أقلام حرة

الحكومة الإيرانية جميلة بلا مكياج ولولا "السنامكي" الحكومة السورية "بتبكي" !

yasin alrazukكانت تبكي في ليلة القدر وهي تبحث عن فارس أحلامها الذي لم يُخلق بعد أو لربَّما ما زال مطوياً في الكتب المقدَّسة وها هي قد تجهَّزت بكل ما في الأسواق لكن أسواق الدراويش من "السنامكي " الذي لولاه كانت الحالة "بتبكي " !

وأخذت تعالج الشعر وتزيل حب الشباب و تعمل على ريجيم قاسٍ كي تقلل من وزنها ومن الشحوم الزائدة ومن الديفوهات الملعونة وبقيت كذلك حتى قرأت "إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر ؟!* ليلة القدرخيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر!* سلامٌ هي حتَّى مطلع الفجر* " ! فاشتعل النور في وجهها بعد طول ظلمات وصارت كالحكومة السورية بكلِّ أسفارها المحمولة وغير المحمولة لكن ليست كمثل الحمار تحمل أسفارا بل كمثل الذئب المفترس تنشد أشعارا عاطفية وطنية وضَّاءة مشرقة بهيجة تشرق ببسمات المواطنين وبجراحهم المفتوحة وبأكاذيبهم المفضوحة وبصدقهم المنتفخ أو المنفوخ حتَّى يكاد يغرينا أن ننزل مصاحف التغيير في كلِّ ليلةٍ لا ندري أهي القدَر الأحمق الخطى أم القدْر الذي يخلق المساواة بالمواطنة لا بتغييبها وبالمعادلة التي تحتمل أطرافاً لا يغزوها أو يلغيها أو يتجاوزها طرف واحد يلعنها ويجعل من حلولها مستحيلة بل ويلغي المعادلة وأطرافها من الأساس فعن أية حكومة تجميلية تتحدثون يا أصحاب "السنامكي" ؟!!.......................

ها هي الحكومة الإيرانية التي لا تحتاج "السنامكي" بكلِّ تداخلات أطرافها في معادلات العالم برمته من المتشددين المحافظين إلى الإصلاحيين المعتدلين إلى الشاهنشاهيين تثبت من جديد أنَّ اختراقها داخلياً من أصعب المعادلات في المنطقة بل ومن أصعب النظريات التي لن يجدوا سبيلاً إلى تفسيرها ما دام كلَّ التنوع العرقي أو الإثني والديني في داخلها الذي حاولت تحريكه أميركا وأذنابها في المنطقة العربية لم يعد أو يرتد وبالاً عليها بل إن محاولة اختراقها جعلت هذا التنوع حائط صدٍّ لا مثيل له وهنا لا ننفي مهنية الإعلامي الإيراني والمحلل الإيراني والقارئ الإيراني والباحث الإيراني والكاتب الإيراني وكذا العالم والشاعر والفنان وكل مبدعٍ رفع علم بلاده في وجه زمرٍ حاولت دسَّ السم في العسل باسم الحرية والديمقراطية فلم تنل إلا الخسران وخاب أملها وارتدت على أعقابها خاسرة تجرُّ أذيال الخيبة بينما في بلادنا رأينا النقيض تماماً لأنَّ شعوب منطقتنا الحاقدة التي تسرقها العواطف المزيفة والاستثارات الخارجية بخطابات أكل عليها الدهر وشرب ومع ذلك لم تمت عندنا ما زالت عاجزة عن التفريق بين الكاره وبين المحب وبين العدو وبين الصديق وبين الحليف وبين المستعمر !!................

فما أحيلاه نظام الملالي عندما يُفرق بين ليلة القدر وليلة القهر وما أقبحه نظام البلاي بوي حينما لا يفرق بين النسوة إلا بالخلفيات المنتفخة وبحمالات الصدور الطائرة وما أجمل النسوة في بلدٍ تتطاير حكوماته في ملكوت التجهيل المقدس وفي لاهوت السنامكي كل منام تتداخل فيه المعارك كما قال الرب في الأنفال "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" فهل من نافلةٍ أشهى من الانتصار لحكوماتنا المقدسة في كلِّ شهرٍ وفي كلِّ معركة هي العمر اليتيم وما لليتامى من وليّ ولا من نصير ؟!!

 

بقلم: ياسين الرزوق زيوس - سورية حماة

 

 

في المثقف اليوم