سمةٌ لم يسبقنا إليها أحد ولن يقدر على تخطِّينا ولو  تعلَّم كلَّ فنون العهر ويوم كان الواوا يؤلمُ هيفا وهبي كانت تُربِّتُ عليها أيادي الساسة الأتراك الحانية التي لم تبخلْ عليها بجنسية الدولة التركيَّة وبتوصية مباشرة من السلطان الذي يرقص في برلمان دولته  كي يسرق قبَّته ويضعها فوق قصره الرئاسيّ لتمطر بلده أشعار الديمقراطية الزائفة وأغنياتها العاهرة التي يمطرنا  بها ليلاً نهاراً في سورية وهو يزيد جرعات العهر السياسيِّ مع هيفا وهبي ويبثُّها في عقول حُكَّامنا  ولعلَّ ميريام كلينك هي النجمة القادمة التي ستحظى بكلِّ جنسيات الإسلام السياسيّ بل وستستفزُّ كلَّ فتاواه على أسرَّة الراغبين والحالمين بمضاجعة الهفوات السياسيّة التي تُكْثرُ من المحلِّلين اللقطاء ومن المبتذلين والمبتذلات على كلِّ الصُعُدِ التي لا تسعفُ المواطن المنهك بقدر ما تُسكنُّه وتخدِّره ليبقى بعيداً عن قضايا أمَّته المصيريَّة فتغدو ساحاتها مفتوحة ليرقصَ فيها من هبَّ ودبَّ من الطامعين بها ومن الراغبين بابتلاعها أو ربَّما تعبئة مرامي فناناتها وهي ما زالت تُمحِّصُ لعناتها وتنبشُ خلافاتها وتستعدي وجودها في كلِّ الكتب السماويَّة !!!

 أيَّتها العربيَّات أيُّها العرب السلام عليكم أجمعين أمَّا بعد  دعوا ميريام كلينيك تتنَّفس ففستان أحلام شاغلُ الدنيا ومشعلُ البرامج الساحرة التي لم تغفل عنها أعين محمود عبَّاس "أبي مازن " وهو ينتظرُ فوز يعقوب شاهين على أحرِّ من الجمر وعلى صفحات شاعر الأسيتون المبجَّل يسر دولي وعلى نسمات شاعر الطفولة معاوية كوجان الموقَّر وعلى أنغام الموسيقار المسرحيّ مصطفى الصمودي الصادق الصدوق وعلى مسمع الدكتور حسن حميد المجيد الذي لا حدود لاحترامه   كي يشعل أروقة اليونيسكو بالسلام المنتظر مع الصهاينة وكي يسرق من جمهورهم الساحات بكلِّ أغنيةٍ ساحرة من بطل أراب أيدول في الموسم الرابع علَّه يستطيع إنقاذ القضيَّة الفلسطينيَّة من إخفاقاتها منذ أوسلو ويلمُّ شتات الفلسطينيين والعرب ويوقف مدَّ الاستيطان الذي ينتقلُ من رقعات الجغرافيا إلى مساحات العقول العربية التي فقدت الاستقلاليَّة والمنهجيَّة  جمعاء !!

جحافل ال م بي سي تتحرَّك لا لُتَحرِّر مساحات الجهل الجاثمة على عقول الشعوب العربيَّة وعلى وجدانها  بل لترسِّخ بالمسلسلات التركية المترجمة وغيرها من الهندية والمكسيكيَّة كلَّ أبجديات التبعية السياسية والثقافية والاقتصادية وهنا نؤكد أنَّنا لسنا ضدَّ التنافذ الثقافيّ فالتنافذ الثقافيُّ هو بوَّابةٌ تفتح علينا آفاق البناء والتغيير وتقلِّصُ فجوات الجهل والتخلُّف تجاه المرأة قبل الرجل وتجاه الدين قبل الإلحاد وتجاه النار قبل الماء وحينما نأسفُ على اصطفافات عزمي بشارة وغيره ممن يحسبون على المفكِّرين في منطقتنا التي تكاد تنضب منهم وقت الحاجة وهو الذي قال "عليك أن تثبت أنَّك إسرائيلي الولاء حتَّى يسمحوا لك أن تقيم في فلسطين " فلأنَّنا نرى هؤلاء المفكرين أنفسهم يسقطون في بؤر الولاءات المدمِّرة والتحالفات الهدَّامة والمُفتِّتة للأمَّة التي يقولون عنها أنَّها محمّدَيَّة ومحمَّدٌ عليه الصلاة والسلام ينقلُ عنه الحديث الشهير "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتعاطفهم وتراحمهم مثلُ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحمَّى "

في النهاية أنت في البلاد العربيَّة عليك أن تدرك منذ الآن أنَّ كلَّ كووولٍ عربيٍّ في مرمى ميريام كلينك يدخلك الجنَّة وليس على وزير الإعلام اللبناني من حرج فإذا كان  قد أدرك الشوطين الأول والثاني والوقتين الإضافيين وضربات الجزاء الترجيحيّة فلا بدّ أنه قد أحرز أهداف كثيرة في مرمى ميريام كلينك ولا داعي أن يقول عن أهدافه أنّها تسلل أو بالخطأ بل ليته يصرِّح أنَّ أمَّةَ أنجبت هيفا وهبي وفيفي عبدو ونجوى فؤاد ونسرين طافش  وميريام كلينك ووضعت مؤخراتهنّ في المقدمة عليها أن لا تبحث عن دورها المفقود الذي ربَّما يولد يوما  !!!

 

بقلم الكاتب المهندس: ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

في المثقف اليوم