أقلام حرة

قبسٌ من آيات سوتشي وهدى الوطنية التائهة في المؤتمرات!

yasin alrazukكنت في الشركة العامة لمصفاة حمص أتبخّر مع السراب لأتجمد دونما بخار في مناوبة الليل والصقيع الوطني والسياسي والاجتماعي والمؤسساتي والنقابي والطبابي والهندسي والفكري والفني والاقتصادي رغم كل ما يجري من تسخين ممنهج سواء كان طائفياً أم مذهبياً أم عشائرياً أم مناطقياً  لأن خطوط البخار معطلة كما خطوط السياسات وكما السياسات تزخر بالأكاذيب كذلك الصيانات تزخر بالكاذبين فمن يصون خطوط السياسة كي ننعم بأبخرتها ومن يصون خطوط البخار كي لا تتلاشى أو تتبخر  بقايا حرارتنا وأحلامنا الداخلية؟!

الحرارة التي تُحَفّزنا أن نسير عكس التيار هذا إذا ما افترضنا أن تياراً بعينه هناك  سارياً في تداخلات المعنى واللا معنى التي  لم أنتفض فيها من داخل حزب البعث لأكون عضواً في هيئة العمل الديمقراطي أمارس مع محمود مرعي فنون الفقدان وما أدراك ما الفقدان فقدان العمل الحقوقي والإنساني على الصعد الأهم السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية وفق المسارين الديني واللا ديني.....

نعم سقط المدرك وتداعت خلفيات السياسة في مقدمات الولادة الجديدة في سورية وأمسكت روسيا زمام سوتشي لتقول للعالم برمته لقد بدأت التفافات المحاور تنحني وعليها أن تدرك بمرونة الشجعان استدارتها وإلا كسرت على صخرة سورية الدولة الواعدة في مستقبل يبدو مظلماً لمن لا يفقه من الظلمات إلا أبعادها السوداء ومشرقاً لمن يعرف أن الظلمات السياسية الشديدة هي المبشر الأول بانفراجات قادمة لا محالة وما سوتشي إلا المسمار الذي يُدق في نعش المشاريع الاستعمارية التي باتت على فراش الموت وما زال لقطاؤها من معارضات الرياض ومن أقاصي المنصات كلها يبثون إشاعات حياتها وإشاعات كيانها الصلب الذي بات هشاً إلى أبعد الدرجات....

 والفرق بين حلفاء سورية وحلفاء أعداء سورية أن حلفاءها يريدون إنزال الوليد السياسي من رأسه بشكل سلس طولاني طبيعي بعد أن يعطي ماء الرأس السياسي العالمي الإيذان بانفجار كوني استشرافي للوجود لا للزوال يخرج منه ماء البدايات المنشودة  بينما حلفاء أعدائها يريدون إنزال الوليد السياسي بشكل عرضاني منهك ما يجعل الولادة تتجه إلى قيصرية تشق البطون والنفوس وتجعل من العقول مستعصية في الفروج والأرحام والمصالح الآنية والأغراض الذاتية لا الوطنية .....

في خارطة الشمال السوري  نزل الوليد على طريقة روبرت برادلي الطبيب الإنسان لا على طريقة إنزال حكام بلاده اللصوصيين  وهم يفتخرون بقوات المارينز ليلاً  نهاراً  وينزلونها كي يجعلوا من ولادة الشرق الأوسط عسيرة بل وكي يشوهوا وليده بالخضوع والمذلة ليكون مسخاً قبيحاً تابعاً يغزون قراره ومقدراته وثرواته الواعدة في طريق مراهقته وشبابه ونضجه  وما زال  هذا الوليد الذي نزل على رأسه وبحركة جمبازية وقف على قدميه مبكراً ينظر في كل الاتجاهات ليبحث عن أمه التي هاجرت وهناك في نص لاهوتي وجدها تجري من طور إلى طور  بعد أن أوقدت بالنيران نور إدلب وأيقظت بالجهر كلام الرقة وحلب وعفرين ومنبج  فلا سر بعد اليوم ولا خفاء في ضرب مفاصل الإرهاب ومرتكزات الانفصال الأسود المعد في البيوت البيضاوية المظلمة وما أكثرها

  أمه التي  تنظر إلى عيني السيسي وتحدق فيهما  كي تعرف قدر تقديره كُلَماء الرب بالمحبة والسلام  سيناء التي ما زالت تغرق بقرآنها قبل توراتها وبإنجيلها قبل زبورها وما زالت يد الإرهاب الصهيوني هي العليا مهما تجملت وخرجت من جيب موسى بيضاء ناصعة باسم الإسلام وتحياته التي باتت نكراء مستنكرة في زمن البلاهة الوطنية والسياسية والعالمية والدينية والاقتصادية والاجتماعية وما زال الله يكلم عشاقه متسائلاً باستغراب كيف أنه قال في أحد كتبه السماوية "كفى الله المؤمنين القتال !" وما زالوا في شرّ ذبحٍ واقتتال !

و كما بدأ المخاض السياسي ستبدأ ملاحم الوطنيين الأحرار فاقرؤوا كلمات الشاعر ياسين الرزوق زيوس كي تنسوا آلام المخاص الأصعب في التاريخ هذا إذا ما لم يكن خرافتنا الكبرى وحملنا الأثقل وزورنا المسفوح على طرقات العور! :

بدأتْ بمؤتمراتكم غفواتي .... لا توقظوني من حياة مماتي

حلفاء عشق بلادنا نزواتي ..... تبكي بتوبتكم عيون صلاتي

الروس قالوا قولهم حلفاءً .... والبغض يكسو بالعمالة ذاتي

هل تدركون معارضاً وصريحاً .... في الائتلاف يخون بالكلمات ؟!

لا تدركوني فالخيانة تؤذي  ..... وطنيَّةَ الحلمات والرضعات !

لدمشقَ أنْ لا تستكين لمأوىً ... والجند في الأصقاع والعبرات

هذا هوائيَ يرتجي صحواتي  .... وخيانة الأوطان من حرماتي

لا تسرقوا الأحلام من حُلفاءٍ ..... ضحُّوا بأنْفسهم على الطرقات

إنّ الحروب غنائمٌ مذْ صلّى  .... في أمسه المحموم بالسرقات !

 

ياسين الرزوق زيوس - سورية  

 

 

في المثقف اليوم